ارشيف من :آراء وتحليلات
عراقيل أمام نجاح الحوار الوطني في ليبيا
يؤكد جل الخبراء والمحللين على أن الحوار الليبي الذي يجريه الفرقاء في الصخيرات في الأمم المتحدة لن يعرف النجاح في الوصول إلى الحل على المدى القريب مع تمسك كل فريق بمطالبه. فيما التنظيمات التكفيرية تتقدم على الميدان خاصة باتجاه الشرق وتقضم المزيد من الأراضي وتقترب من الموانئ ومنابع ومصافي النفط.
فمجلس نواب طبرق الشرعي لم يقدم موقفه بعد بشأن التعديلات التي رغب فيها المؤتمر الوطني في طرابلس المنتهية ولايته. كما أن المؤتمر الوطني العام لم يقدم بعد مرشحيه لرئاسة الحكومة، كما أن القبائل الليبية لم تعلن عن قبولها بما نتج عن الحوار وهو ما يعني عمليًّا فشل المبعوث الأممي في الوصول إلى حل يوم 20 أيلول سبتمبر وهو الموعد الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق كموعد متوقع للوصل إلى تفاهمات بين فرقاء الأزمة الليبية.
القيادة العسكرية
ويشتد الخلاف بين فريقي الصراع حول قيادة الجيش، فهناك إصرار من التنظيمات الإخوانية في طرابلس أي جماعة فجر ليبيا والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته على ألا يرأس اللواء خليفة حفتر قيادة الجيش وهو الذي يوصف لديهم بأنه سيسي ليبيا. لكن الأخير هو القائد الفعلي للجيش الليبي وهو رئيس الدولة الفعلي في الشرق وجماعة طبرق يأتمرون بأوامره ويصرون على أن يتولى هو أو أحد مقربيه رئاسة الأركان بتفويض من الحوار الوطني.
ويقترح جماعة طبرق أن يتشكل المجلس القادم من خمسين عضوا من المؤتمر الوطني العام وأربعين من مجلس النواب الحالي إضافة إلى ثلاثين عضوا من المستقلين. ويبدو أن هؤلاء المستقلين هم من سيرجحون كفة هذا الطرف أو ذاك بحسب ولاءاتهم السياسية غير المعلنة عادة، فأغلب هؤلاء مستقلون في الظاهر عن الأحزاب السياسية لكنهم يتعاطفون مع أحد الفريقين ويرجحون كفة هذا الطرف على حساب ذاك.
"داعش" في العاصمة
ويرى مراقبون أن تنامي أنشطة الجماعات التكفيرية في العاصمة الليبية يمكن تفسيره بأحد أمرين، إما أن تنظيم داعش ومن والاه واتفق معه في خطه التكفيري بصدد استغلال حالة الانقسام التي تشهدها البلاد. وإما أن جهات خارجية غربية أطلسية أمريكية تحديدا تحرك هذه الجماعات للضغط على فرقاء الأزمة الليبية للوصول إلى حل في أقرب الآجال لأن الوقت لم يعد في مصلحة الجميع.
فـ"داعش" باتت قادرة على مهاجمة قلب العاصمة الليبية كما القواعد العسكرية على أطرافها للاستيلاء على الذخيرة ومن ذلك قاعدة معيتيقة. وقوات فجر ليبيا يبدو أنها لم تعد قادرة على صد عدوان هذه الجماعات التي كانت إلى وقت غير بعيد في تناغم تام معها قبل أن يقرر الخارج فك الارتباط بين الطرفين خصوصا بعد مقتل السفير الأمريكي في بنغازي وتدمير مبنى السفارة. لقد فقدت فجر ليبيا الكثير من قوتها بعد فك الارتباط مع الجماعات التكفيرية ولا يبدو أنه يوجد أمامها حل غير إبرام اتفاق مع جماعة الشرق للتصدي معا إلى هذا الخطر الإرهابي.