ارشيف من :آراء وتحليلات

تكفيريو تونس في سوريا وخطر العودة

تكفيريو تونس في سوريا وخطر العودة

عاد الوفد الإعلامي التونسي الذي زار دمشق الأسبوع الماضي إلى تونس وعقد ندوة صحفية سلط خلالها الضوء على عدد من الحقائق المفزعة التي تهم الشباب التونسي التكفيري المتورط في تهديد أمن واستقرار سوريا. حيث نقل الوفد بداية عن مسؤولين سوريين ما مفاده أن السلطات السورية لا نية لها في تسليم التونسيين الموقوفين لديها والمتورطين في حمل السلاح ضد الدولة السورية لقضاء عقوبتهم في تونس وأنها في حال سلمت بعضهم فلن يتعدى الأمر 43 شخصا.

ومن الأرقام المفزعة التي تحدث عنها الوفد الإعلامي التونسي، أن العدد الاجمالي للشبان التونسيين المغرر بهم، في إطار مشروع الفوضى الأمريكي المسمى ربيعا عربيا، والذين غادروا بلادهم بتحريض من "رجال دين" وسياسيين مرتبطين بدولة خليجية منخرطة في مشروع الفوضى الأمريكي، يبلغ الثمانية آلاف شخص. كما أن ما يزيد عن ألفي شخص من التونسيين من هؤلاء الشباب لاقوا حتوفهم في سوريا منذ أن بدأ استهداف الدولة السورية.

حملة شعواء

ويتعرض الإعلاميون الذين زاروا سوريا والذين لا يخفون تعاطفهم مع نظامها منذ سنوات وبعضهم زارها قبل سنة أو سنتين تضامنا مع ما تتعرض له من مؤامرة، إلى حملة شعواء من قبل مواقع ووسائل إعلام قريبة أو محسوبة على التيارين الإخواني والتكفيري. ويتهم البعض هؤلاء بالعمالة إلى "النظام السوري" وبأنهم يقبضون منه أموالا رغم أنه لم يظهر عليهم ما قد يثير الشبهة فأغلبهم ينتمي إلى الطبقة الوسطى وهي الطبقة الطاغية على المجتمع التونسي.

تكفيريو تونس في سوريا وخطر العودة

وفي هذا الإطار أكد الإعلامي التونسي زهير الجيس وهو أحد الصحافيين المشاركين في هذه الزيارة أنه سيقاضي موقع الصدى الإخباري المحسوب على التيار الإخواني بسبب هذه الاتهامات الباطلة. فقد وصل الأمر بهذا الموقع إلى حد تلفيق الأكاذيب والإدعاء بأن الطفل إيلان الكردي الذي وجد ميتا غرقا على السواحل التركية قد فر وعائلته من بطش النظام السوري رغم أن القاصي والداني على دراية بأن أسرته ضحية لحصار تكفيريي "داعش" لقرية كوباني عين العرب الكردية.

معارضة للعودة

ويعارض السواد الأعظم من الرأي العام في تونس عودة التونسيين الذين قاتلوا في سوريا إلى البلاد وهناك دعوات إلى سحب الجنسية منهم. وطالب البعض رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بتحمل مسؤولية إيوائهم خارج البلاد في مكان ما بعد أن تحدث الأخير عن فتح باب التوبة لمن يرغب في ذلك منهم.

ويخشى التونسيون من ان يصيبهم ما أصاب الشعب الجزائري في العشرية السوداء لعقد التسعينيات بعد أن عاد الأفغان الجزائريون إلى بلادهم ورغبوا في تغيير الحكم بقوة السلاح وتورطوا في سيلان بأنهار من دماء الجزائريين الأبرياء. ويشار إلى أن وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش لمح أيضا إلى إمكانية عودة هؤلاء قريبا مما أثار حفيظة الكثيرين رفضا لاستقبال من تلطخت أيديهم بدماء السوريين.

2015-09-08