ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: توجه كردي للتعاون مع دمشق وموسكو... وذعر سعودي من الانهيار
سلطت صحف اميركية معروفة الضوء على المعضلة التي يواجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما جراء التدخل العسكري الروسي الاخير في سوريا، داعية واشنطن لاتخاذ موقف حاسم، في وقت نشرت مجلة فورين بوليسي مقالة حذرت من خطر انهيار النظام في السعودية نتيجة السياسات المتبعة من قبل الحكام الحاليين.
آثار التدخل الروسي في سوريا
صحيفة "لوس آنجلس تايمز" نشرت تقريراً رأى أن الرئيس الاميركي هو الخاسر على المدى القصير جراء تدخل الرئيس الروسي العسكري في سوريا، وقال: انه وبينما كان البيت الابيض يستعد لتقديم المزيد من الدعم العسكري للاكراد و"متمردين" آخرين في المناطق الشمالية السورية، فإن أي تغير في السياسة الآن سيظهر على انه ردٌّ على الخطوات التي اتخذها بوتين بدلاً من المبادرة الجديدة للمساهمة بتسوية النزاع.
وأشار التقرير الى ان بوتين قد أثار "الصدمة لدى المسؤولين الاميركيين مجددا باطلاق 26 صاروخ كروز متوسطة المدى" على اهداف في سوريا. وتحدث عما وصفه "تباهي" بوتين بنجاح القصف البحري ومقارنته بالضربة الجوية الاميركية على مستشفى تابع لمنظمة اطباء بلا حدود في مدينة قندوز الافغانية.
كذلك قال التقرير أنه من وجهة نظر البيت الابيض، فان المشكلة لا تكمن فقط بكون روسيا تدعم "زعيما يصر الاميركيون على وجوب رحيله ضمن اي اتفاق سياسي لوقف اراقة الدماء"، على حد زعمها، بل يرى الاميركيون ايضاً، ان خطوات بوتين ترمي الى تسليط الضوء على التردد للاميركي و اظهار عدم الاحترام لواشنطن.
ونقل التقرير عن مسؤول في الادارة الاميركية قوله: إن القصف الروسي في سوريا يساعد على دعم الاسد وتقويض استراتيجية اوباما في سوريا، وهما هدفان من الاهداف السياسية لدى الكرملين.
بدورها، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن التدخل الروسي في سوريا قد يجبر اوباما على الاختيار بين "التحرك او الخضوع"، لافتا إلى ان الحراك العسكري الروسي في سوريا "يغير بشكل جوهري" وجه الحرب هناك، حيث يقوي الاسد وربما يؤدي الى تعقيد ما أسماه "خطط ادارة اوباما بتوسيع عملياتها الجوية ضد "الدولة الاسلامية"".
وكشفت الصحيفة أن داخل الادارة الاميركية فريقان، الاول يتمثل بالمؤيدين للتحرك الاميركي والرد على روسيا، حيث من وجهة نظرهم ليس منطقياً من الناحية الاستراتيجية ان تتنازل الولايات المتحدة للهيمنة الروسية، خاصة أن ذلك سيلحق ضرراً كبيراً بسمعة واشنطن وبسياستها الخارجية. أما الفريق الثاني الذي ينتمي اليه اوباما، فيؤكد أن مشاركة روسيا عززت حجة الولايات المتحدة بتجنب التدخل المباشر في نزاع آخر في الشرق الاوسط، فضلا عن ضرورة الاستمرار بدعم القوات التي تحارب داعش التي تشكل تهديداً مباشرا للامن الاميركي.
الصحيفة خلصت إلى ان جيش الاسد، المدعوم من روسيا وايران وحزب الله، بات له فرصة جيدة لاستعادة زمام المبادرة ضد المتمردين السوريين الذين يتخوفون من تخلي الولايات المتحدة عنهم.
من جهته، نشر موقع "معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى" دراسة اعتبرت ان وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا لن تتردد في التعاون بينها وبين دمشق وموسكو في المناطق الشمالية السورية اذا ما واصلت تركيا والولايات المتحدة معارضتهما توحيد اراضي المقاطعات الكردية، ورأت الدراسة انه في حال سعى بوتين للتحكم بزمام الامور في سوريا، فسيكون عليه التحرك شمالاً، ما يفيد إمكانية ان تكون حلب هدفه التالي.
واشارت الدراسة الى حاجة الاسد إلى التعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية الراغبة بتوصيل المناطق الكردية المحيطة بكوباني وعفرين ، وفتح ممر باتجاه منطقة الشيخ المسعود الكردية الواعقة في حلب، لافتة إلى ان الاكراد قد يتولون مسؤولية اغلاق الحدود مع تركيا بغية عدم ايصال الدعم اللوجستي للمتمردين. كما تحدثت عن اعلانات جديدة لرئيس حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب) تشير الى استعداد كردي للتحالف مع النظام السوري والقوات الروسية لتحقيق الاهداف المشتركة في حلب.
الدراسة شددت على ان الاميركيين التنبه الى أن اكراد سوريا لن يترددوا بالتحالف مع روسيا والاسد اذا كان ذلك السبيل الوحيد لتحقيق طموحاتهم في الشمال السوري، وختمت بالقول: إن دعم واشنطن للمساعي الكردية في سبيل توصيل اراضي المناطق الكردية بالشمال السوري سيساهم في اضعاف داعش من خلال عزلها عن الحدود الكردية، ومن هنا تأتي اهمية ابقاء الاكراد في المعسكر الاميركي كونهم الوحيدين الذين سيدعمون المساعي الغربية ضد داعش.
مخاطر الانهيار الداخلي في السعودية
تحت عنوان "حان الوقت لتتخوف الولايات المتحدة من انهيار سعودي"، نشر الصحفي "John Hannah" مقالة نشرت في مجلة "فورين بوليسي" حذر فيها من ان النظام السعودي اصبح يواجه تحديات حقيقية نتيجة التطورات الاخيرة، من انخفاض اسعار النفط الى "الخطوات المتعثرة" على صعيد السياسة الخارجية. واعتبر الكاتب ان هذه التطورات قد تخلق عاصفة تعزز بشكل كبير "مخاطر اندلاع الفوضى داخل المملكة، مما سيكون له عواقب لا تعد ولا تحصى لاسواق النفط العالمية والامن في الشرق الاوسط".
وقد عدد الكاتب المشاكل التي ستواجهها السعودية بهذا الاطار:
أولاً: الانقسامات داخل العائلة الملكية، خاصة بعد نشر الرسائل التي نشرتها وسائل الاعلام الغربية لامير سعودي مجهول، تم توزيعها على عدد من كبار اعضاء العائلة الملكية تطالبهم بالانقلاب على الملك سلمان، وهو ما يعني أن هناك توجها كبيرا لتغيير القيادة السعودية ليس فقط داخل العائلة الملكية، بل ايضاً داخل المجتمع السعودي عموماً.
ثانيا: الحرب على اليمن، إن إطالة أمد الحرب يعني حكما ازدياد الخطر من الشقاق الداخلي، فحسب ما كشفه الامير السعودي فإن هناك حالة اشمئزاز في الشارع السعودي تجاه العدوان.
ثالثاً: المشاكل الاقتصادية وانخفاض اسعار النفط أكثر من نسبة الـ50%. فعلى الرغم من اتباع المملكة استراتيجية تستند على مواصلة انتاج النفط بنسب عالية والسماح بانهيار الاسعار وانتظار افلاس بعض الشركات النفطية، خاصة في الولايات المتحدة الا أنها فشلت في اعادة ارتفاع الاسعار، خاصة وأن تكاليف الحرب على اليمن زادت الوضعت سوءا.
رابعا: مأساة منى وما تبعها من انتقادات غير مسبوقة لآل سعود لناحية سوء إدارتهم في مناسك الحج. وهذا الأمر خطير جدا لا سيما لجهة التشكيك بقدرة العائلة الحاكمة على لعب دور خادم الحرمين الشريفين هو بمثابة التشكيك بالشرعية السياسية والدينية للنظام الملكي بحد ذاته.
خامسا: النزاع الصاعد مع ايران وما تلاه من تحذيرات لآية الله العظمى السيد علي الخامنئي للنظام السعودي بعد استشهاد واصابة الآلاف من الحجاج الايرانيين.
سادسا: الأزمة السورية والتحالف العسكري الايراني الروسي لدعم الاسد ومحاربة المتمردين الذين تدعمهم السعودية.
سابعا: تراجع الدور الاميركي في المنطقة. فالسعوديون مذعورون من التدخل الروسي في سوريا، حيث أنه بنظرهم "تخل لأميركا عن دورها التقليدي كضامن للاستقرار في الشرق الاوسط سيترك المملكة من دون شك اكثر عرضة للخطر".