ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: دول الخليج توطد علاقاتها مع ’اسرائيل’
تناولت الصحافة الغربية الكلام التصعيدي الذي اطلقه وزير الحرب الاميركي ضد موسكو والرفض الاميركي للتعاون مع روسيا في سوريا، فيما واصل الكتاب والخبراء الغربيون الحديث عن تفوق الرئيس الروسي فلادمير بوتين على نظيره الاميركي باراك اوباما على صعيد الشرق الاوسط. من جهة اخرى نشر احد اهم الباحثين الاميركيين مقالة تحدث فيها عن تعزيز العلاقات بين "اسرائيل" والدول الخليجية.
السياسة الاميركية والتدخل العسكري الروسي في سوريا
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً تناولت فيه الكلام الأخير الذي قاله وزير الحرب الاميركي آشتون كارتر في مؤتمر للجيش الاميركي يوم امس الاربعاء، والذي تعهد فيه "باتخاذ كافة الخطوات المطلوبة" ضد روسيا. واشارت الصحيفة الى ما قاله كارتر عن ادخال بوتين بلاده في "كفن من العزلة"، واتهامه موسكو بشن عدوان، وذلك في اشارة الى التدخل العسكري الروسي في اوكرانيا وسوريا.
ورأت الصحيفة ان خطاب كارتر تضمن لغة تعد الاكثر حدة ضد روسيا صدرت عن مسؤول في ادارة اوباما، خاصة وأن كارتر اكد أن الولايات المتحدة "لم ولن توافق على التعاون مع روسيا التي تتبع استراتيجية مضللة"، وفق زعمه. وتحدثت الصحيفة عن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي أعلن فيها رفض واشنطن رسمياً اجراء مشاورات رفيعة المستوى مع روسيا حول سوريا.
وأشارت إلى عقد عدد من الاجتماعات بين الروس والاميركيين من بينها ثلاث جولات تمحورت حول تفادي الصدام الجوي في سوريا لكنها لم تسفر عن نتائج واضحة. فيما أعلن متحدث باسم البنتاغون أن الجولة الثالثة من هذه المحادثات احرزت بعض التقدم و تركزت على "اتخاذ اجراءات وقائية محددة".
بدوره، رأى مستشار وزارة الحرب الاميركية الاسبق دوف زاخيم، في مقالة نشرها موقع "ناشيونال انترست"، أن وضعية موسكو في الشرق الاوسط افضل بكثير مما كانت عليها خلال عهد الاتحاد السوفييتي. واجرى مقارنة في علاقات موسكو مع دول المنطقة، فاعتبر أن العلاقة مع ايران والعراق ومصر افضل بكثير مما كانت خلال حقبة الاتحاد السوفييتي، وهذا ما يؤكد فرضية أن وضع بوتين افضل بكثير مما كان سيكون عليه فيما يخص تدخل روسيا في سوريا.
الكاتب الذي تحدث عن الدور القتالي لايران وحزب الله في سوريا وانضمام العراق الى كل من روسيا وايران لانشاء مركز للتنسيق في دمشق، وما تبعه من دعم مصري للتدخل الروسي، استبعد قيام دول الخليج باي تدخل يمكنه التأثير على التدخل الروسي، خاصة وأن السعودية ليست في وضع يسمح لها بالقيام بالكثير حيال التدخل الروسي باعتبار انها غارقة في المستنقع اليمني وتواجه ازمة مالية وتعاني من الانشقاقات داخل العائلة الملكية.
كذلك رأى ان سوريا قد لا تكون "المستنقع" لروسيا، معتبراً انه وخلافاً لافغانستان، حيث شكَّلت غالبية الشعب عدواً للقوات السوفياتية بغض النظر عن الانتماء العرقي، فان بوتين يدرك بان المجتمع العلوي وكذلك الاقليات المسيحية والدرزية ستدعمه حتى النهاية. كما رأى ان السوريين الاكراد هم ايضاً يفضلون الاسد على حكم المتطرفين.
وشدد الكاتب على التهديد الذي يشكله تنظيم داعش لروسيا، متحدثاً عن انضمام مسلمين روس الى صفوف داعش باعداد اكبر من اعداد المواطنين الاميركيين.
وخلص الكاتب إلى ان بوتين يتبع سياسة افضل بكثير من سياسة نظيره الاميركي في الشرق الاوسط، ورأى أن التواجد الروسي عزز نفوذ موسكو في المنطقة، دون أن ننسى أن بوتين يقف الى جانب حلفائه الى حد ارسال الدعم للدفاع عنهم في حين نجد اميركا تتخلى عن اصدقائها من شاه ايران إلى الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك أو عدم الاكثرات لقلق الصهاينة من الاتفاق النووي مع ايران وغيرهم. وحذر الكاتب من ان هذا المشهد قد يزداد سوءا في حال عدم تغيير السياسة الاميركية.
العلاقات الاسرائيلية - الخليجية
من جهة ثانية، الباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى سيمون هندرسون كتب مقالة نشرت على الموقع التابع للمعهد تحت عنوان "العلاقات بين اسرائيل و دول مجلس التعاون الخليجي بعد مرور خمسة وعشرين عاماً على حرب الخليج الاولى".
وتحدث الكاتب، الذي يعد من اهم المختصين الغربيين بملف دول الخليج، عن تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستخباراتية والدبلوماسية بين "اسرائيل" ودول الخليج، ووصف هذه العلاقات بانها "واسعة النطاق" و "بالجيدة جداً" في بعض الحالات. واستشهد الكاتب بمقالة نشرتها صحيفة هافينغتون بوست حول السفير الاماراتي يوسف العتيبة، والتي تنقل عن مسؤول اميركي رفيع بان "العتيبة والسفير الاسرائيلي الحالي لدى واشنطن رون ديمر مقربَين جداً"، و"انهما يتفقان على كل شيء تقريباً".
ونقلت الصحيفة عن المسؤول قوله إن السفير الاسرائيلي الحالي وجه دعوة للعتيبة لحضور خطاب نتنياهو امام الكونغرس حول ايران، غير ان العتيبة رفض الدعوة بسبب الحساسيات داخل الامارات. وتطرق الكاتب الى اللقاء الذي جمع المسؤول الاسرائيلي دور غولد مع الجنرال السعودي المتقاعد انور عشقي في واشنطن، وكشفهما عقد سلسلة لقاءات سابقة وتم تبادل الآراء حول الشرق الاوسط. ولفت في هذا الاطار الى ان هذه الاتصالات كانت قد بدأت خلال عهد الملك عبدالله الراحل واستمرت تحت حكم الملك سلمان.
الكاتب ذكّر بأن العلاقات بين "اسرائيل" والسعودية تعود الى ما قبل انشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981، حيث تم انشاء قناة خلفية تولى مسؤوليتها الشيخ كمال ادهم الذي كان يترأس مديرية الاستخبارات العامة السعودية بين عامي 1965 و1979. وروى الكاتب نقلاً عن مسؤول اسرائيلي بان الاخير زار عاصمة خليجية لعقد الاجتماعات وتم تبادل الآراء حول مختلف القضايا، وان الدولة المعنية سمحت للزائرين باستخدام جوازات السفر الاسرائيلية للدخول والخروج من البلاد.
الكاتب نوه إلى العلاقة المميزة دون غيرها من الدول الخليجية ما بين "تل أبيب" والامارات، مذكّرا باستضافة الامارات مؤتمرا حول الطاقة عام 2013 بمشاركة "اسرائيل"، وكشف عن وجود بعثة دبلوماسية اسرائيلية في احدى دول مجلس التعاون الخليجي.