ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: ’القاعدة’ تتغلغل في سوريا وتلاعبٌ بالتقارير الاميركية حول ’داعش’

الصحف الاجنبية: ’القاعدة’ تتغلغل في سوريا وتلاعبٌ بالتقارير الاميركية حول ’داعش’

اعتبرت تقارير إعلامية غربية أن المساعدة العسكرية الروسية لسوريا تأتي في اطار ابراز القوة الروسية في سوريا ومحيطها. فيما تناولت تقارير أخرى تهما موجهة الى مسؤولين استخباراتيين في القيادة الوسطى الاميركية، حول التلاعب بالتقارير الاستخبارتية بشأن سير الحملة الجوية التي تقودها واشنطن ضد "داعش".

من جهته، اعتبر الكاتب الشهير ديفيد اغناتيوس ان الاتفاق النووي مع ايران يمثل اهم انجاز استراتيجي للرئيس باراك اوباما، في وقت حذرت اكاديمية ويست بوينت العسكرية من مخططات "القاعدة" على المدى الطويل في سوريا.

سياسة روسيا في سوريا

تحت عنوان "تحركات روسيا في سوريا تعزز دورها في الشرق الاوسط" نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن إرسال روسيا دبابات متطورة الى قاعدة جوية جديدة قرب مدينة اللاذقية يأتي في اطار تعزيز التواجد العسكري الروسي الذي قد "يمنح موسكو اكبر موطىء قدم عسكري في الشرق الاوسط منذ عقود".

و استشهد التقرير بمسؤولين في البنتاغون اعتبروا أن وصول الأسلحة والمعدات يفيد بأن خطة الكرملين هي اقامة قاعدة اساسية قد تستخدم من اجل ادخال المساعدات العسكرية لحكومة الرئيس بشار الأسد. كما لفت التقرير الى أن القاعدة قد تستخدم كذلك من اجل شن ضربات جوية لدعم القوات الحكومية السورية.

واشار التقرير الى تصريح للمتحدث باسم البنتاغون جيف دايفس الذي قال: "لقد شاهدنا حركة اشخاص ومعدات تفيد بان القاعدة الجوية جنوب اللاذقية قد تستخدم كقاعدة جوية امامية". كما نقل التقرير عن خبراء عسكريين أميركيين قاموا بتحليل صور الاقمار الصناعية بأن لدى روسيا نحو ست دبابات من طراز تي- 90، و35 ناقلة جند مدرعة، ومئتي عنصر من قوات المارينز (الروسية).

ورأى التقرير ان تعزيز التواجد العسكري الروسي في سوريا قد يخدم مصالح الكرملين الاستراتيجية من نواحٍ عدة، ان لجهة تقوية الاسد أو لتعزيز مصالحها الاستراتيجية في سوريا، وكذلك قدرتها على ابراز القوة في سوريا والبلدان المجاورة، لافتا الى مسألة تسهيل ايران لهذه الجهود الروسية، وذلك على ضوء سماح ايران للطائرات الروسية ان تمر عبر اجوائها.

التلاعب بالتقارير حول سير المعركة ضد "داعش"

من جهة ثانية، كشفت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين حكوميين أميركيين أن عددًا من المحللين الاستخبارتيين قدموا للمحققين وثائق قالوا انها تثبت تلاعب ضباط عسكريين أميركيين كبار باستنتاجات التقارير التي أعدت حول الحرب ضد "داعش".

وفي تقرير احتل العنوان الرئيس، قالت الصحيفة ان المفتش العام في البنتاغون، الذي ينظر بهذه التهم، يركز في تحقيقه على مسؤولين إستخبارتيين كبار يشرفون على عدد كبير من المحللين الاستخبارتيين العسكريين والمدنيين في القيادة الوسطى الاميركية، التي تشرف على العمليات العسكرية الاميركية ضد "داعش" في سوريا والعراق.

واستشهد التقرير بالمتحدثة باسم المفتش العام في البنتاغون، التي أكَّدت أن التحقيق يركز على قيادة الاستخبارات التابعة للقيادة الوسطى الاميركية. وقالت المتحدثة ان "التحقيق سيعالج ما اذا كان هناك أي تزييف أو تحريف أو تأجيل أو كتمان أو تعديل خاطىء للمعلومات الاستخبارتية".

التقرير استشهد كذلك بمحلل استخبارتي حكومي اشترط عدم كشف اسمه، والذي قال ان "الضباط الاستخبارتيين الكبار يقلبون كل شيء رأساً على عقب".

خطة تنظيم "القاعدة" في سوريا

وفي الشأن السوري أيضا، كتب الباحث المعروف بشؤون الحركات المتطرفة تشارلز ليستر تقريرا مطولا نشر على الموقع التابع لمركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية ويست بوينت العسكرية، تحت عنوان "القاعدة تتبع خطة طويلة الأمد في سوريا".

ورأى الكاتب أن جبهة "النصرة" تبقى جماعة تابعة لـ"القاعدة"، مشيراً الى ما قامت به من اعمال القتل الطائفية وعمليات الاعدام. واعتبر أن تصريح  ابو محمد الجولاني بتاريخ الحادي عشر من تموز/ يوليو عام 2014 الماضي، الذي اعلن فيه ان "الوقت قد حان لنقوم بانشاء امارة اسلامية في الشام"، كشف عن حجم طموحات القاعدة في سوريا.

وتحدث الكاتب كذلك عن سفر عدد من الشخصيات القديمة في القاعدة الى سوريا بدءًا من اوائل عام 2013، في خطوة بدت وكأنها جاءت نتيجة تعليمات اصدرتها القيادة الاساسية في القاعدة. وفي هذا الاطار لفت الى معلومات تفيد بان ايمن الظواهري اصدر التعليمات بسفر شخصيات مثل المواطن السعودي عبدالرحمان الجهاني، وهو عضو سابق في مجلس الشورى التابع للقاعدة اتى من باكستان، اضافة الى الجزائري سعيد عارف والكويتي محسن الفضلي.

وحذر الكاتب من ان "النصرة" باتت تقدم نفسها بشكل علني اكثر من السابق على انها جزء من "القاعدة". واعتبر ان ذلك ظهر جلياً عندما هاجمت الجماعة أربعة وخمسين جندياً مما يسمى المعارضة المعتدلة قامت بتدريبهم الولايات المتحدة.

كما أشار "ليستر" الى أن تركيز جبهة النصرة على ضمان بقاء القاعدة في سوريا منذ عام 2012 يجب ان يكون مصدر قلق، وحذر من انه كلما استطاعت جبهة النصرة ممارسة لعبتها، كلما سيبقى معقل القاعدة في سوريا قائمًا.

الاتفاق النووي مع ايران

وفيما يتعلق بالملف النووي، أكد الصحفي الاميركي المعروف "ديفيد اغناتيوس" أن الرئيس الاميركي باراك اوباما حقق انتصارًا كبيرًا من خلال التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني وكسب عدد كاف من الاصوات من أجل الحفاظ عليه، معتبراً ان ذلك يشكل النجاح الاستراتيجي الاهم له في عهده.

وفي مقالة له في صحيفة واشنطن بوست لفت اغناتيوس الى ان عددا كبيرا من الاستراتيجيين داخل الولايات المتحدة وخارجها يؤيدون موقف اوباما حيال ايران، مشيراً في الوقت نفسه الى ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة الحزب الجمهوري هم النشاز، متوقعا فشل محاولات نتنياهو المستمرة لتعطيل الاتفاق.

الكاتب نقل عن ببن رودز، احد اهم المساعدين لاوباما الذي كان عضواً في مجموعة تدعى "مجموعة ايران الصغيرة"، قوله أن ادارة اوباما نجحت في طريقة مقاربتها للملف الايراني، لافتا الى ان جون كيري لعب دوراً محورياً في ذلك، حيث بدأ اتصالات سرية مع سلطنة عمان حول التوصل الى اتفاق نووي مع ايران اواخر عام 2011، عندما كان لا يزال عضواً في مجلس الشيوخ. كما تحدث رودز عن ان كيري كان اول من طرح فكرة احتفاظ ايران ببعض قدراتها على التخصيب في حال تم التوصل الى اتفاق.

2015-09-17