ارشيف من :ترجمات ودراسات

الخائن الذي خدم الصهاينة ثلاثين عامًا ولم يهتموا لوفاته

الخائن الذي خدم الصهاينة ثلاثين عامًا ولم يهتموا لوفاته

لم يصدر عن المسؤولين الصهاينة أيّة ردّة فعل على وفاة عميد عملائهم أنطوان لحد، حتى أن الإعلام الاسرائيلي لم يولِ أهمية لمن سخّر نفسه في سبيل دعم العدو على حساب وطنه.

وبعد رصد اهتمامات الصحف الاسرائيلية ووسائل إعلام العدو، تبيّن أن انشغالات الصهاينة في مكان آخر، فاقتصرت التعليقات على وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي كتب على صفحته على "تويتر"، إن "لحد، قائد جيش لبنان الجنوبي، توفي امس في باريس. الجنرال لحد كان رجلًا شجاعًا ربط مصيره بإسرائيل، قاتل معنا كجزء من حلف حقيقي معنا. للأسف الشديد اسرائيل تخلت عنه وعن رجاله".

واضاف "انها احدى المرات المنفردة التي خجلت فيها كوني اسرائيليًا عندما جلست مع لحد سابقًا في فندق في تل ابيب، بعد فرار اسرائيل من لبنان العام 2000. في تلك الجلسة روى لي كيف خدعته القيادة الاسرائيلية، بعد سنوات طويلة قاتل فيها هو وعناصره سوية مع جنود الجيش الاسرائيلي للحفاظ على الهدوء على حدودنا الشمالية، وقد دفعوا لقاء ذلك ثمنا باهظا، وتخلت اسرائيل عنهم".

الخائن الذي خدم الصهاينة ثلاثين عامًا ولم يهتموا لوفاته
عميد عملاء "اسرائيل" أنطوان لحد

وتابع "حتى اليوم الأخير شعر الجنرال لحد بالمرارة والاحباط من تعاطي اسرائيل مع جنود "جيش لبنان الجنوبي". للأسف تعاطي اسرائيل مع الجنرال لحد وجنوده ليست الحالة الوحيدة التي حصلت، بل  أصبح اسلوب عمل لا تحافظ به اسرائيل على حلفائها. في الحياة بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، من لا يعرف الحفاظ على حلفائه نهايته ان لا يكون له حلفاء. انه احد اخطر الأمور على امن اسرائيل".

أمّا نائب وزير ما يسمّى "التعاون الاقليمي" وعضو الكنيست أيوب قرا، فاستغلّ حضوره لحفل التأبين الذي أقامه أصدقاء ومرؤوسو لحد وضبّاط جيشه في نهاريا، ليصوّب على خصوم حزبه (الليكود) السياسيين، قائلًا إن "ايهود باراك (رئيس وزراء العدو حين اندحر الجيش الاسرائيلي من جنوبي لبنان عام 2000) وغابي اشكنازي (قائد المنطقة الشمالية عام 2000) احتالا على أنطوان لحد وعلى "تل أبيب"، وسبّبا تعزيز قوة حزب الله، الأمر الذي ما كان ليحدث لو أنصت أحد لنا في حينه واجتمع مع اريئيل شارون قبل الانسحاب غير المدروس في العام 2000"، على حدّ تعبيره.

وأضاف "قرا" الذي انتدبته الحكومة الصهيونية وحده لتمثيلها في حفل التأبين كونه وزيرًا عربيًا، أن لحد "كان صديقًا مقرّبًا لي، وأحببته كثيرًا، لكن حتى اليوم لم أعلم بعد لماذا وافق باراك على الانسحاب الأخرق. الضباط الكبار كانوا مستعدين للانسحاب بشرط أن تغطيهم "اسرائيل" مقابل حزب الله في المناطق المسيحية والدرزية، الأمر الذي لم يوافق عليه باراك ولذلك نحن لا زلنا ندفع الثمن حتى اليوم".

بدوره، قال القائد الأسبق للمنطقة الشمالية في الجيش الصهيوني اللواء احتياط يوسي بيلد الذي تربطه صداقة بلحد إن الأخير "كان وطنيًا لبنانيًا.. "اسرائيل" تدين له بدين أخلاقي بسبب مساهمته الطويلة في أمن مواطني جنوبي لبنان وسكان الحدود الشمالية"، وفق ادّعائه.

وتابع بيلد "ضمن إطار مهامي، عرفتُ الجنرال لحد على المستوى الشخصي.. لقد كان زعيمًا وقائدًا وانسانًا.. على خلفية الاضطرابات في الشرق الاوسط من المهم أن نذكر من سعى من جيراننا الى الاستقرار، لضمان الأمن وتحديد المصالح المشتركة"، حسب زعمه.

2015-09-14