ارشيف من :آراء وتحليلات

ليبيا: ما وراء رفض جماعة طبرق لمقترح ليون

ليبيا: ما وراء رفض جماعة طبرق لمقترح ليون

يرى كثير من الخبراء والمحللين بأن المستفيدين من الوضع القائم في ليبيا حاليا هم جماعة طرابلس في الغرب أي ميليشيات فجر ليبيا والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وحكومة عمر الحاسي التي لا تعترف إلا بالدول الداعمة للحركات الإخوانية أي تركيا وبلد خليجي. فهذه الجماعات تسيطر على أغلب الغرب الليبي ولها امتدادات في الشرق وهي على الميدان مستفيدة من تمدد الجماعات التكفيرية داخل التراب الليبي باعتبار ذلك عامل إضعاف للطرف الآخر.


وبالتالي، فإن استمرار المفاوضات التي تجري في الصخيرات المغربية إلى ما لا نهاية لن يزعج هذا الطرف كثيرا. في حين أن حكومة طبرق وبرلمانها المدعوم من الجيش الليبي الذي يرأس أركانه اللواء خليفة حفتر بعيدة عن العاصمة وترغب في الاستقرار بها وهي التي تبدو اليوم بحاجة إلى إيجاد حل سريع للأزمة.

ليبيا: ما وراء رفض جماعة طبرق لمقترح ليون

حكومة الوفاق

 لكن برلمان طبرق المعترف به دوليا بمعية حكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه، وبخلاف ما كان متوقعا، رفض المصادقة على ما تسمى "حكومة الوفاق" التي تمخضت عن الحوار الوطني. ويبدو أنه لن يتراجع عن موقفه بسبب ما يراه سيطرة للحركات الإخوانية على الحقائب الوزارية الهامة واستثناء للآخرين منها، على الرغم من أن البعض يتحدث عن عدم إجراء تصويت داخل هذا البرلمان.


ودعا البرلمان الليبي في طبرق المتاخمة للحدود المصرية إلى ضرورة مواصلة الحوار الوطني الذي ترعاه منظمة الأمم المتحدة. وهو ما رأى فيه أغلب المحللين رسالة إلى الأطراف الدولية بضرورة إيجاد صيغة توافقية أخرى من خلال إرضاء فريق طبرق بحقائب وزارية جديدة أو منحها لمستقلين لم يعرف عنهم أي ارتباط بالحركات الإخوانية.

غضب دولي

ويبدو أن المنتظم الأممي وممثله في ليبيا برناردينو ليون الذي كان مهندس هذه الحكومة التي كان من المفترض أن يرأسها فايز السراج ، يجد صعوبة في إقناع الأطراف الليبية بالحلول التي يتم تقديمها. ويذهب بعض الخبراء والمحللين إلى تفسير ذلك بعدم معرفة مبعوث الامم المتحدة بالعقلية الليبية وبالتركيبة القبلية لليبيا وبخصوصيات هذا الشعب المغاربي.


كما أن الحكومة الغربية تسارع الخطى للتهدئة في ليبيا للانطلاق في عملية نهب خيرات هذا الشعب من خلال شركاتها التي ستنخرط فيما يسمى "إعادة الإعمار" وكذلك في أخذ نصيبها من ريع البترول والغاز الليبيين. وبالفعل فقد عبرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا والمانيا وإيطاليا بعزل كل طرف لا يحترم الحلول التي يتوصل إليها برناردينو ليون وفريقه في مدينة الصخيرات.


لذلك يتوقع أن تتسلط الضغوط خلال الفترة القادمة على جماعة طبرق الذين حشروا أنفسهم في الزاوية خاصة بعد انتهاء المدة النيابية للبرلمان الليبي وبعد الكم الهائل من التكفيريين الذين يتوافدون على ليبيا من الأراضي السورية والذين يرجحون كفة جماعة فجر ليبيا ما يجعلهم أكثر قوة.

2015-10-22