ارشيف من :مواقف الأمين العام لحزب الله
الجزء الثالث من النص الكامل لمقابلة سماحة السيد حسن نصرالله مع قناة المنار ـ الجمعة 25 أيلول 2015
المحور الثالث
- عودة مشاهدينا الكرام إلى متابعة هذا الحوار مع سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
سماحة السيد بما أن الملف اللبناني يتأثر بما يجري في سوريا عضوياً، أحب أن أدخل إلى لبنان من البوابة السورية أيضاً، في ضوء كل الشروحات والتطورات التي تحدثنا عنها في الجزء الأول من الحلقة، هل تتوقع حلاً سياسياً قريباً في سوريا؟ واستطراداً، هل من معادلات جديدة تنتج الآن في الشرق الأوسط تحمل بصمة روسيا "made in Russia"؟
سماحة السيد نصرالله: هذان سؤالان.
السؤال الأول نستطيع أن نقول الآن أن فرص الحل السياسي تكبر في سوريا، يعني اليأس من تحقيق حسم عسكري للمحور الآخر، أمر مؤثر جداً. إذا شاهدت المشهد كله في سوريا، مثلاً درعا كم قالوا ستسقط درعا، ستسقط، (أطلقوا) عاصفة الجنوب، أُعلن عن فشل عاصفة الجنوب، طبعاً كانت كارثة بالنسبة للمعارضة المسلحة. الآن الثبات في الميادين المختلفة بأكثر من محافظة وبأكثر من منطقة واضح وكبير جداً.
على ضوء التطور الجديد العسكري أيضاً، من المفترض أن الأوضاع العسكرية في داخل سوريا ستتحسن لمصلحة النظام وليس لمصلحة الطرف الآخر، هذا سيعزز ويرفع من فرص الحل السياسي مع التحول، لأنه، للإنصاف، المشكلة الحقيقية التي كانت تمنع الحل السياسي هي الإرادة الخارجية.
بالنسبة للسوريين، أنا أعرف، حتى داخل المعارضة السورية، هناك الكثير من الناس يريدون حلاً. فقط بين هلالين، لما يحصل وقف إطلاق نار في الزبداني، الناس تتكلم مع بعضها، المقاتلون من هنا وهنا، فالناس كناس وحتى المعارضة، حتى الجماعات المسلحة الذين هم سوريين، ليس الذين أتوا من الخارج، السوري بنهاية المطاف وصل إلى محل أنه ما هو الأفق؟ الذي أتى من الخارج لديه مشروع مختلف.
أنا أعتقد أن الاستعداد السوري الداخلي للحوار والوصول إلى حل سياسي هو عالٍ جداً، الذي كان يمنع ذلك هو الجهات الخارجية، السعودية، قطر، تركيا، أميركا، فرنسا مثلاً بموقف حاد كان بهذا الموضوع، لأن هذه الدول لديها حساباتها في سوريا. الآن لما يبدأ الموضوع يتراجع، يعني هذه الدول تغير موقفها، تعيد النظر، تقرأ بواقعية أكثر، حتى بعض الدول العربية، السعودية مثلاً أولويتها ليس سوريا مثلما أولويتها اليمن، يعني التي كانت تدفع لهم الأموال من أجل أن يقاتلوا في سوريا، الآن إلى أين تأخذهم؟ إلى اليمن. السلاح الذي كانت تشتريه حتى تأتي به إلى سوريا، الآن ستأخذ جزءاً كبيراً منه على اليمن. يعني الآن الجيش واللجان الشعبية في اليمن هم يحملون عبئاً عن سوريا في الحقيقة، هي جبهات متكاملة.
على كل، فرص الحل السياسي أنا برأيي ترتفع.
- الشرق الأوسط يتغير؟
سماحة السيد نصرالله: نعم بالتأكيد. اليوم، مثلاً أنا آخذ شاهداً واحداً، ميركل ماذا تقول، ميركل لم تكن تتكلم هكذا قبلاً ، ألمانيا ليست شيئاً عادياً اليوم بالاتحاد الأوروبي وبالمجتمع الدولي، تقول: من أجل حل مسألة سوريا، يجب أن نتكلم مع روسيا ونواكبها، لا يكفي أن نتكلم مع الأميركان، ويجب أن تحضر قوى إقليمية في الحل مثل إيران والسعودية. أريد أن أٌقول قصة: إن هذه المنطقة هي ميدان تلعب فيه أميركا كما تحب وكما تشاء هي وحلفاؤها وأدواتها، سميهم ما شئت، وتركّب مشاريع وتضع بدائل للمشاريع وتفرض شروطاً وتفرض خيارات، هذا انتهى. اليوم لا أحد يستطيع أن ينكر التأثير الأميركي في المنطقة، لكن اليوم الروسي موجود، كان منكفئاً، الإيراني موجود، هناك قوى إقليمية موجودة مؤثرة وفاعلة، وهي لا تتلقى الأوامر وإنما تشارك في صنع الحاضر والمستقل، هذا المشهد الجديد. يعني خرجنا من القطب الواحد إلى تعدد الأقطاب.
- في ظل هذا المشهد الإقليمي والدولي سماحة السيد، هل من فرص واقعية لنجاح طاولة الحوار في لبنان أم لا؟ يعني اللبنانيون سوف يبقون عاجزين وسوف يبقون دون سن الرشد رغم أن دولتهم أصبح عمرها 72 سنة؟
سماحة السيد نصرالله: أن هناك أملاً، هناك فرصة، نعم، تحتاج بعض العمل.
- لكن هناك؟
سماحة السيد نصرالله: هناك أمل، نعم.
- يعني ليست طاولة لتقطيع الوقت؟
سماحة السيد نصرالله: ليس بكل الملفات، يعني هناك بعض الملفات ممكن أن نتوصل فيها لنتائج معينة. لكن بشكل عام، لا، الطاولة لها هدف وهناك جدية عند الرئيس بري والقوى المشاركة ونستطيع أن نصل لحلول معينة، ليس في كل الملفات، ببعض الملفات، وهذه الفرصة متاحة، أنا برأيي متاحة.
- بأي ملف تحديداً؟
سماحة السيد نصرالله: بكل الملفات متاحة، لكن طبعاً تحتاج إلى "زحزحة".
- حتى في ملف رئاسة الجمهورية؟
سماحة السيد نصرالله: نعم، حتى في ملف رئيس الجمهورية.
- سماحة السيد هناك من يقول إن لبنان الآن ليس أولوية لا سعودية ولا إيرانية، يعني هو موضوع على الرف أو بالبراد، وبالتالي في هذا الوقت الضائع والميت لا إمكانية إلا لمحاولة الحفاظ على الاستاتيكو الحالي ومنع اهتزازه إلى حين نضوج التسويات الإقليمية وتلقفها في لبنان، وكأن وظيفة طاولة الحوار هي هذه فقط لا غير، هل توافق على هذا التحليل؟
سماحة السيد نصرالله: لما عملت طاولة الحوار لم تعمل لهذه الوظيفة، يعني أنا أعرف خلفية دولة الرئيس نبيه بري، الذي هو المبادر الحقيقي في الدعوة.
- لستم أنتم من اقترحتم الفكرة؟
سماحة السيد نصرالله: لا، تعرف بعض الأطراف السياسية في لبنان يحبون، أن هذه الفكرة هي فكرة حزب الله طرحها على الأستاذ نبيه، لا غير صحيح، هذه فكرته، هو استشارنا مثل ما استشار بقية الجهات ونحن كنا مشجعين وكنا مؤيدين لهذه الفكرة. الرئيس بري، عندما طرح الموضوع، هو جاد وهو يأمل، ونحن عندما شجعنا أيضاً من موقع الجدية والأمل وليس من موقع تقطيع الوقت. لكن أقول لك إن طاولة الحوار تستطيع أن تصل إلى نتائج كبيرة؟ يعني هذا يمكن أن يكون فيه مبالغة.
الآن مثلاً بالتعبير التي تفضلت فيه جنابك، أنه ليس أولوية سعودية ولا أولوية إيرانية، دعني أجاوب على الأولوية الإيرانية. موضوع إيران ليس فيه مشكلة، سواء كان أولوية أو لم يكن أولوية، إيران من البداية إلى اليوم وستبقى هكذا، إيران لا تتدخل في أي شيء له علاقة بلبنان، لا تتدخل.
- البعض لا يصدق هذا الكلام؟
سماحة السيد نصرالله: "يصطفلوا".
حسناً، لما ذهب الفرنسيون إلى طهران، قالوا لهم تحدثوا مع الجماعة في لبنان، الفاتيكان مع طهران، تحدثوا مع الجماعة في لبنان، أي طرف يتكلم مع طهران بالموضوع اللبناني، (يكون الجواب) نحن ليس عندنا مشكلة فيما يتفق عليه اللبنانيون وانظروا الجماعة في لبنان. الإيراني لم يضع فيتو على شيء في لبنان، نحن حلفاء إيران، نحن نقرر بلبنان لبنانياً، يمكن أحياناً لا نستشيرهم، يمكن أحيانيً لا نعطيهم علماً، هم ليس عندهم مشكلة، يعني هم أصلاً عندهم من المشاغل ومن الهموم ما يكفيهم، ليس العلاقة علاقة أنه لم تخبرونا ولم تسألونا ولم تستشيرونا ولم تقولوا لنا، حتى هذا غير موجود. فلذلك لا يوجد مانع إيراني، الإيراني يثق بحلفائه هم يأخذوا القرار الي يريدونه.
يعني بكل صراحة أنا اليوم أنا أقول لك، في حزب الله مثلاً، تجتمع شورى حزب الله هي التي تقرر، لمن تصوت لرئاسة الجمهورية، هل تذهب إلى مجلس النواب أو تقاطع جلسة مجلس النواب، ما هو قانون الانتخاب التي تقبل فيه، من رئيس الحكومة التي تقبل به، مع من تتحالف، تنزل إلى الشارع أو لا، هذا الموضوع نحن معنيون به، لا أحد يتدخل فيه على الإطلاق من الطرف الإيراني.
الموضوع عند السعودي مختلف.
- كيف؟ أين الاختلاف؟
سماحة السيد نصرالله: يعني السعوديون يتابعوا التفاصيل ويتدخلوا بالتفاصيل، وحتى جماعتهم هنا يدخلونهم بالتفاصيل، يعني يسألونهم، يراجعونهم، يقولون لهم نعم، يقولون لهم لا، ولذلك بموضوع الرئاسة، واضح أين كانت العقدة.
- السعودية؟
سماحة السيد نصرالله: أنا على ذمتي أنا أعرف أنه في مكان ما، وهذا قلته سابقاً، أن الرئيس سعد الحريري كان هناك جو أنه يقبل بالعماد ميشال عون رئيساً جمهورية، هو من الممكن أن يقول لا، أنا لم أكن كذلك، طبعاً عنده مشكلة إذا قال أنا لم أكن هكذا، لأن الوقت الذي قضاه بالحوار مع العماد ميشال عون والتفاصيل التي دخلوا عليها توحي بالجدية. لكن المشكلة أن السعودي سابقاً وحالياً يتدخل، حتى لما كان السوري هو المقرر بالدرجة الأولى، كان السعودي شريكاً، وغير صحيح أنه لم يكن له علاقة بالموضوع الرئاسي.
- يردون عليكم سماحة السيد ويقولون، إذا كان السعودي يعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان، عطلوا له التعطيل، انزلوا إلى المجلس، أنتم تقاطعون، يعني حزب الله والتيار الوطني الحر هو الذي يقاطع جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، يعني أفشلوا المؤامرة السعودية وانزلوا إلى مجلس النواب ودعوا العملية الانتخابية تأخذ مداها الديمقراطي، وهكذا ننتخب رئيساً
سماحة السيد نصرالله: هذا يستبطن إهانة لموقع رئيس الجمهورية، والاستهانة بالموقع، أنه أي رئيس، أي رئيس تتفقون عليه ماشي الحال، هذه إهانة لرئاسة الجمهورية، لموقع رئاسة الجمهورية، ببلد جزء من منطقة فيها تداعيات وتطورات وتحولات كبيرة جداً وخطيرة جداً، تقبل أن تأتي برئيس جمهورية أياً كان وكيف ما كان، يعني هكذا النواب يكونوا مؤتمنين؟ الأمانة الذي أعطاهم إياها الشعب اللبناني، أن يأتوا برئيس جمهورية، ممكن أن تقول لي أياً كان وكيف ما كان، يعني يُباع، يعني يُشترى، يعني يغيّر خطّه السياسي مثلاً برشوة معنية، أو إذا هدده أحد أو ضغط عليه أحد، في الوقت الذي يعاني فيه لبنان اليوم من أزمات داخلية خطيرة وفي وضع إقليمي صعب. لا، نحن بحاجة إلى رئيس جمهورية، يعني مرة نأتي نحن ونقول نريد العماد عون أو ندعم العماد عون، هو التعبير الثاني صح، ندعم العماد عون رئيساً للجمهورية، ونأتي ونركب المواصفات التي تنطبق على العماد عون، ليس هكذا، نحن هناك مجموعة مواصفات تنطبق على العماد عون. وحتى إذا يوم من الأيام فرضاً جاء العماد عون وقال أنا لم أعد أريد أن أكون رئيساً وأنا أقترح زيد من الناس، فيجب أن نرى هذه المواصفات هل تنطبق على هذا الزيد أو لا تنطبق، يمكن أن نتفق أو لا نتفق على البديل. طبعاً، هذا الآن غير مطروح، هذا الموضوع قراره عند العماد عون بالتحديد.
نحن نعتقد في هذه المرحلة، نعم لبنان بحاجة إلى رئيس، يكون جدياً رئيس قوي، شخصيته قوية، أصيل، متين، لا يباع ولا يشترى، لا يخاف من التهديدات الموجودة في المنطقة، لا يخضع، يأخذ ويعطي، وطني، المصالح الوطنية عنده مقدمة، عنده تمثيل حقيقي.
- ممكن أن يقول لك أحد ما سماحة السيد هذه المواصفات ألا تنطبق إلا على العماد ميشال عون؟
سماحة السيد نصرالله: لماذا، ممكن أن تنطبق على شخص آخر، ولكن الآن الأقوى تمثيلاً والأقوى حضوراً والمنطقي جداً والطبيعي جداً هو العماد عون.
- اسمح لي هنا أيضاً بسؤال افتراضي، إذا سلمنا أن العماد عون وصل إلى رئاسة الجمهورية، هل يمكن أن يعطي حزب الله لميشال عون الرئيس ما لا يعطيه لأي مرشح آخر، تحديداً في ما خص سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية؟
سماحة السيد نصرالله: هذه المواضيع ليس فيها مشكلة، لأنه نحن بالتفاهم الذي حصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر قاربنا هذا الموضوع ووجهات نظرنا متقاربة، وهو الآن ليس رئيس جمهورية، يعني العماد عون الزعيم الوطني أو رئيس التيار الوطني تفاهمنا معه بموضوع الاستراتيجية الدفاعية وأخذ منا وأعطيناه وأعطانا ما ينسجم مع قناعات الطرفين وليس لها علاقة بموضوع رئاسة الجمهورية، هذا الموضوع ليس فيه مشكة على الإطلاق.
- لكن بمعزل عن العواطف والقناعات الشخصية سماحة السيد، بصراحة هل هناك فرص موضوعية وواقعية للعماد ميشال عون للوصول إلى رئاسة الجمهورية في ظل الظروف الحالية محلياً وإقليمياً ودولياً أم أنه لا يوجد فرصة ولكن أنتم تواصلون دعمه انطلاقاً من معيار أخلاقي أكثر منه موضوعياً؟
سماحة السيد نصرالله: لا، أخلاقي وسياسي وموضوعي ونحن نعتبر أن الفرصة ما زالت قائمة، نعم ما زالت قائمة وموجودة وكما أن الوضع الداخلي، الآن غيرنا يا أخي، نحن لا نربط شيئاً بالوضع الإقليمي، منذ أيام بعض النواب والوزراء يقولون المعركة الرئاسية تنتظر نتائج حرب اليمن، حسناً، ماشي، ننتظر نتائج حرب اليمن. أو تنتظر التطورات في سوريا، وكانت منتظرة الاتفاق النووي وانتهى الاتفاق النووي، والآن تنتظر اللقاء الإيراني السعودي الذي هو غير ظاهر بعد، إن كان هذا اللقاء يحصل أو لا يحصل. هم يربطون الموضوع بالوضع الإقليمي، إذاً مربوط بالوضع الإقليمي، نحن قراءتنا لوضع المنطقة وللوضع الإقليمي أن ظروفنا ستكون أفضل وأفضل وأفضل كلما تقدم الزمن، وأن الوقت يلعب لمصلحتنا وليس لمصلحة الطرف الآخر، ولذلك فرصته ليست فقط موجودة أنا برأيي تزيد، نعم.
- هذا كلام نوعي، خلافاً لبعض التحليلات التي تقول إن العماد عون ليس لديه فرصة وأنه في النهاية سوف يأتي رئيس لا من 8 ولا من 14 آذار، يعني فلسفة الرئيس التوافقي سماحة السيد لماذا ترفضونها، يعني بلد مثل لبنان فيه تعقيدات وتناقضات تحتاج إلى رئيس على مسافة واحدة من الجميع، في حين أن العماد ميشال عون محسوب على محور، يعني دائماً يصنف من قبل فريق 14 آذار بأنه محسوب على محور إيران حزب الله، مثل ما أنتم لا تستطيعون أن تنتخبوا سمير جعجع على سبيل المثال، هم لا يستطيعون أن ينتخبوا ميشال عون؟
سماحة السيد نصرالله: موضوع رفضهم للعماد عون ليس لأنه محسوب على هذا المحور وغير محسوب، هم يعرفون أنه غير محسوب، وأنا هنا لأنه طبعاً ندعم هذا الترشيح بمناسبة أنه نتكلم عن الانتخابات الرئاسية، أنا أعتقد من خلال تجربتي وعلاقاتي وتجربة إخواننا، لما نريد أن نوصّف العماد عون يطلع معنا أن هذا رجل مستقل جدياً ، لا يرتبط لا بدولة ولا بسفارة ولا بمحور ولا بأي جهة على إطلاق، ما اقتنع به أن العماد عون يأخذ قراراً ويمشي فيه، ويملك شجاعة أن يأخذ القرار وشجاعة أن يمشي بالقرار الذي أخذه.
محاولة أن يقدموه أنه تابع لحزب الله، هذا غير صحيح، تابع لسوريا، تابع لإيران، حتى هم لا يصدقون هذا الكلام.
أنا أريد أن أقول لك شيئاً، يوم الذي حصل لقاءات بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون كان هناك نقاش بجو تيار المستقبل وبعض الجو في 14 آذار، الذي كان يقول فلنقبل بالعماد عون رئيس جمهورية، على قاعدة أن يأتي مثلاً الرئيس سعد الحريري رئيس حكومة ويركب البلد. واحدة من حيثياتهم ماذا كانت، أنه إذا وافقنا على العماد عون رئيساً جمهورية نستيطع أن نعمل لنخلفه مع حزب الله، هذا ماذا يعني، يعني أن نظرتهم الحقيقية للعماد عون أنه شخص مستقل وغير تابع لحزب الله، وكونه شخص مستقل ويناقش المسائل بمنظور مختلف بمرحلة من المراحل يمكن ببعض الملفات أن يحصل هناك خلاف بينه وبين حزب الله، مثلاً، بهذه الخلفية كانوا، "يعني يا ريت بخلفية جمع، بخلفية فتنة". ونحن لم يكن عندنا مشكلة، كنا نقول لبعض الذين راجعونا: أنتم اقبلوا بالعماد عون رئيساً جمهورية وليختلف معنا، ليس هناك مشكلة، تمام. لأنه أنا كجزء من الشعب اللبناني أو كقوة سياسية لبنانية، رجل بهذه المواصفات أنا يشكل لي ضمانة حتى لو كان هناك احتمال أن يحصل خلاف حول بعض القضايا أو بعض الملفات، أنحن متفقين على كل شيء؟ نحن حزبان ولسنا حزباً واحداً، نحن جهتان. لكن الثقة الموجودة، الود الموجود، التفاهم الموجود، التقارب النفسي، القراءات المتقاربة، هذا يشكل ضمانة حقيقية، وإلا الآن تسألني تقول لي أنتم تتخذون موقفاً، يعني عندك ضمانة أنك أنت والعماد عون إذا أصبح رئيس جمهورية ستتفقان على كل شيء، لا، نحن لم نصبح حزباً واحداً.
- سماحة السيد هل من سقف زمني لدعم العماد عون وربما من بعده تبدأون في البحث في إمكانية انتخاب رئيس توافقي أم لا ليس هناك مهلة والوقت مفتوح؟
سماحة السيد نصرالله: ليس هناك سقف زمني، لا. هذا الموضوع عند العماد عون، هو وحده الذي يأخذ القرار، طالما هو مرشح نحن معه. لما هو يقول، الآن، على طريقة الحاج أبو حسن رعد، ألف سنة، لما هو يقول أنا نتيجة الاعتبارات الفلانية والفلانية والفلانية سأضع ترشيحي جانباً وحاضر أن أناقش بمرشح آخر، عندها نريد أن نجلس ونناقش بالمرشح الآخر من هو، انتهى، يكون صار "سالبة بانتفاء الموضوع"، كما يقولون. لكن طالما العماد عون مرشح نحن معه بدون سقف زمني.
- ماذا لو فرضت التسوية الإقليمية رئيساً توافقياً في لحظة ما على غرار ما حصل في الدوحة، عندها هل سيستجيب حزب الله لهذه التسوية أم سيقاومها؟
سماحة السيد نصرالله: لا، في الدوحة ليست تسوية إقليمية فرضت، نحن الذين قمنا بالتسوية، نحن اللبنانيين قمنا بالتسوية.
- لكن بتدخل..
سماحة السيد نصرالله: لا، لا، الإقليم ساعدنا، لكن نحن اللبنانيين فيما بيننا اتفقنا على الخيار الذي اتفقنا عليه، جاء الغطاء الإقليمي عمل دعم ومساندة وغطى هذا الموضوع.
- الآن إذا اتفق السعودي والإيراني والأميركي والروسي على فلان في لبنان، يستطيع حزب الله أن يقول لا؟
سماحة السيد نصرالله: هذه فرضية، لأن الإيراني لن يتدخل في هذا الأمر، لن يسمي، لن يسمي، لا قبل الاتفاق النووي ولا أثناء الاتفاق النووي فضلاً عن ما بعد الاتفاق النووي. لا أحد يستطيع أن يفرض علينا رئيس جمهورية، كن واثقاً.
- حتى إيران؟
سماحة السيد نصرالله: حتى إيران، لأنها هي لا تعمل بهذه الطريقة.
- سماحة السيد انطلاقاً من الموضوع الرئاسي وبما أن هذا الموقع يشغله الرئيس الماروني، ما هي الرؤية الاستراتيجية لحزب الله العقائدي ذي الهوية الثقافية الواضحة، ما هي رؤيته إلى الوجود المسيحي في لبنان، إلى فلسفة الوجود المسيحي في لبنان، يعني كيف ترونه، شريكاً، مجرد مكوّن حضاري من باب التلوين، ماذا؟
سماحة السيد نصرالله: هو جزء، يعني عندما تقول مكون، يعني هو جزء من هذا الوجود، هو جزء أصيل، ليس طارئاً وليس عارضاً بل هو جزء أساسي ومؤسس ويجب أن يبقى ويجب أن يستمر ويعطي ميزة خاصة للبنان من بين كل الدول الموجودة في المنطقة. ولذلك هذا الجزء المكون لبنية لبنان، طبعاً هو المسيحي يقول لك نحن جزء مؤسس، ليست مشكلة، الآن لن نختلف على طبيعة التأسيس، جزء حقيقي، جزء مكون، جزء جوهري، وأيضاً له هويته الحضارية التي نحن نعترف فيها ونحترمها، وهذا الوجود يجب أن يستمر، هذا غنى للبنان، كما هو كل الطوائف في لبنان، يعني يجب أن نفكر كلنا في لبنان، لا أحد يفكر على الإطلاق بلبنان مشطوب منه الطائفة الفلانية أو الطائفة الفلانية، هذا خطر، لبنان المشطوب منه أي طائفة هو ليس لبنان، أصبح شيئاً آخر، تريد أن تبقي الاسم أو تغير الاسم يمكنك أن تأخذ راحتك.
- وأنتم تتفهمون الآن شعور المسيحي أو عند غالبية المسيحيين أن هناك تهميشاً لهم وهناك حاجة لانصافهم وإعادة إشراكهم في منظومة السلطة بشكل أقوى وأفعل؟
سماحة السيد نصرالله: صحيح، ولذلك نحن دائماً كنا نصر على موضوع حكومة الوحدة الوطنية، كنا نصر على التوافق، هذا كله يخدم المشاركة المسيحية الحقيقة، حتى نحن أيدنا وكنا حاضرين بمجلس النواب أن نصوت على قانون الانتخاب الذي أسموه القانون الارثوذوكسي، أو قانون اللقاء الارثوذوكسي الذي يشعر فيه المسيحي أنه هو يأخذ 50% صافي بأصواته. فأي طرح بالحقيقة يشعر المسحيين بانهم هم جزء مكوّن وشريك أساسي وحقيقي في لبنان نحن كنا متماشيين معه تماماً.
- سماحة السيد في ضوء الموقف الواضح والحازم الذي عدت وكررته الأن حضرتك حيال موضوع العماد عون يعني يبدو أن أفق طاولة الحوار في ما خص الملف الرئاسي سيكون مسدوداً لأن الفريق الثاني أيضاً حتى الآن ليس بوارد انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، إلى أين سيتجه النقاش حول هذا البند على طاولة الحوار؟
سماحة السيد نصرالله: ليست مشكلة، إذا لم نصل إلى نتيجة، هناك ملفات أخرى موضوعة على طاولة، مثل ما حصل في عام 2006، في عام 2006 فتح الملف الرئاسي، كان ما زال العماد اميل لحود في قصر بعبدا، وكان 14 آذار يريدون أن يعزلوه، وعملوا "حملة فل"، وفريقنا كان يرفض ذلك، وتناقشنا جسلة واثنين وثلاث وأربع، لم نصل إلى نتيجة بملف الرئاسة، انتقلنا إلى ملفات أخرى، ووصلنا إلى نتائج بالملفات الثانية. الآن ذات الشي، أصلاً لما أتى الفرقاء إلى طاولة الحوار، هناك عدة بنود، من يقول لك أنا أتيت إلى طاولة الحوار من أجل بند واحد،لا يتكلم الصحيح، من البداية الرئيس بري كان واضحاً، هذه طاولة الحوار، هؤلاء الناس الذين سيجلسون على الطاولة، وهذه بنودها. إذا لم نصل لنتيجة ببند الرئاسة يوجد البنود الأخرى، إذا لم نستطع أن نتفاهم على قصة الرئاسة، هل نترك المجلس معطلاً، نترك الحكومة معطلة، لا نعمل قانون انتخاب، لا نحل المشاكل الأخرى، لماذا؟ لا ندعم الجيش والقوى الأمنية، يعني البنود المتبقية نعمل عليها.
- هناك أولويات على طاولة الحوار سماحة السيد، يعني البعض يعتبر أن حل موضوع الرئاسة هو المدخل الإلزامي والوحيد لمعالجة بقية الملفات، والبعض الآخر وعلى رأسهم العماد عون وبعض حلفائه يعتبرون أنه يمكن أن نجد مخرجاً من خلال انتخابات نيابية أولاً على أساس النسبية، ثم انتخاب رئيس جمهورية؟
سماحة السيد نصرالله: بمعزل عن هذا يوصل وهذا يوصل، لكن لو افترضنا يا أخي هذا لم نتفق عليه وهذا لم نتفق عليه، هناك ملفات أخرى. يعني اليوم مثلاً، الحكومة معطلة، كان هناك عنوانان، العنوان الأول آلية عمل الحكومة، حلّت، والعودة إلى فكرة، رغم أنه طبعاً هناك أحد ما زال يحاول أن يخرب هذا الموضوع، لا أريد أن أقول اسمه، معروف من هو.
- ما هو الحرف الأول من اسمه؟
سماحة السيد نصرالله: ليس هناك داع. هناك من يقول إن القرارات بالحكومة تتخذ بالاجماع وإلا بالتوافق، إذا كان هناك مثلاً موضوع أو قرار معين، وقال مكونان أساسيان لا، الموضوع يؤجل، لا يؤخذ قرار فيه، يعني هذا كوضع استثنائي لأنه الآن ليس عندنا رئيس جمهورية، هذه حلت.
بقي موضوع التعيينات الأمنية التي يبحث لها عن حل، يأتي ويقول لك إن العماد عون هو الذي يعطل الحكومة، عمل أول مخرج قبل فيه العماد عون، عادوا وعطلوه، عمل ثاني مخرج، ليس العماد عون من يقدم المخرج، هناك وسطاء وبعضهم من الطرف الآخر، أول مخرج قبل به العماد عون، رفضوا، ثاني مخرج قبل به العماد عون، رفضوا، ثالث مخرج قبل به العماد عون، رفضوا. معنى ذلك أنه هو يقبل بالمخارج ويقبل بالحلول لكن هم لا يريدون أن يقبلوا أي حل، ويأتي ويقول لك إن الحكومة يجب أن تمشي وهذا الموضوع لن يعالج وأنتم تتحملون مسؤولية التعطيل. هذا لم يعد اسمه دولة مؤسسات ولا رجال دولة، أصبح اسمه تصفية حسابات وكسر لقوى سياسية، نحن لا نقبل أن تكسر بهذه الطريقة.
حتى آخر جلسة، كان هناك طرح على طاولة الحوار، وافق عليه الكل إلا الرئيس فؤاد السنيورة، لكن الجميع كان يسير بهذا الطرح، وأنه آخر شيء فلنفكر أكثر، لكن كان ممكناً أن يُعالج الموضوع قبل أن يسافر الرئيس سلام إلى الولايات المتحدة الأميركية، أيضاً حصل تعطيل لهذا الموضوع. هذا الموضوع يعالج على طاولة الحوار وعلى جانب طاولة الحوار، هذا لا ينتظر لا انتخاب رئيس جمهورية ولا قانون انتخاب جديد، مثلاً.
تفعيل مجلس النواب، حسناً، نريد أن نفعّل مجلس النواب أو لا نريد أن نفعّله؟ ممكن أن نجد حلاً لهذا الموضوع، هذا بمعزل عن المدخلين أو المخرجين.
- تفعيل مجلس النواب عند العماد عون، الاشكالية عند العماد عون؟
سماحة السيد نصرالله: لا، لا، هذا موضوع يناقش ويوجد له حلول. انظر، نحن، الآ، ليس دفاعاً عن العماد عون، الانطباع العام، انظر المشكلة بلبنان، هناك ناس يقدمون لك الفكرة "ويفتلوا فيها شمال ويمين" ويضيعونك، ويتبين أنهم هم يسيرون كل شيء، وهم يكونون معطلين لكل شيء. مشكلة العماد عون إنه "يقولهم مثل ما هم"، هذه مشكلته عندهم، يقول لك 1 +1 يساوي 2، نعم، لا، يتبين أنه هو الذي عطل، لا يا أخي ليس هو الذي يعطل.
هذا موضوع التعيينات الأمنية، أنا أقول لك اقتراح أول واثنين ويمكن أصبحوا خمسة، جاءوا وناقشونا، قلنا لهم ما يقبل به حليفنا نحن نقبل به، لا تراجعونا بإيجاد مخرج لهذا الموضوع، الرجل وافق واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة. حتى بموضوع المجلس النيابي هناك حلول قابلة للأخذ والعطاء والنقاش، نصل فيها لنتيجة، لكن الجو العام، لما يؤخذ الوضع العام على كسر أو عزل أو إقصاء هذا يعطل الحلول.
- سماحة السيد أين أنتم من الخلاف المتجدد بين الجنرال عون والرئيس نبيه بري حول بعض الملفات الداخلية وهل أنهكتكم جهود الصيانة والترميم المستمرة لهذه العلاقة؟
سماحة السيد نصرالله: لا، لم تنهكنا، لا يوجد شيء، بالنهاية هذا جزء من العمل السياسي الطبيعي، بفريقنا وبين الحلفاء نحن لسنا رجلاً واحداً ولسنا حزباً واحداً، هناك شخصيات وأحزاب وتيارات وقوى ووجهات نظر مختلفة ومتفاوتة، نلتقي استراتيجياً، هذا صحيح، يوجد نقاش بالقضايا التفصيلية الداخلية السياسية، ممكن أن يكون هناك تباينات في وجهات النظر. نحن عملنا أن، وهذا طبيعي ضمن أي فريق، أن نقرب وجهات النظر ما أمكن، وهذا عمل دائم و"ماشي"، دائماً الحمد لله نصل فيه لنتائج. طبعاً محاولات التخريب من الخارج، جزء منها من وسائل الإعلام الذين يخترعوا ويقولوا قصصاً ليس لها أي أساس، أو إذا أشياء صغيرة يكبرونها إلى حد أن يعملوا توتر بالمناخ السياسي، لكن هذا كله مقدور عليه.
- سماحة السيد، بالنسبة إلى حزب الله، أين هو المدخل لحل كل هذه الأزمات في البلد، يعني عندك وصفة ممكن أن تداوينا من كل هذه الأمراض التي أصبحت متفشية في الجسم اللبناني؟
سماحة السيد نصرالله: نعم في وصفة لماذا لا يوجد.
- يوجد؟
سماحة السيد نصرالله: طبعاً.
- أسمعنا إياها؟
سماحة السيد نصرالله: هي لها علاقة بالوصفة، مثلاً الذي يقول لك حل المشكلة بالبلد كله هو رئيس توافقي، لا، الرئيس التوافقي هو إمضاء واعتراف باستمرار المشكل، بعد ذلك المشكلة عندنا، كان يجب أن أقولها ببحث الرئاسة، نحن ليس عندنا أزمة مع شيء اسمه توافقي أو غير توافقي، له علاقة بشخص الرئيس، قل لي هذه المرحلة تحتاج رئيس بهذه المواصفات، هذا اسمه توافقي، ما المشكلة، يعني أنا ليس عندي مبدأ اسمه أنا أرفض الرئيس التوافقي، نحن قبلنا برئيس توافقي فيما مضى. الموضوع بالنسبة لنا هو موضوع مواصفات الرئيس.
إذاً، إذا كنا نريد أن نفتش على حل، الحل هناك منطق يقال وهذا منطق صحيح، الذي هو أنه عادة بالدنيا كلها لما تصل العملية السياسية إلى مأزق، الحكام يعودون إلى الناس، لأن الناس هم بالنهاية معنيون، هذا مصيرهم وهذا مستقبلهم وهم معنيون أن يحددوا خياراتهم وأن يحددوا قياداتهم، هذا بالمبدأ، ولا أحد يستطيع أن يتجاوز الإرادة الشعبية. المشكلة عندنا في لبنان أن الدستور المعمول به، نتيجة التركيبة الطائفية والمخاوف الطائفية لا يوجد فيه شيء اسمه استفتاء، بينما بأغلب دول العالم، يمكن بكلها، عفواً ليس بكلها، بأغلب دول العالم التي عندها انتخابات وعندها ديمقراطية وعندها دساتير، هناك دول لا يوجد فيها، حتى دساتير لا يوجد فيها، الملك هو كل شيئ، السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية والدستورية.
في لبنان هذه الآلية ليست موجودة. إذا أردنا تعديل الدستور: مجلس النواب، إذا أردنا انتخاب رئيس الجمهورية: مجلس النواب، إذا أردنا أن نحسم سياسات كبرى في الموضوع الاقتصادي أو الموضوع الاجتماعي أو الموضوع السياسي: الحكومة أو مجلس النواب. لا يوجد شيء اسمه العودة إلى الشعب.
العودة إلى الشعب في الموضوع السياسي هي فقط في انتخابات المجلس النيابي. حتى الانتخابات البلدية، يحاول اللبنانيون استثمارها وتوظيفها سياسياً، لكن هي بالعمق ليست انتخابات سياسية وتتحكم فيها التركيبات العائلية والفلانية.
إذاً أنا لن آتي وأقول تعالوا لنجري تعديلاً ديستورياً، لأن هذا الموضوع مطروح للنقاش. الشعب هو الذي نستطيع أن نرجع له لنحل مشاكلنا، فلنعُد إلى الشعب ونجري انتخابات نيابية، سواءً مبكرة أي أن نأتي ونقول هذا التمديد الذي قمنا به (انتهى) ونحدد موعداً نجري فيه انتخابات نيابية.
مطلق إجراء انتخابات نيابية في لبنان على أي قانون، هذا لا يحل المشكلة. الآن إذا أجرينا انتخابات نيابية على هذا القانون الذي أجرينا على أساسه انتخابات 2009، يأتي مجلس النواب نفسه، يعني نحن نقوم بتعذيب أنفسنا وبيقول المثل "الداء داء والطبيب هو الله" لا يتغير شيء.
المدخل الذي يعطي فرصة للشعب اللبناني لينتخب محلساً نيابياً يحقق تطوراً في الحياة السياسية اللبنانية، هو قانون النسبية. قانون انتخابي جديد قائم على أساس النسبية. من كم دائرة يتألف هذا القانون؟ هذا أصبح تفصيلاً، لأن هناك قوى سياسية في لبنان ترفض مبدأ النسبية في قانون الانتخاب. إذا أقرينا قانوناً على أساس النسبية، ماذا سيعطي فرصة؟ سيعطي فرصة لأن تكون كل الأطراف ممثّلة، أحزاب كبيرة أو أحزاب صغيرة، الراكب في "المحدلة" أو الواقف إلى جنب المحدلة. الذي يملك مالاً أو الذي لا يملك. يصبح لدى الكل فرصة.
القوى الأساسية يمكن أن تحافظ على أحجامها، يمكن أن تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً، لكن المهم أن النسبية ستتيح الفرصة أمام شرائح جديدة غير ممثلة حالياً في المجلس النيابي أن يصبح لها وجود في المجلس النيابي، 5 نواب، 7نواب، 10 نواب، 15 نائب، يمكن أن لا يكونوا هم أغلبية لكن هؤلاء أمام الانقسام السياسي الموجود في البلد بين 8 و14 يستطيعون أن يكونوا هم بيضة القبضان، وليس فقط الوزير وليد جنبلاط (ضاحكاً). يصبح هناك أناس قادمون من خارج كل التركيبة السياسية الحالية، أعطتهم النسبية فرصة يمكن أن يشكلوا كتلة أو كتلتين، وعندما يكونون في النصف يستطيعون أن يشكلوا بيضة قبان، يميلون الأمور باتجاه معين، إذا كان لديهم حرص وطني فيأخذون الأمور باتجاه المزيد من الحوار الوطني والإئتلاف الوطني والتفاهم الوطني، ثم لاحقاً مجلس نيابي منتخب على قاعدة النسبية لا يستطيع أحد من الشعب اللبناني أن يخرج ويقول نحن غير ممثلين.. أنتم لا تمثلوننا.
اليوم، مثلاً في قانون الانتخاب الحالي، أنا أستغرب قول البعض : أنتم لا تمثلوننا، مجلس النواب لا يمثلنا. لا، يمثلهم مجلس النواب، لأن هذا المجلس أنتم انتخبتموه. هناك شيء غير القانون يجب أن يعمل وهو موضوع المال. يعني أنت عندما تبيع صوتك بمئة دولار و500 دولار، وفي إحدى الدوائر الانتخابية سنة 2009 بعد الظهر وصل الصوت إلى 5000 دولار، أنت تبيع صوتك ب100 دولار وبـ 5000 دولار لكن تضع رقبتك وعائلتك ومصير بلدك في المشنقة، لأن "اللي بيشتريك بيـبيعك". هذا طبعاً يحتاج إلى حل حتى في ظل النسبية. ماذا تعني النسبية؟ تعني الكل ممثلون، إلا من لا يستطيع أن يتخطى العتبة وهذا يعني أنه ليس لديه حجم، أي أنت لم تتخط العتبة الانتخابية بحسب الإصطلاح المعتمد.
هناك قوى سياسية ترفض قانون النسبية، أنا برأيي من يرفض النسبية هو ديكتاتوري وليس ديمقراطياً، لأنه يرفض في منطقته، إذا كنا نتحدث عن منطقة، أو في طائفته إذا كنا نتحدث عن تمثيل طائفي، يرفض شريكاً له. في النظام الأكثري 50 % +1 أصبح هو الزعيم، الحاكم المطلق، والـ 49% ليس لهم مكان، وهو يفرض تمثيله عليهم بالقوة. النسبي يجعل له شريكاً، لكن شريكاً ليس قوياً مثله. شريك وسط ويبقى هو الأقوى بين أقوياء، أو قوي ولديه شركاء ضعفاء، ولكن يوجد شركاء، يوجد أناس تشعر أنها موجودة وممثلة. هناك زعماء وقوى سياسية في لبنان ترفض الثنائية. يقولون مثلاً الثنائية الشيعية، نحن نفتخر بها، أنه لدينا ثنائية، هناك أناس يرفضون الثنائية في طائفتهم أو في منطقتهم: أنا الزعيم ولا أحد، حزبي هو الذي يمثل ولا أحد. اعطِ فرصةً للزعماء والأحزاب الآخرين والتكتلات الأخرى. فهذا واحد يرفض. ثانياً هو لا يريد أن يظهر حجمه الحقيقي، عندما تصبح هناك نسبية تفتح فرصاً للجميع، فيأخذ كل طرف حجمه الطبيعي. هو لا يريد أن يقدم حجمه الطبيعي. هناك أحجام مصطنعة، هناك أحجام بالونية بالسياسة، صنعت بالنفخ الإعلامي وبالنفخ المالي، لكن هي ليست "عضل" هي دهن، وبالتالي هذا يصبح معيقاً. أنت تريد قوى حية، قوى فيها عضل تبني البلد وتنقذه وتخرجه من مآزقه، وليس قوىً مترهلة وغير قادرة على الخرق والمبادرة واتخاذ خطوات شجاعة.
نحن برأينا قانون النسبية هو المدخل. الذي لا يريد أن تعالج مشاكل البلد هو من يرفض الانتخابات النيابية على قاعدة القانون النسبي ويريد لكل مصائب هذا البلد أن تستمر. هذا المدخل المنطقي والطبيعي. وإلا مثلاً ننزل إلى التظاهر، أنا لست ضد التظاهر، لكن في يوم من الأيام نظمنا تظاهرة، قال البعض عنها مليونين، فيما قال البعض الآخر مليون ونصف، وقال غيرهم مليون. يا أخي 200000 "ما انهزّوا". هناك أناس لا تهتز، هناك أناس "متمسحة" في هذا البلد، إذا بينزل مليون ويعتكف مليون ويعتصم مليون ويضرب مليون عن الطعام، هناك أناس لا يبالون. لأن لديهم نظرة مختلفة للناس، حتى النظرة الثقافية والبشرية لديهم مختلفة. الحل الحقيقي، طبعاً التظاهرات مفيدة، بمعنى أنها تصنع ضغطاً وجواً عاماً. إذا أردنا أن نذهب إلى حل حقيقي الذي يبني مؤسسات دولة، ويصنع دولة، ويعطينا حكومة تحاسبها الناس، والذي يعطينا حكومة قادرة على معالجة الملفات هو مجلس نيابي منتخب على قاعدة النسبية، كل الناس ممثلة به، غطاؤه الشعبي كامل، يفرز حكومة حقيقية تذهب لمعالجة الملفات.
ـ س: مطالعة جميلة جداً سماحة السيد، ولكن هناك من يقول إن هناك عائقاً أساسياً أمام تطبيق النسبية العادلة، وهذا العائق يتمثّل في سلاح حزب الله، والرئيس فؤاد السنيورة قال بوضوح، قبل أيام، إن السلاح يعطّل التكافؤ في الفرص وفي المنافسة، وبالتالي لا يمكن تطبيق نسبية حقيقية وعادلة تحت وطأة هذا السلاح. ألا يبدو هذا المنطق مقنعاً بعض الشيء؟
سماحة السيد حسن نصر الله: كلا، عام 2005 حصّل الرئيس فؤاد السنيورة وفريقه الأغلبية في ظل وجود هذا السلاح، وعام 2009 كان هذا السلاح موجوداً وهم أخذوا الأغلبية. أليس صحيحاً؟ السلاح لم يكن عائقاً أمام الفريق الذي كان عام 2009 في موقع الخصم. في 2005 لم يكن هناك خصومة، ولكن عام 2009 كان هناك منافسة انتخابية حادة ومعركة "طويلة عريضة"، وهم صرفوا فيها مليار ومئتي مليون دولار، في لبنان هذا، الصغير بحجمه، العظيم بشعبه "حتى لا أحد يعلّق". مليار ومئتا مليون دولار دفعتها السعودية لقوى 14 آذار من أجل أن يحصّلوا هذه الأغلبية. أين السلاح؟ بماذا تدخل السلاح في العام 2009، في حين أنهم ما زالوا يتحكمون بالبلد ومصير البلد بسبب انتخابات عام 2009. ما هو رابط السلاح بالموضوع.
س: هل حزب الله مستعد للتنازل عن بعض المقاعد الشيعية لمنافسين له في بيئته من دون أي حرج أو مشكلة؟
سماحة السيد حسن نصر الله: ليس عندنا مشكلة، فليجروا الانتخاب على القانون النسبي، ونحن أجرينا حساباتنا. بطبيعة الحال، في مناطق النفوذ التي لنا وجود فيها، حتى ولو تحالفنا مع حركة أمل، وهذا هو الموقف الطبيعي ـ ما يحتاج لسؤال هو عدم التحالف أما التحالف فهو أمر طبيعي ـ فإن القانون النسبي سيتيح فرصة لأحزاب وقوى أخرى موجودة في مناطق تأثير ونفوذ حزب الله وحركة أمل لأن تتمثل في المجلس النيابي، وتحصل على نواب، وهذا محسوب ودقيق وليس لدينا مشكلة أبداً، بل نحن الذين نطالب به.
س: ولكن ألا يخفّ بهذا الأمر تأثيركم في مجلس النواب؟
سماحة السيد حسن نصر الله: لا، أين المشكلة؟ عندما تتحدث عن معالجة بالبعد الوطني، وحتى بالتحالفات التي تحصل، فأمام مصلحة تحالف، القوى لا تقف عند مسألة نائب زائد أو نائب أقل.
هنا لا نتحدث عن تحالف بين قوى سياسية، وإنما نتحدث بقانون بات الممر الإلزامي لمعالجة أزمة وطنية. ما هي المشكلة في هذا الموضوع؟ إذا كانت النسبية تنزل عدد نوابنا أو عدد نواب هذا الحليف أو ذاك الحليف ـ الذي أتمنى أن يقبل هو أيضاً ـ ولكن النتيجة أن يكون هناك مجلس نواب يعتبر اللبنانيون جميعاً أنه يمثّلهم، فالمسيحي لا يكون عنده إحساس بالغبن، وبقية الطوائف لا يكون عندها إحساس بالاقصاء، فما المشكلة في ذلك؟ بالعكس، هذا ينقذ البلد.
س: نستطيع أن نقول إن حزب الله يؤيد خيار إجراء انتخابات نيابية أولاً على أساس النسبية، يليها انتخاب رئيس للجمهورية.
سماحة السيد حسن نصر الله: "طوّل بالك"، لم نقل هذا. نقول إن هذا المخرج. الآن، أي شيء قبل الآخر، فهذا بحث آخر.
س: هذه المعادلة طرحها العماد عون
سماحة السيد حسن نصر الله: أنا شخصياً الآن أستطيع أن أقول ما يلي: إذا قبلت القوى السياسية ـ لأننا نحن كنا مع تمديد المجلس النيابي، وهذا لا نخبئه، وهذه نقطة من نقاط الخلاف التي كانت بيننا وبين العماد عون ولكن كان هناك تفهّم لموقفنا وهو تحدث عن هذا الموضوع بالإعلام، ونحن نتناقش بكل شيء، ونحن لا نفاجئ حلفاءنا بأي موقف من المواقف، نحن عندما أيّدنا التمديد للمجلس الحلي فقد تمّ ذلك بناء على حيثيات شرحناها لحلفائنا ـ وهذا المجلس الممدّد له بقانون انتخاب على أساس النسبية، فبالنسبة لنا يصبح قابلاً للنقاش أن نجري انتخابات نيابية في أي وقت. بالحد الأدنى قابل للنقاش، حتى لا أقول نقبل أو لا نقبل لأن هذا يتطلّب تشاوراً مع بقيّة الحلفاء، ولكن بالنسبة لنا هذا قابل للنقاش لأنه يشكّل مدخلاً.
س: سماحة السيد، فاصل أخير نعود بعده لمتابعة الحوار، وفي القسم الأخير سيتكلم السيد حسن نصر الله بصراحة ووضوح عن الحراك الشعبي، وسيبدد كل الالتباسات التي رافقت موقف حزب الله في بداية هذا الحراك، تابعونا بعد الفاصل.
س: سماحة السيد، لو سمحت لي بسؤال بمفعول رجعي، من أجل تغطية الموضوع الرئاسي من كل جوانبه. يقال إن حزب الله هو الذي يعطّل انتخابات الرئاسة لمصلحة إيران، وإن إيران في هذا الوقت "مش فاضية"، لأنا تنتظر المقاصّة والمحاصصة التي ستحصل في الملفات الإقليمية الأهم، اليمن والعراق وسوريا، وعلى ضوء ذلك تقرر ماذا تفعل في لبنان. هل هناك شيء من هذا؟
سماحة السيد حسن نصر الله: هؤلاء لا يعرفون شيئاً، الذين يقولون ذلك، لأنهم كانوا يقولون هذا الكلام قبل الاتفاق النووي. حسناً، حصل الاتفاق النووي، وهذا لم يكن من موضوعات النقاش، وانتهينا. الآن بعد الاتفاق النووي سماحة الإمام السيد الخامنئي، دام ظله، من ذلك الوقت إلى اليوم، تقريباً كل يومين أو ثلاثة يلقي خطاباً ويتكلم بوضوح: غير البحث بالملف النووي ليس هناك بحث بين الإيرانيين والأميركان، لي هناك تفاوض بيننا (الإيرانيين) والأميركان على اي ملف من الملفات حتى إشعار آخر. بعد ذلك يمكن أن يقبلوا "عالحبّة" (بشكل متفرق)، لأنه كان قد تحدث سابقاً عن هذا الموضوع. حتى الآن، اللقاءات التي يمكن أن تستمر بين وزيري الخارجية الإيراني والأميركي، هي ستناقش تطبيق الاتفاق النووي، وهي لن تناقش أي موضوعات أخرى.
فإيران ليس وارداً عندها أصلاً أن تناقش في مسألة رئاسة الجمهورية في لبنان مع الأميركيين وغير الأميركيين حتى تقول لحليفها حزب الله عطّلوا الانتخابات حتى نناقش نحن الموضوع. هذا خارج السياق بالكامل، وبالتعبيرات اللبنانية هذا "حكي فاضي" وتضييع وقت.
س: قلت إن السعودي هو الذي يعطل، أيضاً السعودي الآن مشغول، لأنه مشغول باليمن، ويعتبر أنه لا يستطيع أن يعمل أي تنازل بأي مكان آخر قبل أن يحقق إنجازاً باليمن يرسمل عليه بالتفاوض، هل هذا يعني أنه أيضاً يجب أن ننتظر؟
سماحة السيد حسن نصرالله: السعودي ليس عندي، أنا أتكلم عن الإيراني.
س: سماحة السيد أيضاً سؤال في ما خص حوار حزب الله - تيار المستقبل، البعض يتساءل عن جدوى استمرار هذا الحوار، ما دامت الحملات السياسية والإعلامية مستمرة، يعني مفعول البيان الذي يصدر عن اجتماعات عين التينة لا يدوم أكثر من دقائق وساعات.
سماحة السيد حسن نصرالله: لو لم يؤمن هذا الحوار سوى هذا التواصل الأسبوعي أو النصف شهري مثلاً بين حزب الله وتيار المستقبل لكان كافياً كهدف، هذا التواصل، عندما يجلسون ويسمعون ويتناقشون ويتعاتبون، هناك بعض الأمور تعدل، تعالج، تفتح أبواب للحل ولو في قضايا جزئية. لو أن هذا الحوار لم يؤمن سوى أًصل التواصل بين الطرفين لكان كافياً ومطلوباً بهذه المرحلة.
س: هل أصبح خطر الفتنة المذهبية في لبنان تحت السيطرة بشكل كامل؟
سماحة السيد حسن نصرالله: لا أحد يستطيع أن يقول هناك شيء تحت السيطرة بشكل كامل ، لكن بدرجة كبيرة جداً، نعم.
س: سماحة السيد بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة هل لا يزال الأميركيون في أدبياتكم هم الشيطان الأكبر؟
سماحة السيد حسن نصرالله: ما زالوا حتى "يبطّلوا"(لا يعود) شيطان. طالما أميركا تدعم إسرائيل بالمطلق، بالسلاح والذخيرة والمال والضرائب والاقتصاد ومجلس الأمن الدولي والفيتو، وعندها أمن إسرائيل مقدم على كل شيء، ومصالح إسرائيل ووجود إسرائيل وقوة إسرائيل، من يفعل ذلك يبقى شيطاناً أكبر حتى "يبطّل" (يتغير)، هذا إذا نسينا بقية الملفات، يعني ما تفعله الولايات المتحدة، انظر، هناك مشكلة بالثقافة الآن سائدة. هناك أناس يتصورون أن الأميركان ليس لهم دخل بكل شيء يحصل في المنطقة والأميركان مساكين وهم إيجابيون ويريدون أن يساعدوا بالحلول، هذا خاطئ، هذه النظرية خاطئة، وأيضاً نظرية أن كل شيء يحصل بالمنطقة من الأميركان هذا خاطئ، هم ليس كل شيء بيدهم.
لكن الإدراة الأميركة والمشاريع الأميركية والمخططات الأميركية والمصالح الأميركية ما زالت شيطانية وتخدم مصالح أميركا الاستكبارية وتتغاضى عن مصالح الشعوب الحقيقية وبالتالي ما زالت شيطاناً أكبر. الآن هذا الشيطان ينزل بملف، يحكي معك، يأخذ معك، يتفاوض معك، بحث آخر، لا يعني أنه ليس شيطاناً. طبعاً نحن بالأدبيات، حتى بالثقافة، نحن على المستوى الشخصي، المسلمين نعتقد أن الشيطان في صراع يومي نحن وإياه، هو يحكي معنا ونحن نتكلم معه، يوسوس لنا بأذنينا وبقلبنا وعقلنا وإلى آخره.
س: أنه صراع مع شيطان، لكن هل يمكن التفاهم مع الشيطان؟
سماحة السيد حسن نصرالله: التفاهم لا، لكن التفاوض ممكن، إلا إذا تنازل الشيطان.
س: مثل ما حصل في الملف النووي؟
سماحة السيد حسن نصرالله: نعم، طبعاً.
س: نأتي إلى التحرك المطلبي أو الحراك الشعبي، سماحة السيد بصراحة، في بدايات هذا الحراك كان هناك التباس حول موقف حزب الله بل أكثر من هذا، شعرنا وكأن الحزب ليس متحمساً لهذا الحراك وكان هناك بعض النقد الهامس له، والناس ضاعوا أنه أين حزب الله مما يجري في الشارع: مع، ضد، في الوسط، هل لك لو سمحت أن تحسم لنا هذا الالتباس وتقول بوضوح وصراحة أين أنتم؟
سماحة السيد حسن نصرالله: لما بدأ الحراك، بدأ من مجموعات شبابية، نحن لا نعرف هؤلاء الأشخاص، يعني غير مسبوقين فيهم، ممكن هناك معرفة شكلية لبعضهم، فهناك حراك بدأ في الشارع، العناوين التي يطرحها محقة، لكن نحن لا نعرف من هي قياداتهم، بمن تتصل، ما هو أهدافها، إلى أين تريد أن تصل وبالتالي نحن وقفنا على الحياد، وليس حياداً سلبياً، بل حياد إيجابي، يعني لم ننتقد، لم نؤيد ولم نعارض ولم ننتقد، لأن هناك شيئاً، بأهدافه محق، بشعاراته محق، لكن غير مفهوم لنا. أنا لا يمكن أن أؤيد مثل ما يقولون "على العمياني"، أيضاً لماذا أعارض! لماذا أقف أنا بوجهه! طالما شعاراته حقيقية، غير مفهوم لي. هذا بالبدايات.
عندما سار الحراك، صار هناك مطالبة من بعض المجموعات في الحراك ومن بعض وس