ارشيف من :آراء وتحليلات
خفايا تدفق التكفيريين من سوريا إلى ليبيا
يرجح أغلب الخبراء والمحللين أن الوجهة القادمة للتكفيريين الذين يقاتلون الحكومة السورية هي الأراضي الليبية بعد أن بدأ الخناق يضيق عليهم تدريجيا بفعل التدخل الروسي. فليبيا أرض خصبة ليتكاثر فيها وينمو هؤلاء نظرا لغياب الدولة وكبر المساحة الجغرافية التي تصعب السيطرة عليها بالكامل، وبالنظر أيضا إلى توفر الثروات النفطية الهائلة في البلاد يسيل لعاب البلدان الغربية وكذلك الجماعات التكفيرية الباحثة عن موارد لتمويل أنشطتها القذرة.
ولعل تواتر الأنباء بشأن وصول طائرات تركية إلى مطار معيتيقة العسكري في ليبيا يزيد من تأكيد هذه التوقعات، خاصة وأن هذا المطار تسيطر عليه ميليشيات مسلحة زعماؤها على علاقة وطيدة بتركيا وجهات خليجية. كما أن بعض المصادر تتحدث عن تدفق كميات هامة من الأسلحة إلى ليبيا في الآونة الأخيرة عبر المطار المذكور.
الحوار الوطني
ويرى البعض أن تدفق المقاتلين هذا لا يعود إلى انتهاء الصراع في سوريا، ولا بسبب الخشية من هجمات الطيران الروسي على مواقع الإرهابيين، وإنما الهدف منه هو تقوية شوكة طرف مفاوض في الحوار الليبي الذي ترعاه الامم المتحدة على حساب طرف آخر. فالجانب التركي يساند جماعة فجر ليبيا التي تتراجع وترغب في كسب مواقع على الميدان تدعم موقفها التفاوضي في الصخيرات المغربية خاصة بعد أن بدا وأنها ستتنازل عن مطلبها بإزاحة اللواء خليفة حفتر عن المشهد السياسي في ليبيا كشرط للمضي قدمًا في العملية السياسية.
كما يرى البعض أن هذه التحركات المريبة للجماعات التكفيرية هدفها تدعيم المقاتلين فيما يسمى "الإمارات الإسلامية" في ليبيا وليس لفجر ليبيا، وذلك لتتمكن من التمدد على كامل التراب الليبي وتحقيق الأجندات التابعة للدول الراعية لهذه الجماعات. ولعل ما يدعم هذا الطرح هو الحديث عن تدفق مقاتلين آخرين برًّا عبر مدينة الكفرة الجنوبية والحدود السودانية والتحاقهم بالمناطق التي تسيطر عليها داعش.
منابع النفط
وتمر السيطرة على ليبيا عبر وضع اليد على شريانها الحيوي - أي منابع النفط - وذلك للهيمنة على اقتصاد البلاد الذي يرتكز فقط على استخراج هذه المادة وتصفيتها وبيعها في الأسواق العالمية. فمن يملك النفط، يملك ليبيا ويتحكم بمفاصلها وبقرارها السياسي ويدين له الكل بالولاء ويبايعونه على الطاعة .
لذلك يتحدث البعض عن أن الهدف القادم لـ"داعش" في ليبيا ومن والاها هو الهلال النفطي للاستحواذ على منشآته وتصديره إلى تركيا وغيرها بأبخس الأثمان واقتناء المزيد من الأسلحة لمزيد من التوسع داخل التراب الليبي. وتسعى داعش وغيرها من التنظيمات التكفيرية إلى السيطرة على المنشآت النفطية منذ مدة.
وتنفي تركيا أي دور لها في دعم هذه التنظيمات، لكن جميع المؤشرات والدلائل تؤكد تورط الأتراك إلى حد النخاع في دعم هذه الجماعات سواء في سوريا أو في العراق وحتى في ليبيا.