ارشيف من :آراء وتحليلات

مساندة تونسية للإنتفاضة الفلسطينية الثالثة

مساندة تونسية للإنتفاضة الفلسطينية الثالثة

رغم المرارة التي يشعر بها السواد الأعظم من التونسيين على عدم قدرتهم على مد يد العون لإخوانهم الفلسطينيين في انتفاضاتهم الثالثة على آلة القمع الصهيونية التي تفتك بهم فرادى، إلا أن هناك شعورا عاما بالإرتياح لعودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن لفها النسيان أو يكاد طيلة العشرية الماضية بفعل جنوح السلطة الفلسطينية إلى التفاوض العقيم بعد أن تراجعت إسرائيل عن تعهداتها وضربت بها عرض الحائط.

ويتفق جل التونسيين على أن ما يحصل في فلسطين المحتلة هو انتفاضة ثالثة، عفوية يصعب أن يحتويها الإحتلال باعتبارها حاضنتها الشعبية وباعتبار أن الوضع في الأراضي المحتلة بات لا يطاق. ويتوقع أغلبهم أن تؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج عملية ملموسة إذا لم تتدخل السلطة للقضاء عليها بفعل الضغوط الخارجية والتلويح بإيقاف المساعدات التي تصلها من أطراف آخر همها المصلحة الفلسطينية العليا وأمن الكيان الصهيوني وديمومته هو هدفها الاساسي.

مظاهرات

ودعت عديد الأطراف في تونس إلى التظاهر مساندة للشعب الفلسطيني ومن ذلك أحزاب سياسية كبرى بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني العريقة التي رعت الحوار الوطني على غرار الإتحاد العام التونسي للشغل والهيئة الوطنية للمحامين وهما منظمتان عريقتان عرفت عنهما مساندتهما للقضية الفلسطينية منذ عقود. كما تستعد منظمات وطنية تونسية إلى التوجه مع بداية الشهر القادم إلى مقر السفارة البريطانية في تونس بمناسبة ذكرى وعد بلفور للإحتجاج على هذا الوعد الذي سلمت بعده لندن فلسطين إلى الحركة الصهيونية العالمية.

مساندة تونسية للإنتفاضة الفلسطينية الثالثة

كما صدرت بيانات منددة ومستنكرة لما يحصل في المدن الفلسطينية من قمع وبطش واعتداء على المقدسات من قبل قوات الإحتلال من قبل جهات متعددة. وقد دعت في أغلبها إلى مباركة انتفاضة الفلسطينيين ودعتهم إلى الصمود ولمحت إلى تقصير الأمتين العربية والإسلامية في مساندة القضية ونددت بالممارسات الصهيونية ودعت إلى إنهاء الإحتلال ومحاكمة مجرمي الكيان الصهيوني واصفة ما يقوم به الصهاينة بجرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم.

منظمة التحرير

ويشار إلى أن خلافا برز على السطح بين الفلسطينيين المقيمين في تونس حول تصريحات أطلقها القيادي الفلسطيني البارز فاروق القدومي (أبو اللطف) دعا من خلالها إلى نقل مقر منظمة التحرير الفلسطينية من تونس إلى عمان في الأردن. وقد رحب البعض بهذا المقترح فيما رأى فيه البعض الآخر أمرا غير جائز باعتبار أن المنظمة طردت من هناك بعد ما عرف بأيلول الأسود وأن التونسيين استقبلوا القادة الفلسطينيين والمقاتلين على أرضهم بعد أن أجبرت المنظمة على مغادرة بيروت سنة 1982.

فمن باب أولى بحسب المعارضين لتصريحات القدومي أن تبقى المنظمة في تونس في الوقت الراهن إلى حين تحرير الأرض والعودة نهائيا إلى فلسطين وذلك عرفانا للخضراء بدورها في مساندة القضية الفلسطينية وإيوائها للقيادة الفلسطينية والمقاتلين ما عرضها لقصف صهيوني سنة 1985 استهدف مدينة حمام الشط الساحلية التونسية.

2015-10-24