ذكرت مصادر "اسرائيلية" رفيعة، وصفتها صحيفة "هآرتس" أنها مطلعة على مساعي وزير الخارجية الاميركي جون كيري لمعالجة ما أسمته "التصعيد الامني في القدس"، أنه ينوي "تحديث وتوضيح" التفاهمات التي توصل اليها الاردن و"اسرائيل" حول الاقصى في العام الماضي، بما يعرف بـ"الوضع القائم"، مشيرة الى أن احدى الافكار المتداولة لديه، هي وضع التفاهمات حول الاقصى ضمن صيغة مكتوبة.

وقال كيري في مؤتمر صحفي في مدريد أمس، إن المناقشات التي أجراها مع رئيس الحكومة العدو بنيامين نتنياهو، والملك الاردني عبد الله الثاني، أظهرت أن "الجانبين" معنيين في بدعم "الوضع القائم" في الحرم، مشيراً الى أن الجميع "بحاجة الى توضيح المسائل".

ومن المقرر بحسب "هآرتس" أن يلتقي كيري بنتنياهو في برلين يوم الخميس المقبل، ومن ثم يجتمع بالملك الاردني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في عمان للتصديق على التفاهمات حول المسجد الاقصى.

جون كيري

وقال مسؤولون "اسرائيليون" رفيعو المستوى، وايضا ودبلوماسيون أميركيون، إنه في الأسابيع الأخيرة قام كل من الاردن وكيان العدو والفلسطينيين "بتوجيه الاتهامات المتبادلة حول انتهاك كل طرف من الاطراف الثالثة للتفاهمات حول المسجد الاقصى، التي تم التوصل اليها بين نتنياهو وعبد الله الثاني، في تشرين الثاني من العام الماضي، اذ يرى الاردنيون والفلسطينيون ان اسرائيل تنتهك التفاهمات، فيما تنفي الاخيرة ذلك، وترى ان الوقف الاردني لم يف بالتزاماته، والفلسطينيون نظموا "استفزازات" في الحرم، اما الاميركيون فيفضلون اختيار موقف عدم تحميل اي طرف المسؤولية، والدفع باتجاه المحافظة على اتفاق الوضع القائم في الاقصى"، بحسب تعبير "هآرتس".

وتنقل الصحيفة عن المصادر قولها إن "المشكلة التي ينوي كيري معالجتها، هي أن الاتفاق المبرم بين "اسرائيل" والاردن، لم يجر تدوينه كتابة، ولم يكن هناك هيئة ناظمة ومتابعة له، للتأكد من تنفيذ التفاهمات، الامر الذي يدفع الطرفين الى "تفسير مغاير"، والتسبب بالنزاعات، وفي نهاية المطاف الى الاضرار بأصل التفاهمات".

وقال مسؤول صهيوني رفيع إن اقتراح كيري ينص على "توضيح التفاهمات ووضعها بنص مكتوب مع انشاء هيئة ناظمة له، تسمح للاردن و"اسرائيل" والفلسطينيين، بتسوية الخلافات والمشاكل فور حصولها، ما يمنع تفاقمها" على حد قول الصحيفة.