ارشيف من :آراء وتحليلات

حرب الإرهاب في تونس تطال المواقع الإلكترونية

حرب الإرهاب في تونس تطال المواقع الإلكترونية

بالتزامن مع العمليات اليومية التي يقوم بها الجيش التونسي، مدعومًا من القوى الأمنية المختصة في محاربة الإرهاب على طول المرتفعات والأحراش المتاخمة للحدود الجزائرية وخصوصا مرتفعات الشعانبي من ولاية القصرين تعقبا للجماعات الإرهابية، شنت قوى الأمن مؤخرا حملة واسعة تعقبت من خلالها مدونين ومشرفين على مواقع وعلى صفحات تواصل إجتماعي على الإنترنت. وقد تمكنت من خلالها من تحقيق نجاحات واختراقات لهذه الجماعات التي تسببت في ضربات موجعة للإقتصاد التونسي بعد عمليتي باردو وسوسة الاخيرتين حيث استهدفت الأولى المتحف الوطني المتاخم لمقر البرلمان فيما استهدفت الثانية منتجعا سياحيا بحريا وتسببت العمليات في خسائر بشرية فادحة في صفوف السائحين الأجانب.


لقد أسفرت عمليات التعقب على القبض على 213 شخصا من الإرهابيين الإلكترونيين وتمت إحالتهم على القضاء بتهم التخطيط للقيام بعمليات إرهابية. وينتظر أن تنجح القوى الأمنية في القبض على آخرين لأن هناك رغبة حقيقية من وزير الداخلية الجديد ناجم الغرسلي في القضاء على الإرهاب بخلاف من سبقوه على رأس هذه الوزارة منذ 23 أكتوبر 2011 تاريخ اعتلاء حركة النهضة الإخوانية لسدة الحكم.

حرب الإرهاب في تونس تطال المواقع الإلكترونية

 

"الذئاب المنفردة"

ولعل أهم إنجاز قام به الامن التونسي في هذا الإطار هو تعقب والقبض على المشرف على صفحة "كوبرا الدولة" التي تمثل همزة الوصل بين تنظيم داعش الإرهابي وما يسمى "الذئاب المنفردة" وهي فئة من الإرهابيين لا تخضع للتنظيم الهرمي ولا تتلقى الأوامر منه مباشرة وإنما تقوم بعملياتها بمبادرات فردية يتم نسبتها لاحقا للتنظيم. وهذه الجماعات منتشرة أساسا خارج سوريا والعراق وأعلنت ولاءها لداعش دون أن تكون لها اتصالات مباشرة مع رؤوس هذا التنظيم في العراق وسوريا.

كما تم في وقت سابق إيقاف المشرفين على صفحة "المارد الجزائري" وفقا لما أعلنه وزير الداخلية. لكن هناك العديد من الصفحات التي يتبادل عبرها الإرهابيون رسائل مشفرة لم يقع القبض على المشرفين عليها إلى الآن وهي تشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار البلاد وكامل المنطقة المغاربية التي تغلغل فيها بشكل لافت.

استهداف السجون

ويبدو أن التكفيريين وفقا لما نشر في أحد مواقعهم سيستهدفون السجون خلال المرحلة القادمة وفقا لما أعلن عنه كاتب الدولة للداخلية المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي ولما ورد في أحد مواقعهم. حيث ورد أن الهدف القادم في "تونس السليبة" كما سموها هو تحرير الأسرى من السجون الذي باتوا بأعداد كبيرة خصوصا بأكبر سجون العاصمة.
ويخشى البعض في تونس من القضاء الذي يبرئ في أحيان كثيرة ساحة الكثيرين من هؤلاء بعد أن تجهد قوى الأمن نفسها في عمليتي التعقب والقبض على الإرهابيين. وأصبح إفراج القضاء التونسي على الإرهابيين مادة للتندر والسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي حتى أن أحد الناشطين السياسيين ساق خبرا مفاده أنه تم القبض على المتورطين في عملية سوسة الإرهابية الذين سيتم إخلاء سبيلهم بعد يومين أو ثلاثة مثلما جرت عليه العادة.

2015-09-17