ارشيف من :آراء وتحليلات

باكستان: التنمية ’قميص عثمان’ المثقفين

باكستان: التنمية ’قميص عثمان’ المثقفين

يُجمع الرأي العام الباكستاني على أن ما يقوم به الجيش الباكستاني على حدوده المتاخمة لبؤرة العنف والتطرف أفغانستان في المناطق الشمالية، عملٌ مشكور إقليمياً ودولياً، وإن كان لا يروق لبعض الأطراف الإقليمية كالعدو التقليدي لباكستان ألا وهي الهند، التي وبحسب مصادر خاصة  قامت بتأسيس جماعة إرهابية جديدة تحت اسم " لشكر فاروقي " ، وذلك من خلال تقديم كل التعاون والإمدادات المالية واللوجستية للملا مطيع الرحمان و الملا عبدالرحمان الذي تم تعيينه بحسب المصادر قائداً للجماعة، وذلك بغية القيام بعمليات إرهابية في الداخل الباكستاني وخصوصاً في إقليم البنجاب. إلا أن الإشكالية المطروحة اليوم على بساط البحث والتحليل في اسلام آباد هي حول جدوى استمرار العمل العسكري؟ وهل أن العمل العسكري هو الحل؟ أم أنه جزء حل؟

يعاني تيار واسع من النخبة والمثقفين في باكستان الذين عادةً ما لديهم مشكلة مع العسكر وتدخلاته التي لا تنتهي في شؤون الحكم والسياسة، من تخمة فكرية، ما يجعل من "مسألة العسكر" في باكستان، وتفهم دوره في الحياة السياسية طلسما يصعب عليهم فهمه وفك رموزه .

يتخوف هؤلاء من ظاهرة العنف الأعمى المنتشرة في البلاد، ويرون أن العنف في باكستان  ثقافة، وهذه القراءة في ذاتها تحتاج إلى دراسة وتمحيص فكري دقيق، فهل يصح القول أن العنف ثقافة؟ أم انه مجرد اصطلاح مُضاف على طريقة النحوي في ضم المضاف إلى المضاف إليه ؟

باكستان: التنمية ’قميص عثمان’ المثقفين

على كل حال، فيما لو غضضنا الطرف واهملنا هذا البحث "الأفهومي" في الإصطلاح ودلالاته، مع أهميته، لكن يبقى من الواقعية والضرورة أن نسأل ما الفائدة او الهدف الذي يقصده هؤلاء "النخبة" من التنظير والترويج "للباكستانوفوبيا"؟ وهل يخدم ذلك مصلحة باكستان الوطنية ؟

يرى مثقفون أن ما يجب العمل عليه في باكستان هو التنمية على كل الأصعدة دون استثناء، فالتنمية برأيهم هي الحل أما العمل العسكري يزيد في توسع رقعة العنف في البلاد، والعنف لا يجلب الا العنف كما ينذر بنشوء ظاهرة العسكرة .

في الخلاصة، صحيحٌ أن باكستان دولة يرزح خُمس مواطنيها تحت خط الفقر، وعلى صعيد دخل الفرد تقع في المرتبة 172 بعد الضفة الغربية وقبل السودان، ولا شك في صحة الرأي القائل بأن في ظل ضعف فرص التنمية وغياب الطموح لدى الشباب والأمل بالمستقبل ينمو العنف بشكل مضطرد، وتتوالد الأفكار المتطرفة بشكل مخيف ومرعب، لكن الحقيقة أن كلام بعض النخبة هو كلمة حق أريد بها باطل، فالتهويل ونشر الخوف ليس له مبرر وطني، ولا حتى مصلحة تنموية في وجوده، إذ كيف نأمل بتدفق الأموال من الخارج وجذب المستثمرين مع حملة الباكستانوفوبيا هذه  .

2015-10-01