ارشيف من :آراء وتحليلات

ماذا وراء زيارة ظريف إلى تونس؟

ماذا وراء زيارة ظريف إلى تونس؟

أدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارة رسمية إلى تونس بداية الأسبوع التقى خلالها برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزير الخارجية الطيب البكوش. وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة للوزير الإيراني ستكون محطتها التالية العاصمة الجزائرية.

وترتبط إيران بعلاقات جيدة ومتينة وعريقة مع بلدان المغرب العربي مبنية على التعاون في مختلف المجالات وعلى الإحترام المتبادل والرغبة المستمرة في تطوير هذه العلاقات. وقد دعا ظريف في ختام هذه الزيارة نظيره التونسي إلى زيارة طهران في القريب العاجل.

الإتفاق النووي

الجانب التونسي استغل فرصة الزيارة للتعبير عن ارتياحه للإتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع الغرب والذي أثار جدلا واسعا لدى البعض. واعتبر وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أن هذا الإتفاق سيدعم الأمن والإستقرار في المنطقة ورأى أنها سيساهم في ترسيخ الأمن القومي للعرب والإيرانيين على حد سواء ويدعم علاقات حسن الجوار.

ماذا وراء زيارة ظريف إلى تونس؟

وحسب التسريبات فإن اللقاءات تضمنت تطرقا للوضع الإقليمي وتحديدا الأوضاع في ليبيا والعراق اليمن وسوريا وكان هناك تطابقا في وجهات النظر بين الجانبان. فقد جدد الطرفان رفضهما لأي تدخل عسكري أجنبي وعبرا عن مساندتهما للحوار في هذه البلدان بين مختلف الفرقاء السياسيين وهو الموقف نفسه الذي عبر عنه الجانب الجزائري أيضا لاحقا للمسؤول الإيراني.

نضج سياسي

والحقيقة أن هناك إعجابا تونسيا بشخصية ظريف عبر عنه أكثر من محلل ومن جهة سياسية. فقد رأى فيه البعض مسؤولا سياسيا ناضجا ومتزنا واثقا من نفسه ويختار عباراته بدقة وهو ما أهّله إلى النجاح في مفاوضات بلاده النووية مع البلدان الغربية، ورأى فيه البعض الآخر رجلا هادئا لديه الكاريزما والحنكة ما قد يؤهله للعب دور أكثر أهمية في بلاده في قادم السنوات.

وازدادت هذه الصورة رسوخا في الندوة الصحفية التي عقدها ظريف مع وسائل الإعلام التونسية والتي أكد فيها أن بلاده غير مستعدة في الوقت الراهن لإعادة العلاقات الديبلوماسية مع واشنطن. وأكد أيضا أن الشعب الإيراني لا يثق في الولايات المتحدة الأمريكية التي أمامها الآن فرصة، بعد الإتفاق النووي، لاستعادة الثقة المفقودة في المنطقة بسبب دعمها للكيان الصهيوني.

عدو الأمن والسلم

وأكد ظريف أن الشعب العربي رشيد وأبي وقادر على السيطرة على شؤونه ولن يقبل بتدخل الغير في شؤونه وذلك في رده على من يتهمون إيران بالتدخل في شؤون بعض الدول العربية. ودعا الإعلاميين التونسيين إلى ضرورة فضح جرائم الكيان الصهيوني في غزة والضفة ولبنان، معتبرا "إسرائيل" أكبر عدو للأمن والسلم في العالم.

وفيما يتعلق بمجالات التعاون مع الجانب التونسي أكد ظريف أنها تشمل صناعة تحويل المحروقات وتحديدا الغاز الطبيعي وأيضا إنتاج الكهرباء والفوسفات والزراعة ويتطلع الجانبان إلى تكثيف التعاون مستقبلا في المجال التكنولوجي. كما أعلن ظريف أنه سيتم الإعلان قريبا عن إنشاء خطوط بحرية وجوية بين البلدين وعن إمكانية للتعاون في المجال النووي خاصة وأن التونسيين قد أبرموا بعد اتفاقا مع الجانب الروسي في هذا المجال.

2015-09-04