ارشيف من :آراء وتحليلات
أئمة التحريض على سوريا مهددون بالعزل في تونس
تقوم وزارة الشؤون الدينية في تونس بحملة واسعة تستهدف عزل أئمة تكفيريين من مناصبهم كخطباء بعدد من مساجد الجمهورية كما تستهدف الحملة أماكن تجمع لتكفيريين لأداء الصلاة والتآمر على أمن الدولة، غير مرخص لها، يطلقون عليها تسمية مساجد لإيهام الرأي العام بأن الدولة تستهدف المساجد. وقد طالت الحملة وزير الشؤون الدينية السابق زمن حكم الترويكا وحركة النهضة نور الدين الخادمي الذي يتهم بتحريض الشباب التونسي على الذهاب إلى سوريا لقتال النظام من منبر جامع الفتح بقلب العاصمة التونسية.
ولقي هذا العزل اعتراضا من قبل جماهير وقواعد حركة النهضة الإخوانية وعددا من الأحزاب الراديكالية على غرار حزب التحرير والأحزاب السلفية. وتتخذ هذه الأحزاب موقفا معاديا من النظام السوري وتعتبر مشروع الفوضى المدعوم من المحافظين الجدد في واشنطن وحلفاء الولايات المتحدة الغربيين والخليجيين ربيعا عربيا.
حملات تشويه
ويتعرض وزير الشؤون الدينية التونسي، الذي يؤدي هذه الأيام مناسك الحج، إلى حملة شعواء من قبل محسوبين على الأحزاب الدينية وخصوصا جماهير حركة النهضة، سواء في وسائل الإعلام التابعة أو المحسوبة على هذه التيارات أو في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي. ويتهم الرجل بأنه من من اتباع نظام بن علي بما أنه كان مفتيا للديار التونسية قبل الإطاحة بهذا النظام في 14 يناير/ كانون الثاني سنة 2011.
واعتبر أنصار هذه التيارات وعدد من قياداتها الأئمة المعزولين أئمة معتدلين ومن الظلم تنحيتهم من مناصبهم وأن ذلك سيؤثر سلبا على الإقبال على بيوت الله للتعبد. كما حذر بعضهم الدولة التونسية من مغبة ما أقدمت عليه، الأمر الذي سيؤدي بحسب هؤلاء إلى تفاقم ظاهرة الإرهاب التي تستفحل حين يغيب أئمة الإعتدال..
ضغوط
يذكر أن أحد هؤلاء الأئمة ويدعى رضا الجوادي وهو خطيب جامع سيدي اللخمي بمدينة صفاقس عاصمة الجنوب التونسي، قد تمت إعادته إلى منصبه بعد أن تم عزله وذلك بفعل ضغوط من حركة النهضة. وقد أثار تجميد قرار إقالته سخط عدد من الفاعلين السياسيين الذين اعتبروا أن هذا الإمام تحديدا لا يجب أن يعزل فقط بل وجبت محاكمته من أجل تحريض الشباب التونسي والتغرير به للتحول إلى سوريا لتدمير دولة شقيقة تجمعها بتونس علاقات عريقة ومتينة ومتطورة.
ويشار إلى أن الإمام المذكور دعم في وقت سابق حركة النهضة في خطبه وحرض على الإتحاد العام التونسي للشغل زمن حكم الترويكا حين كان الإتحاد في خلاف مع حكومتي الجبالي والعريض. كما حرض الإمام المذكور على حركة نداء تونس التي تحكم اليوم واعتبرها امتدادا لنظام بن علي المطاح به وتسببت خطبه في صدامات كادت تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
وينتظر التونسيون عودة وزير الشؤون الدينية من الحج لتنفيذ قرار الإقالة ورفع التجميد الذي فرضه رئيس الحكومة بفعل الضغوط. ويتوقع كثيرون أن يجنح الوزير إلى الإستقالة في حال رضخ رئيس إلى ضغوط حركة النهضة ولم يتم تنفيذ قرار الإقالة.