ارشيف من :نقاط على الحروف
LBC: ميليشيا وفساد
لا شك أن غالبية وسائل الاعلام في لبنان هي جزء لا يتجزأ من دورة الفساد الناشطة منذ سنوات. ولا شك ايضا ان المؤسسة اللبنانية للارسال هي على رأس بنية الفساد الاعلامي في الوطن الصغير. الوقائع تثبت هذا الأمر. لقد شكلت هذه القناة الوسيلة الاعلامية الاولى التي افرزتها الحرب الاهلية اللبنانية بأبشع صورها واشكالها.
إنها قناة لإحدى أسوأ الميليشيات التي عرفتها الحرب. ميليشيا اختصرت في سلوكها كل موبقات الحرب وبشاعاتها. التعامل مع اسرائيل، التطهير العرقي، المجازر الجماعية، خيار التقسيم، معاداة وقتال كل المكونات وصولا الى عدم القبول الا بإلغاء الآخر، وفوق ذلك كله التأسيس والمساهمة في دورة فساد من خلال مصادرة المرافق العامة وتدمير المؤسسات الرسمية وفرض الخوات.
عممت الميليشيا المؤسسة للمؤسسة اللبنانية للارسال ممارساتها هذه في كل المجالات. والاعلام جزء منها بطبيعة الحال. فالوسيلة الاعلامية التي تضع نفسها هذه الايام في موقع قيادة الحراك الشعبي ضد الفساد بدأت حياتها بسرقة موصوفة لاهم ارشيف تلفزيوني في العالم العربي هو ارشيف تلفزيون لبنان المملوك من الدولة اللبنانية، انها بداية فاسدة بامتياز. لم تقف الامور عند هذا الحد، فقد اختارت الميليشا المؤسسة مبنى دار المعلمين في منطقة جونية لانطلاقة مشروعها الاعلامي. انها احدى ممارسات القرصنة التي عممت في تلك الفترة على كل المستويات.
أما إدارة المشروع الميليشيوي الاعلامي فلم يكن الا لبيار الضاهر . احد العناصر الذين اثبتوا اخلاصهم لقيادتهم ميدانيا وعلى الارض وتحديدا على الحواجز التي كانت تحرس فساد الميليشيا وممارساتها بحق الدولة او ما تبقى منها كما بحق المواطنين. الامر لم يعد سرا فقد تم التوثيق لممارسات المدير الاعلامي العتيد من خلال فيديو انتشر مؤخرا عبر وسائل الاعلام الحديثة والقديمة.
ليس سرًّا أيضا أن مدير المؤسسة اللبنانية للارسال، وكتعبير عن دورة الفساد المعقدة، سرعان ما انقلب على قيادته فسرق ما هو مسروق أصلا واستولى على المؤسسة، مستغلا حالة الوهن التي اصابت المشروع المؤسس. هنا بدأ مشوار جديد لفساد من مستويات أعلى. توثقت العلاقة مع اجهزة مخابرات حاكمة ومتحكمة وطبقة سياسية فاسدة ومفسدة. تغيرت الشعارات ومالت الانتماءات بحسب ميل كفة المصالح.
حصل تبادل للخدمات ضمن حلقة الفساد التي لا تقف عند حد. تداخلت الأمنية منها بالسياسية، المالية بالاعلانية. اتسعت دائرة المصالح من المحلي الى الاقليمي، وتحديدا الخليجي. وعلى طريقة المافيا ينهش اعضاء نادي الفساد بعضهم بعضا، ويسرق بعضهم بعضا. الثابت الوحيد في كل هذه المسيرة هو العداء للمقاومة والحفاظ على العقلية الميليشيوية.
وعند الحديث عن العقلية الميليشيوية، تحضر نظرية التطور لدى داروين. صحيح ان نظرية الاخير سقطت علميا ولم يعد لفكرة تحول القرد الى انسان حضور قوي في العالم، الا ان في لبنان يمكن لرجل الميليشيا ان يصبح مديرا لقناة تلفزيونية ثم زبونا لدى اجهزة المخابرات ورجال السلطة وصولا الى رافع شعار السيادة والاستقلال، ليكتشف فيما بعد انه يمكن ان يتحول من رمز للفساد الى قائد لحراك مكافحة الفساد .
لا ضير انه في مساره ومسيرته، ساهم بانتاج رموز مصغرة للفساد الاعلامي او فلنقل "عِدة الشغل". هكذا يتحول نجم من زبون يتقاضى مبالغ شهرية من "باي رول" الحريري الى صاحب اكبر شبكة علاقات مريبة بمجمل اعضاء النادي السياسي الفاسد. يتبادل معهم المصالح والخدمات ومع ذلك لا يتردد في ارتداء ثوب العفة مساء كل يوم خميس ، اما نسخته الاخيرة فاعلامي ناشط في مكافحة الفساد. ونجمة صاعدة ترتبط ايضا بعلاقة مريبة مع احد ضباط المخابرات وصولا الى الاجهاش بالبكاء وعلى الهواء مباشرة عند مقتل الاخير .
النجمة هذه ايضا تستمر في عملها بشكل طبيعي دون ان يسأل احد عن المصالح المشتركة التي تجمع اعلامية بضابط مخابرات او عن نوع الخدمات التي يتم تبادلها بين الطرفين. بعد متابعة القناة ونجومها يتضح بسرعة ان وراء النسخة الجديدة للقناة المتلونة هدف آخر، لا ينفصل عن ثوابت المحطة وادارتها ( العقلية الميليشياوية والعداء للمقاومة) .
تتولى القناة تنفيذ مطلب مستدام بتشويه المقاومة وصورة قائدها. تتخذ القناة صورة مسيئة للامين العام لحزب الله خلفية لاحد برامجها. تتقصد التركيز على الصورة نفسها دون غيرها. تكرر المذيعة السؤال ذاته مترافقا مع الصورة نفسها، يعترض الجمهور الغاضب ترفع الصورة لكن المسرحية لم تنتهِ بعد.
ببلاهة لا تحتمل، تعترف النجمة بتعرضها لغسيل دماغ. عذر أقبح من الذنب الذي كانت تعتذر عنه. لقد سمحت الاعلامية الناشطة في مكافحة الفساد لنفسها بتوجيه عبارات عنصرية بحق مجموعة مشاركة في التظاهرات . في اليوم التالي ولتأكيد المؤكد يفتح الهواء للحديث عن الانجاز. يسميه الضيوف العاملين في وسائل اعلام مملوكة من السعودية وقطر "خرق". تتباهى المؤسسة اللبنانية للارسال بانجاز . تظن انها نجحت بضرب صورة قائد المقاومة .خان الذكاء المؤسسة الاعلامية وادواتها . اسرائيل ومن ورائها اميركا عجزتا عن النيل من قائد المقاومة .فكيف بادوات اصغر واعجز واقل حيلة .
&&vid2&&