ارشيف من :آراء وتحليلات

زيارة السبسي إلى مصر: ما لها وما عليها

زيارة السبسي إلى مصر: ما لها وما عليها

يؤدي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي زيارة دولة إلى مصر التقى ويلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكبار مسؤولي الدولة المصرية. كما سيحضر الرئيس التونسي احتفالات المصريين بذكرى 6 أكتوبر تاريخ عبورهم لقناة السويس باتجاه سيناء لتحريرها من الإحتلال الصهيوني.

ويأمل الكثيرون في أن تؤدي هذه الزيارة إلى تحقيق المصالحة بين البلدين وإذابة الجليد وتجاوز مخلفات حقبة حكم حركة النهضة والمنصف المرزوقي. حيث ساندت حركة النهضة التونسية والرئيس التونسي المؤقت السابق المنصف المرزوقي حركة الإخوان المسلمين في مصر والرئيس السابق محمد مرسي واعتبروا ما قام به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انقلابا عسكريا واستقتلوا في الدفاع عن محد مرسي ناعتين السيسي بأقذع النعوت.

أزمات بالجملة

وتسببت التصريحات المستفزة للجانب التونسي تجاه الرئيس المصري في أزمات بالجملة بين البلدين وصلت إلى حد تلويح المصريين بقطع العلاقات الديبلوماسية في أكثر من مناسبة خصوصا بعد أن انتقد المنصف المرزوقي عبد الفتاح السيسي من أعلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما رفع أنصار حركة النهضة شعارات رابعة في اجتماعاتهم الجماهيرية وحرضوا أنصارهم على التضامن مع إخوان مصر وشنت وسائل الإعلام التابعة لهم حملات شرسة على المؤسسة العسكرية المصرية.

زيارة السبسي إلى مصر: ما لها وما عليها

وكان الإعلام المصري بدوره يرد على الجانب التونسي ووصل الأمر إلى شتم التونسيين بعبارات جارحة دون تمييز بين إخوان وليبراليين ويسار. لكن السياسيين المصريين وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي تميزوا بضبط النفس ولم يقع الرد على الجانب التونسي إلا عبر البيانات المستنكرة التي تصدر عن وزارة الخارجية من حين لآخر وهو موقف لقي استحسانا لدى شرائح هامة من التونسيين.

الملف الليبي

وتؤكد مصادر عدة أن زيارة قائد السبسي إلى مصر ستتضمن، إلى جانب المصالحة وإعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، محاولة لتقريب وجهات النظر بشأن الملف الليبي. فمصر تساند دون قيد أو شرط حكومة طبرق المعترف بها دوليا وتدعم اللواء خليفة حفتر، وتعادي جماعة فجر ليبيا في طرابلس ومؤتمرهم الوطني العام المنتهية ولايته باعتبار انتماء هذه الجماعة إلى التيارين الإخواني والسلفي.

أما تونس فموقفها مختلف، فهي ولئن اعترفت بشرعية برلمان طبرق، إلا أنها وبخلاف المصريين لا تعادي فجر ليبيا الإخوانية في طرابلس باعتبار وأن هذه الجماعات تسيطر على رقعة ترابية فيها تواجد مهم للتونسيين غرب ليبيا. كما أن فجر ليبيا تسيطر على المعابر الحدودية مع تونس من الجانب الليبي، وبالتالي لا يمكن للتونسيين مقاطعتها.

ويرى مراقبون بأن قائد السبسي قد طوى صفحة الخلافات مع مصر حين صرح حاسما المسألة بالقول "أهل مكة أدرى بشعابها ونحن نؤمن في تونس بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين" وهو ما لقي استحسان المصريين وجعل بعضهم يتحدث عن أن زمن الفتور في العلاقات قد ولى إلى غير رجعة.

2015-10-05