ارشيف من :آراء وتحليلات

تونس: استمرار عزل الأئمة التكفيريين المحرضين على سوريا

تونس: استمرار عزل الأئمة التكفيريين المحرضين على سوريا

ما زالت مسألة عزل الأئمة التكفيريين الذين حرضوا الشباب التونسي على التوجه إلى سوريا للمشاركة في التآمر على النظام، تتفاعل وتثير الجدل في صفوف التونسيين. فقد رحبت جهات عديدة بهذا وخصوصا الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية ذات التوجه الليبرالي الحداثي فيما عارض حزب التحرير وبعض الأطراف المقربة من حركة النهضة ذات التوجهات الإخوانية هذه الإجراءات التي تتم بإشراف وزير الشؤون الدينية.

ولعل أهم الملفات في هذا الإطار هو ذلك المتعلق برضا الجوادي إمام جامع سيدي اللخمي بمدينة صفاقس الجنوبية. حيث تم صدور قرار العزل ثم جمد ليدخل حيز التطبيق بمجرد عودة وزير الشؤون الدينية من الحج، ما أثار حفيظة أنصار هذا الإمام ومريديه وتحول قرار عزله إلى شأن عام يتصارع من أجله التونسيون.

منع صلاة الجمعة

لقد منع انصار الجوادي الإمام الذي عينته وزارة الشؤون الدينية من الصعود إلى المنبر ثم إمامة المصلين في صلاتهم وعمت حالة من الفوضى في أركان المسجد. كما أضرب بعض المصلين، عن أداء فرائضهم في المسجد المذكور احتجاجا على إقالة الإمام المشار إليه، ما جعل الأمر مثارا للسخرية والتندر في مواقع التواصل الاجتماعي.

تونس: استمرار عزل الأئمة التكفيريين المحرضين على سوريا

وتدخل الأمن التونسي وتصدى للمتظاهرين مستعملا الهراوات والقنابل المسيلة للدموع. وتحركت قيادات من أحزاب دينية لتطلق سهام نقدها على الحكومة واعتبر أحدها أن إقالة الجوادي هي "حرب على الإسلام" ووجب التصدي لها خاصة وأن العزل قد طال أئمة آخرين سواء بمدينة صفاقس أو بغيرها.

تغير في المواقف

ودخل الإعلام التونسي على الخط ومنح الجوادي فرصة الإدلاء بتصريحات، فنفى الأخير أنه حرض الشباب التونسي على الذهاب إلى سوريا بدعوى "الجهاد" المزعوم. وحين تمت مواجهته بتسجيلات سابقة لخطبة جمعة، اعتبر فيها أن ما يقوم به المنخرطون في الجماعات التكفيرية التي تقاتل في سوريا هو جهاد ووجب دعمه، رد الجوادي بأن هذا التسجيل قديم يعود إلى سنة 2011 لكنه الآن غير موقفه من الحرب الدائرة في سوريا.

كما نفى الجوادي أية علاقة له بالفكر التكفيري وأكد على أنه شيخ معتدل منفتح ينبذ التطرف ولا يوافق عما يقوم تنظيم داعش الإرهابي. كما برر ما حصل من تعطيل لصلاة الجمعة وحمل مسؤولية تعطيلها إلى وزير الشؤون الدينية الذي لم يراع مسألة تعلق المصلين في جامع اللخمي بإمامهم وعدم رغبتهم في يؤمهم غيره.

وحسب مصادر مطلعة، فمن المتوقع أن تطال عملية العزل شيوخا تكفيريين آخرين انخرطوا في تحريض الشباب التونسي على القتال في سوريا من منابر المساجد مستغلين تعطش التونسيين إلى التدين، فيما أرسل بعضهم أبناءه للدراسة في أرقى الجامعات خارج البلاد.

2015-10-28