ارشيف من :ترجمات ودراسات
’هآرتس’: موجة العنف قد تستمر فترة طويلة
توقّعت صحيفة "هآرتس" استمرار موجة العنف التي اندلعت في الأراضي المحتلة منذ مقتل الزوجين هينكن في الاول من تشرين الاول لفترة طويلة، وقالت إنها "القناعة الموجودة الآن لدى المؤسسة الأمنية التي ما زالت تجد صعوبة في التغلب على مشكلة "إرهاب" السكاكين. مجموعة العمليَّات وضعت قوات الأمن في حالة تأهب عالية وأصابت المؤسسة السياسية بالهستيريا وكذلك الجمهور الذي يبحث عن أمنه الشخصي"، على حدّ تعبيرها.
وأضافت الصحيفة أن "عملية الطعن في الخضيرة وتفجير أسطوانة غاز في سيارة بالقرب من معاليه أدوميم وعدد من المظاهرات والاحداث في الضفة الغربية وفي الوسط العربي الاسرائيلي وتجنيد سرايا حرس الحدود في الاحتياط وجلسة حكومة خصصت للوضع الامني وبث مفتوح في التلفاز والمذياع، كل تلك الامور أبعد المواضيع الساخنة الاخرى. هذه هي الصورة التي تتضح الآن في الساحات المختلفة للصراع بين "اسرائيل" والفلسطينيين".
وتابعت "هآرتس" أن "القدس الشرقية بقيت جوهر الصراع وعمليات الطعن الثلاث في نهاية الاسبوع أكدت الصعوبة التي تواجهها الشرطة في مواجهة الخطر الذي يشكله المخرب الوحيد حيث يكون على الاغلب شابا دون ماض أمني. المظاهرات في الأحياء الفلسطينية صاخبة وعنيفة أكثر مما هي في الضفة"، وأردفت "في الضفة الغربية، هناك جهود من السلطة الفلسطينية لتهدئة الاجواء في الايام الاخيرة، غير أن السلطة تستطيع كبح المظاهرات العنيفة التي تخرج من المدن الفلسطينية باتجاه حواجز الجيش الاسرائيلي، وهنا نجاحها ايضا محدود. فليس لها تأثير أو قدرة تجاه منفذ العملية الوحيد الذي هو في بعض الحالات يكون من سكان شرقي القدس في الأصل".
"هآرتس": موجة العنف قد تستمر فترة طويلة
وأوضحت "هآرتس" أنه قد يكون لقطاع غزة تأثير في استمرار المواجهات الحالية، فمنذ يوم الجمعة قضى في القطاع 11 فلسطينيا.. الاحتكاك مع الفلسطينيين يقتصر على المظاهرات التي يتم فيها إلقاء الزجاجات الحارقة قرب الجدار الفاصل واطلاق صواريخ معدودة الى داخل "اسرائيل"، لكن السؤال الأساسي، في الايام القريبة سيكون ماذا يريد محمد ضيف، رئيس الجناح العسكري لـ"حماس"؟. ففي صيف 2014 حيث كان يحضر لعملية من خلال النفق في كرم أبو سالم، كان سببا من اسباب اندلاع الحرب. في الاجهزة الامنية الاسرائيلية يعتقدون أن حماس هذه المرة تفضل اشعال مدن الضفة لضعضعة سيطرة السلطة الفلسطينية دون توريط غزة مرة أخرى في حرب الصواريخ. هذا الافتراض سيخضع قريبا لامتحان الواقع".
أما بالنسبة للعرب في "اسرائيل"، فهناك توتر حول الحرم، وتحريض من الحركة الاسلامية، ويضاف الى ذلك مصدر غضب آخر هو الفيلم الذي وثق اطلاق النار على الفتاة العربية الاسرائيلية التي كانت تحمل سكينا في المحطة المركزية في العفولة. في ليل يوم السبت كانت مظاهرات في مناطق كثيرة، ومن قام بالطعن أمس بالقرب من الخضيرة كان عربيا من" اسرائيل". الاختلاف حول تعريف هذه الاحداث لا يقتصر على الاسرائيليين فقط. ففي السلطة الفلسطينية يفضلون تسميتها "هبّة"، أي أن لها وقتا محدودا، أما "حماس" فتعتبرها انتفاضة ثالثة، أي أنها صراع بعيد المدى. لكن الطرفين يفهمان أننا أمام واقع جديد.
وتخلص الصحيفة الى أن التطورات في الايام القادمة سترتبط بأحداث موضعية، فنجاح فلسطيني وحيد في عملية دموية، رد اسرائيلي زائد أو عملية دموية لمتطرفين اسرائيليين، وهذا يعني أن الاهتزازات من العالم العربي قد وصلت، ولكن متأخرة الى المناطق. بعض القوة تم أخذها من القادة وأعطيت للمواطن الوحيد في الشارع، ولأن المواطن يائس وخائب الأمل أو تم غسل دماغه بالدعاية الدينية العنيفة، فإن احتمال استمرار التصعيد يزداد.