ارشيف من :آراء وتحليلات

المناورة الأكثر احتمالا في الشمال السوري

المناورة الأكثر احتمالا في الشمال السوري

لقد انطلقت مبدئيًّا معركة استعادة السيطرة على الشمال السوري وتحريره وذلك اعتبارا من سهل الغاب في ريفي اللاذقية وحماه، وحيث كان الانجاز الرئيس في هذه المعركة هو عنصر المفاجأة التي تمثلت بقيام الجيش السوري بفتح معركة هجومية صاعقة في ريف حماه الشمالي الشرقي بالتوازي مع معركة اخرى كانت متوقّعة في ريفي اللاذقية الشمالي والشمال الشرقي.

بعد ان استعاد الجيش السوري وحلفاؤه في هذه المعركة المزدوجة السيطرة على مناطق استراتيجية في ريفي حماه واللاذقية أمنت له نقاط ارتكاز حيوية لحماية وحداته في المحافظتين المذكورتين، وشكّلت ايضا قاعدتي انطلاق لتنفيذ هجوم واسع شمالا باتجاه مدن إدلب واريحا وجسر الشغور، او شرقا باتجاه مدينة حلب واريافها، لا بد من اجراء دراسة ميدانية لتحديد المناورة الاكثر احتمالًا والتي يمكن له ان يعتمدها في متابعته للعمليات العسكرية من ضمن هذه المعركة البرية الواسعة التي ينفذها في الشمال السوري على طريق استعادة السيطرة على كامل الجغرافيا السورية وتحريرها من الارهابيين (من يوصف بالمعتدلين وغير المعتدلين) .

المناورة الأكثر احتمالا في الشمال السوري

تحت غطاء الدعم الجوي الروسي الواسع والمركّز على اغلب مراكز المسلحين ونقاط تجمّعهم وعلى مراكز قياداتهم العملانية واللوجستية، وفي متابعة وحدات الجيش السوري الضغط شمالًا اعتبارا من نقاط الارتكاز الاستراتيجية التي سيطر عليها في بلدة فورو ومحيطها وفي تلال جب الاحمر في ريف اللاذقية الشرقي، والمشرف على اغلب معابر ومحاور ومواقع المسلحين في شمال سهل الغاب، سيؤمن تغطية واسعة لوحداته في الوسط الشمالي الغربي لهذا السهل لإكمال سيطرته على بلدة السرمانية، والتي تعتبر المدخل الحيوي على الطريق باتجاه مدينة ومعبر جسر الشغور وامتدادا باتجاه الشرق نحو مدن الفريكة واريحا حتى إدلب حيث تنتظره معركة ليست سهلة يخوضها مسلحو ما يدعى بجيش الفتح مزودين باحدث الاسلحة وخاصة الصواريخ المضادة للدروع الاميركية من نوع تاو والتي أثبتت فعاليتها ضد دباباته في اكثر من معركة، وعليه، قد يكون من الاجدى عملانيا وعسكريا تنفيذه مناورة تثبيت الوحدات الارهابية المولجة بالمدافعة عن هذا الخط الاستراتيجي بالنسبة للمسلحين، وذلك من خلال عملية منسّقة لتضييع جهود هؤلاء ولالهاء قوة كبيرة من وحداتهم الخاصة المزودة باحدث الاسلحة والتي تقضي مناورتها الدفاعية بالمبدأ بان تكون متمركزة على هذا الخط الدفاعي الحيوي، ومستفيدا من دعم جوي روسي بطائرات السوخوي وبطوافات المي 24 والمي 28 لمنعها من الافلات خارج بقعة العمليات هذه بهدف مساندة وحداتها في محاور ومواقع اخرى .

دائما، و تحت غطاء جوي روسي ايضا، وبالتزامن مع عملية المهاجمة المذكورة اعلاه وتثبيت وحدات المسلحين الذين يدافعون عن مدن جسر الشغور والفريكة واريحا وامتدادا الى مدينة ادلب شرقا، ينفذ الجيش السوري عملية هجوم واسعة في ريف حماه الشمالي الشرقي على محور مورك – خان شيخون – معرة النعمان – سراقب بهدف فصل ريف إدلب الجنوبي عن مدينة ادلب والتقدم شرقا والوصول الى ريف حلب الغربي وملاقاة وحداته الصديقة المتمركزة في الاحياء الغربية لمدينة حلب ، وتترافق هذه العملية البرية مع إنزال واسع لوحدات مجوقلة في مطار ابو الضهور العسكري في ريف ادلب الشرقي، بعد تنفيذ رمايات صاروخية موجهة ومكثفة من الطائرات الروسية على كامل محيط ومراكز المدافعة عنه، وذلك بهدف السيطرة على المطار واستعماله في عمليات التغطية الجوية القريبة والمباشرة التي ستنفذها الطوافات الروسية دعما للوحدات التي ستتقدم على محور خان شيخون – سراقب – غرب حلب المذكور .

هذه المناورة والتي تبقى احتمالا قويا قد ينفذها الجيش السوري في معركته البرية المفتوحة في شمال سوريا، سوف تحقق له بالاضافة لتثبيت قوة كبيرة من المسلحين في مدن ادلب الشمالية، السيطرة على محور واسع يمتد من حماه وريفها الشمالي الشرقي عبر ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وصولا الى مدينة حلب، ما يؤمن له ربطا كاملا لوحداته ما بين مدينتي حماه وحلب عبر الطريق الدولي السريع ومحيطه يمينا ويسارا لمسافة كافية لتأمين الدفاع عنه، كما يؤمن له عزل مدينة ادلب وريفها الشمالي امتدادا الى ريف حلب الشمالي وذلك مرحلة اولى تحضيراّ لمرحلة ثانية تحددها التطورات الميدانية والديبلوماسية، ليصار على اساسها الى تكوين فكرة مناورة تتناسب مع هذه التطورات في حينه .

2015-10-14