ارشيف من :آراء وتحليلات
الملف الصحراوي إلى الواجهة مجددا
عاد ملف الصحراء الغربية إلى الواجهة بفعل التطورات الجديدة التي يشهدها هذا الملف الذي طال أمد حله وأعاق قيام اتحاد المغرب العربي الذي تعطلت هياكله. ويُنتظر أن يؤدي الأمين العام للأمم المتحدة زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين للقاء جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) التي تطالب بدولة صحراوية مستقلة عن المغرب وتعتبر المناطق التي تسيطر عليه الرباط بالصحراء الغربية أراض محتلة ويجب تحريرها.
كما تطالب جبهة البوليساريو بإجراء الاستفتاء حول تقرير المصير في أقرب الآجال باعتبار معاناة اللاجئين الصحراويين في المخيمات، خصوصا في مدينتي تندوف وبشار الجزائريتين. وتتمسك الجبهة بأن المغرب لم يسع إلى تحرير الصحراء الغربية من الاحتلال الإسباني وتحمَّل الصحراويون وحدهم عناء تحريرها، لذلك لا يحق له المطالبة بها وذلك لإقامة الدليل أن الصحراء الغربية ليست أرضا مغربية.
السويد على الخط
وتتحدث أنباء مؤكدة عن قرب اعتراف السويد بالجمهورية الصحراوية وأن الأمر مسألة وقت لا غير. وهو ما جعل المغرب يضيق الخناق على الشركات السويدية المقيمة على أرضه، وتذهب أحزاب مغربية إلى السويد للقاء فاعلين سياسيين في الساحة السياسية في هذا البلد.
ويشار إلى أن السويد منزعجة مما تعتبره "تصعيدا مغربيا" غير مبرر باعتبارها لم تعترف بعد بالجمهورية الصحراوية التي تعترف بها إلى الآن قرابة الخمسين دولة وهي ممثلة في الاتحاد الأفريقي. وينال الصحراويون دعما جزائريا منقطع النظير سواء من خلال المواقف السياسية أو المال أو استقبال اللاجئين في المدن الجزائرية الجنوبية.
جهود دبلوماسية
ويشار إلى أن كبار المسؤولين في جبهة البوليساريو يقومون بجهود دبلوماسية حثيثة لإقناع الدول الغربية بتبني قضيتهم والإسراع بإجراء الاستفتاء حول مستقبل الصحراء الغربية. فقد زار على سبيل المثال محمد خداد عضو الأمانة المكلف بالتنسيق مع بعثة " المنورسو " السويد وألمانيا والتقى كبار المسؤولين فيهما، وقد تسير ألمانيا على خطى السويد في هذا المجال.
كما سيزور قريبا وفد من البرلمان الأوروبي مخيمات الصحراويين ويلتقي المسؤولين في جبهة البوليساريو وذلك في إطار الدفع باتجاه التعجيل بإجراء الاستفتاء الذي سيختار من خلاله الصحرايون إما الإنضمام إلى المغرب أو الحصول على حكم ذاتي في إطار الدولة المغربية أو البقاء في دولة مستقلة ذات سيادة اسمها "الجمهورية العربية الصحراوية".