ارشيف من :ترجمات ودراسات

’اسرائيل هيوم’: الشرق الأوسط الجديد عراّبته روسيا

’اسرائيل هيوم’: الشرق الأوسط الجديد عراّبته روسيا

كتب الخبير في شؤون الشرق الاوسط إيال زيسر مقالًا في صحيفة "اسرائيل هيوم"، عن الشرق الاوسط الجديد فقال "رأى الحالمون بيننا كيف أن حلم تحوّل منطقتنا الى "شرق أوسط جديد" آخذ في التحقق في هذه الايام أمام أعيننا. ليس شرق اوسط للسلام والازدهار والاستقرار، وليس شرق أوسط مسؤولة عنه الولايات المتحدة، إنما شرق أوسط لعدم الاستقرار وللتطرف الديني، وشرق أوسط تتحكم فيه كل من روسيا وايران، ومن يفرض الاحداث هو السكاكين في القدس".

وأضاف زيسر إن "حلم إقامة شرق أوسط جديد في منطقتنا استند في التسعينيات على قوة الولايات المتحدة التي هزمت الرئيس العراقي صدام حسين واحتلت بعد ذلك العراق ودفعت ايران الى الزاوية. روسيا في تلك الفترة كانت دولة ضعيفة ومحطمة، وبصعوبة تقف على قدميها. قوة الولايات المتحدة دفعت الزعماء العرب الى التقرّب من الامريكيين. وكما تعلم أنور السادات في حينه "الطريق الى واشنطن والى قلب الامريكيين تمر باتفاق "سلام" مع "اسرائيل"، لكن مياهًا كثيرة تدفقت منذ ذلك الحين في نهر الاردن، يكتب زيسر، و"السلام" لم يضرب جذوره، ولا سيما في قلب الشارع العربي، ولم ينقذ العالم العربي من ضائقته، ولم يوقف التطرف الديني الذي انتشر فيه. الولايات المتحدة ملّت وقررت ترك المنطقة، وفي جميع الاحوال فقدت قوة تأثيرها في المنطقة ولم تعد تتحكم بما يحدث هناك".

ويلفت إيال زيسر الى أنه "في منطقتنا ليس هناك فراغ، فروسيا وايران تقومان بملء مكان الامريكيين. الروس يعمقون تدخلهم وسيطرتهم في سوريا، وايران تفعل ذلك في العراق، ومصر لا تخفي رغبتها في أن تكون جزءًا من هذا المحور الذي باتت أنظمة عربية كبيرة ترتبط به. "اسرائيل" ليست شريكة طبيعية أو مرغوب فيها في الحلف الروسي – الايراني الذي يريد السيطرة على الشرق الاوسط. لكن بالنسبة للروس على الأقل، "اسرائيل" ليست خصمًا أو عدوًا. روسيا تريد ضرب الامريكيين وابعادهم عن المنطقة، وفي الوقت نفسه تريد وقف التطرف الديني الذي قد يصل الى أبواب موسكو".

 

 

ويتابع زيسر أن "الروس يفهمون ما لم تدركه واشنطن بعد – لا توجد علاقة بين انتشار "داعش" والصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وأن تقدم المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية لن يوقف التطرف أو الجنون في المنطقة. لذلك يركز الروس على اهدافهم ولن نسمع منهم تنديد ضد "اسرائيل" وهي تعمل على اعادة الهدوء الى شوارعها. لكن في الوقت نفسه تساعد روسيا ايران على تعزيز وجودها في المنطقة. واسرائيل وايران مثل روسيا والولايات المتحدة – تتنافسان على التأثير وعلى المكانة، لذلك يدور بينهما صراع يصعب حله ومن شأنه أن يتصاعد".

ويضيف إيال زيسر في مقالته إن "الروس والايرانيين، ولا سيما حلفاؤهما من حزب الله والرئيس السوري بشار الاسد، يتحدثون علنا عن "الشرق الاوسط الجديد" الذي ستكون سوريا حجر الاساس فيه بعد أن تعزز كل من روسيا وايران تواجدهما وتضربا المتمردين في سوريا. ومن هناك ستذهبان الى العراق ويمكن الى لبنان ايضا، وستتعزز مكانتهما في مصر. الولايات المتحدة هي الحليفة الاستراتيجية لاسرائيل وستبقى هكذا. فهي تأتي وتذهب ولا بد أن تعود بكامل قوتها الى المنطقة. لكن في السنوات القريبة سيكون الشرق أحمر (في اشارة الى الاتحاد السوفييتي السابق)، والمركز سيكون، كما يبدو، موسكو".

ويخلص زيسر الى القول  "مثل الامريكيين، قد يكتشف الروس مع الوقت أن كبح الراديكالية والتطرف هو أمر صعب وأن القضاء على داعش ليس هدفا فوريا. لكن خلال السنوات القادمة سيكونون هم اصحاب البيت. أما في واشنطن فتستمر وزارة الخارجية في اسماع الاحتجاج أو دعوات التهدئة دون أن يستمع أحد من خارج الولايات المتحدة".

 

2015-10-21