ارشيف من :آراء وتحليلات
تفاقم ازمة رئاسة اقليم كردستان والاكراد يستنجدون بطهران
أكدت أوساط سياسية كردية من أحزاب وقوى مختلفة وصول أزمة رئاسة إقليم كردستان الى نقاط حرجة وخطيرة جدًا، في ظل تشبث الفرقاء بمواقفهم وعدم إبدائهم أية مرونة من أجل التوصل الى حلول وسطى وتفاهمات مقبولة، فيما راحت المخاوف تتزايد داخل الأروقة السياسية والشارع الكردي من قيام أطراف خارجية استغلال الظروف الاستثنائية والدخول على خط الازمة عسكريًّا، في إشارة الى تركيا التي تنفذ منذ عدة أسابيع عمليات عسكرية في مناطق بشمال العراق في إطار تعقب ومطاردة عناصر وتشكيلات حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، الذي يتخذ من جبال قنديل قاعدة رئيسة له.
واشارت المصادر الكردية، في حديث لـ"العهد"، الى انه بعد بضعة اسابيع من المفاوضات الماراثونية الشاقة لم تلح في الافق اية مؤشرات على امكانية انفراج الازمة، رغم تدخل الولايات المتحدة الاميركية، من خلال مساعد نائب وزير الخارجية ومسؤول ملف العراق وايران بريت ماكورك، الذي شارك وحضر الكثير من الاجتماعات بين القوى الكردية، لكن دون جدوى، وانه بدلا من ان يساهم بصياغة حلول عملية وواقعية-والكلام للمصادر-عقّد الامور حينما اراد ان يفرض خيارا معينا، انطلاقا من حسابات واشنطن ومصالحها الخاصة، بعيدا عن حقائق ومعطيات الواقع الكردي، ما دفع الاكراد الى الطلب من طهران التوسط فيما بينهم لاحتواء الازمة، التي ينذر استمرارها بنتائج وخيمة.
وفي هذا السياق، وصل وفد سياسي ايراني قبل ايام قلائل الى مدينة السليمانية، حيث التقى كبار قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني، ومن بينهم السيدة هيرو احمد عقيلة زعيم الاتحاد جلال الطالباني، والنائب الاول للامين العام للاتحاد كوسرت رسول علي، والنائب الثاني برهم صالح، اضافة الى لقاءات اخرى مماثلة مع قيادات من حركة التغيير(كوران)، والجماعة الاسلامية ، والاتحاد الاسلامي الكردستاني، في حين يتوقع ان يزور الوفد المذكور مدينة اربيل للقاء رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود البارزاني وعدد اخر من قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني.
المصادر الكردية نفسها شددت على ان اصرار البارزاني، بطريقة او باخرى على البقاء في منصبه، يعد احد ابرز العوامل المعيقة لانهاء الازمة، في مقابل موقف القوى الرافضة، المتمثل اساسا، بعدم القبول ببقاء شخص البارزاني، والاستعداد لبحث ومناقشة اي مرشح اخر، يطرحه الحزب الديمقراطي الكردستاني.
كما أكد ساسة اكراد قريبون من اجواء المفاوضات، ان الدور الايراني يتمحور في تقريب وجهات نظر ومواقف الفرقاء، من خلال تقديم التنازلات المتبادلة، ووضع حد للغة التصعيد، والحؤول دون عودة الامور الى ما كانت عليه قبل عشرين عاما، من اقتتال وصراعات مسلحة بين الحزبين الرئيسيين بزعامة جلال الطالباني ومسعود البارزاني.
ولم يستبعد هؤلاء الساسة ان تحتضن طهران خلال الفترة القليلة القادمة لقاءات واجتماعات بين ممثلين للاحزاب الكردية الرئيسية الخمسة.
تجدر الاشارة الى ان ولاية رئيس الاقليم مسعود البارزاني انتهت في العشرين من شهر اب/اغسطس الماضي، وبحسب قانون رئاسة اقليم الصادر في عام 2005 ، يتولى رئيس برلمان الاقليم مهام الرئيس لمدة ستين يوما، يتم خلالها انتخاب رئيس جديد، ولكن بعد العشرين من اب/اغسطس، بقي البارزاني في منصبه مستندا الى قرار مجلس شورى الاقليم، بينما اعتبر خصومه انه لم يعد يتمتع بالشرعية والمفترض ان يقوم رئيس البرلمان بتصريف اعمال الرئاسة مؤقتا.