ارشيف من :نقاط على الحروف

موقف’كاميرون’ شوكة في أحلاق الصِّبية.

 موقف’كاميرون’ شوكة في أحلاق الصِّبية.

ان يقف في عقر دارك صاحب "الذئب" ويقول بكل ثقة أن "حيوانه الدموي" أضحى قريبا منك ومن أرضك وأضحى يشكل خطرا عليك وعلى هذه الأرض، فاعلم أن الذئب خارج السيطرة، وأن صاحبه يخشاه ويتمنى منك قتله قبل أن ينقلب عليه، وكل ما يقدمه لك من مساعدات تصب في إنهاك قدرة هذا العدو وإضعاف قواه.

هذه ليست أسطر رواية أو اقصوصة أطفال لطالما اخترقت آذاننا أيام الطفولة كي نغفو أو نستسلم للنوم باكرا، بل هذه بعض من أسطر لتصريح ألقاه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من العاصمة بيروت وبجانبه رئيس الحكومة تمام سلام، اثناء زيارته غير المعلنة إلى لبنان، وتضمن التصريح موقفا لافتا تمثل بقوله "لا شك أن الخطر هنا محدق بشكل أكبر مع «داعش» على مسافة 60 كيلومترا من الحدود، ولهذا السبب فإن المملكة المتحدة عازمة على بذل قصارى جهدها للمساعدة على تعزيز الأمن في لبنان»، معلنا عن استمرار برنامج «التدريب والتسليح» للجيش اللبناني، وعلى الخط عينه والموجة ذاتها جاء تأكيد وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان الذي قال إن تنظيم "داعش" الإرهابي يتقدم بشكل لافت في سوريا حيث يقود حاليا هجوما على مدينة "مارع" والتي يسيطر عليها الجيش السوري الحر في شمال حلب، الامر الذي ينعكس سلبا على لبنان بالتحديد وما ينتج عنه من "وضع صعب سيواجهه لبنان" إذا ما نجح داعش في "كسر المحور بين دمشق وحمص"، وهذه ليست سوى بعض النماذج لتصاريح على المستوى الأوروبي والدولي لما يخص لبنان وما يواجهه من خطر الجماعات التكفيرية، وللعلم أن تلك الدول هي الممول الاساس والراعي الرئيس للحركات الارهابية في العالم بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص.

 موقف’كاميرون’ شوكة في أحلاق الصِّبية.

كاميرون يقر : داعش يهدد لبنان

الموضوع اليوم لا يهدف الى اظهار الغيرة الدولية على لبنان وأمنه وشعبه، ولا إلى تلميع صورة تلك الدول التي تعبث بالمنطقة وتعمل على اعادة نظام الانتداب ولو بأشكال مختلفة، بل الموضوع الاساس هو إظهار سياسة بعض الاحزاب في الداخل اللبناني والتي تعمل على التوهين بخطر داعش وغيرها من الجماعات التكفيرية، وتعمل على نشر مفهوم الثورة وترسيخه كمصطلح في عقول اللبنانيين ومحاولة منها لكسر المقاومة وما تقدم عليه من انجازات في هذا الصدد، والشواهد كثر.


منذ العام 2013 حتى يومنا هذا، صقور ونسور ويمامات وغيرها من انواع الطيور التابعة لثورة الارز تحلِّق في فضاء الشاشات اللبنانية والعربية ليعمموا وليؤكدوا أن لا خطر يتهدد لبنان وأن ما يقوم به حزب الله في سوريا وعلى الحدود اللبنانية - السورية هو الخطر الاساس على لبنان واللبنانيين، وأن الثورة في سوريا ستمتد الى لبنان اذا ما استمر حزب الله في هذه السياسة، وهذه الفرقة من السياسيين عملت جاهدة على نشر هذا الفكر مستعينة بالعصب الطائفي تارة، والمال السياسي طورًا، إضافة الى سياسات الترهيب والترغيب والكذب السياسي، ولكل منهم منبره والمناسبات كثر، الا أن المقاومة تثبت يوما بعد يوم صوابية خيارها، وأن الدم الذي تقدمه دفاعا عن كل اللبنانيين دون تمييز هو الدرع الحامي للأرض وللشعب.


حزب المستقبل أحد ابرز وجوه الدجل السياسي، دأب جاهدا إلى تغطية الحقائق وتضييع البوصلة الحقيقية، وكل التصاريح والخطابات الصادرة عن ألسن وزرائه ونوابه كانت تنفي أي وجود لتنظيم داعش الارهابي وان الحدود اللبنانية - السورية في مأمن من أي عمل مسلح، وحتى بعد اختطاف العسكريين اللبنانيين من عرسال أصر هذا الحزب على مواقفه بل اتهم المقاومة في إعطاء الذريعة لتواجد داعش وجبهة النصرة على الحدود مع لبنان واطلق على  المعتدين مصطلح الثوار، وللتذكير فقط أن عرسال وقبل دخول حزب الله على خط المعارك كانت الممر الاساس في دعم الجماعات المسلحة والأرضية المناسبة لتخفي فيها وستكشف الايام عن ضلوع البعض من الطبقة السياسية اللبنانية في تمويل الجماعات المسلحة وتسهيل أمورهم.


القوات اللبنانية تضاف الى لائحة النفي مع حزب المستقبل وتدحض وجود أي خطر على لبنان من قبل تلك الجماعات، والخطاب عينه بل أنها زعمت أن الخطر يأتي من فريق لبناني واصفة اياه بـ"داعش"، وكذلك عمل حزب الكتائب وما تضمنت قوى الرابع عشر من آذار من أحزاب وتيارات تعمل في أجندة واحدة هدفها اسقاط محور المقاومة، قوى أخذت من ثقافة الحياة شعارا الا أنه عكس في طياته ما كثر من فساد وتآمر وتلاعب في أرواح اللبنانيين ومصير الوطن، بل كانت مسمارا يدق في نعش الوطن عند كل مفترق اساسي ومفصلي، وللعلم أيضا أن هذا الفريق هو ذاته الذي يجلس في سفارات تلك الدول وعلى موائد رؤسائها، وما اعترف به الاسياد ظل شوكة في أحلاق الصبية، الذين بلعوا ألسنتهم ولم ينطقوا بكلمة واحدة.
 لا خوف من ذاك الذئب طالما أن في الوطن حراس حدود يسهرون على صون العرض والأرض، ولا خوف من أسياد الذئب طالما العين يقظة واليد قابضة على السلاح والقلم لمنع وفضح أي مؤمراة تحاك ضد الوطن، ولا عتب على الخراف في السير على خطى القطيع.

2015-09-19