ارشيف من :آراء وتحليلات

حقيقتان حول باكستان

حقيقتان حول باكستان

عون هادي حسين

"باكستان دولة آيلة للسقوط "، هذا ما تتنبأ به بل وتروج له مراكز الأبحاث وكبرى وسائل الإعلام في الغرب. تماماً كما سبق لها وتنبأت "بحتمية سقوط الرئيس السوري بشار الأسد"، وهذا ما لم يقع بالطبع، فحتميات مراكز الابحاث والدراسات في الغرب، التي من المفترض ان تتسم بالموضوعية والتحليل العلمي، سقطت في فخ تبعية العلم لأجندات الاستكبار الغربي.

نعم، هناك حقيقة سياسية حيال "الدولة" في باكستان، وهي أنها ضعيفة. وسواء كان القابض على الحكم والممسك بزمام الدولة مدنيا او عسكريا. فحقيقة ضعف"الدولة" في باكستان تتجاوز ذلك.

لكن الى جانب هذه الحقيقة، حقيقة أخرى لعلها السبب وراء عدم سقوط باكستان الدولة وانهيارها، كما يروج ويتمنى أعداء استقرار باكستان الإسلامية النووية، الحقيقة الثانية هي متانة وقوة المجتمع الباكستاني.

تتجلى هذه القوة للمجتمع الباكستاني في قدرة رؤساء المناطق الحضرية والريفية على فرض الاستقرار الاجتماعي، الذي ينسحب بالطبع على الحياة السياسية في باكستان نسبياً بشكل أو بآخر رغم التحديات الداخلية والخارجية للمجتمع الباكستاني.

حقيقتان حول باكستان

نموذج لما يواجهه المجتمع الباكستاني في الداخل، وباء ما يُعرف "بحركة طالبان باكستان"؛ فعلى الرغم من كل الضجيج الذي أثارته هذه الجماعة الإرهابية استطاع المجتمع الباكستاني لفظ هذه الجماعة من قلبه وحصرها في مناطق نائية معزولة على الحدود مع افغانستان .

وبحسب مراقبين فإن هذا الإنجاز للمجتمع الباكستاني لا يقل عن انجازات الجيش الباكستاني الشجاع الذي شن غير مرة حملات قاسية وعنيفة لضرب الارهابيين في منطقة القبائل على الحدود مع افغانستان .

نعم، صحيحٌ أن حركة طالبان تقوم بعمليات إرهابية في مختلف المناطق في باكستان، وتقتل الأبرياء من المدنيين الباكستانيين في المناطق المختلفة، لكن هناك فرق كبير بين القيام بعملية إرهابية و بين قيادة حركة تمرد او معارضة سياسية على طول وعرض باكستان لإسقاط حكومة أو تغيير نظام، فضلاً عن اسقاط دولة تمتلك جيشاً ومجتمعاً كالجيش الباكستاني والمجتمع الباكستاني .

خلاصة القول، باكستان كغيرها من الدول الاسلامية او كما يحلو للبعض وصفها بـ"الدول النامية"، لديها العديد من المشاكل والتحديات على صعيد التنمية الصحية والتربوية والاجتماعية وحتى على صعيد التجربة الديمقراطية، لكن هذا لا يعني ببساطة أن باكستان دولة " آيلة للسقوط "، ولا نغالي اذا قلنا بأن باكستان تمتلك مقومات معادلة ذهبية كالتي وضعها وأسس لها أمين عام حزب الله في لبنان سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) .

2015-09-10