ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: تركيا تتجه نحو الديكتاتورية...وتوتر صيني اميركي

الصحف الاجنبية: تركيا تتجه نحو الديكتاتورية...وتوتر صيني اميركي

سلطت الصحف الاميركية الضوء على تصريحات رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي بان الوضع الميداني في سوريا يميل لصالح الرئيس بشار الاسد، في وقت تواصل الحديث عن خطر تحول تركيا الى نظام استبدادي بسبب سياسات اردوغان.

من جهة اخرى، احتل ملف ارسال واشنطن بارجة بحرية الى بحر الصين الجنوبي، وما تبعه من توتر بين الصين والولايات المتحدة، حيزاً هاماً في الصحافة الغربية.

تصريحات رئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي

نشرت صحيفة "لوس انجلس تايمز" تقريراً حول تصريحات رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي "جوزيف دانفورد" اعتبر فيها ان الوضع الميداني في سوريا بات يصب في مصلحة الرئيس بشار الاسد.

وقال التقرير ان هذه التصريحات تناقض التقييمات الصادرة عن البيت الابيض الشهر الفائت، والتي اشارت الى ان حكومة الاسد تلقت سلسلة من الخسائر العسكرية وباتت تفقد السيطرة. ولفت التقرير الى المعلومات الاستخباراتية الصادرة عن البنتاغون التي استنتجت ان الضربات الجوية الروسية و تعزيز المشاركة من قبل ما سماه "القوات التي تدعمها ايران" قد ساعدت الجيش السوري على احراز التقدم الميداني على عدة جبهات محورية ومكنت الاسد كذلك من توسيع سيطرته على البلاد، وفق تعبير التقرير.

التقرير اشار الى تصريحات دانفورد امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بان "ميزان القوى حالياً يصب لمصلحة الاسد"، مذكراً في الوقت نفسه بأن "دانفورد" كان قد زار المنطقة الاسبوع الماضي. ورجح التقرير أن يؤدي هذا التحول الميداني الى اطالة امد النزاع. ورأى التقرير ان تعزيز الدور الايراني الميداني قد دفع بتوجيه دعوة الى طهران من اجل المشاركة في محادثات فيينا حول سوريا، والتي ستجري يوم الجمعة المقبل بحسب وزارة الخارجية الاميركية.

وأكد التقرير ان من شأن ذلك اعطاء ايران مكانة جديدة في المساعي الدولية الرامية الى حل النزاع. وتطرق الى المكالمة الهاتفية التي اجراها الرئيس الاميركي باراك اوباما مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، حيث التزم الطرفان "بزيادة دعم المعارضة السورية المعتدلة" و "التعاون الوثيق" في محادثات فيينا.

الا ان التقرير اعتبر التقدم الميداني لصالح الاسد نكسة للبيت الابيض، التي طالما حثت الرئيس السوري على التنحي منذ بدء الحرب عام 2011.

هذا وقد تطرق التقرير ايضاً الى تصريحات وزير الحرب الاميركي آشتون كارتر في الجلسة نفسها امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، حيث قال كارتر ان روسيا تعزز دعمها للاسد.كما تناول ما قاله كارتر عن خطط البنتاغون لطرد داعش من مدينة الرقة. ولفت الى ما قاله عن عزم البنتاغون تقديم المزيد من الاسلحة واشكال اخرى من الدعم لما يسمى المعارضة السورية المعتدلة، والتي بات بعض عناصرها على بعد ثلاثين ميلاً فقط عن المدينة. كما اشار الى ما قاله كارتر عن تكثيف الضربات الجوية التي تستهدف قادة داعش ومنشآت انتاج النفط.

وقد نقل التقرير عن مسؤولين اميركيين قولهم: إن البنتاغون ينوي تعزيز الدعم لصالح العناصر الكردية وقوات الامن التركية على الحدود الشمالية السورية، وتقديم الاسلحة للجماعات المتمردة المنتشرة في الميدان.

التخبط التركي

في إطار منفصل، كتب مراسل الشرق الاوسط في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، "باتريك كوكبرن"، مقالة تساءل فيها عما اذا كانت تركيا "على بعد خطوات قليلة فقط من الديكتاتورية". وأشار الى المخاوف من قيام اردوغان بانشاء نظام رئاسي استبدادي في حال فوزه بغالبية بسيطة في الانتخابات البرلمانية.

وحذر الكاتب من ان الانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم الاحد المقبل تهدد بتعزيز حالة الاستقطاب العميقة داخل البلاد، وانها ستقرر ما اذا كان باستطاعة الرئيس رجب طيب اردوغان وحزب العدالة والتنمية فرض حكم الحزب الواحد وما يشبه احتكار السلطة السياسية. ولفت الى ان الحملة الانتخابية قد عززت الانقسامات بين الاكراد والاتراك، والعلمانيين والاسلاميين، والغالبية السنية والاقلية العلوية. كما اعتبر ان نتائج الانتخابات قد تحدد مستوى التورط التركي في النزاعات التي تدور في سوريا والعراق.

وحسب الكاتب، فإن الحصار الذي فرض على منطقة كوباني لمدة اربعة اشهر ونصف، وكذلك الاحداث التي تلت الانتخابات التي اجريت في شهر حزيران/ يونيو الماضي، قد ساهمت "باعادة اشعال النزاع المسلح بين الدولة التركية والاقلية الكردية".

وقال الكاتب ان ذلك قد ادى الى اغضاب الاكراد المحافظين والمتدينين في تركيا، الذين كانوا يصوتون لصالح حزب العدالة والتنمية قبل ان يؤيدوا حزب الشعب الديمقراطي الموالي للاكراد في الانتخابات الماضية، ما منع اردوغان من الحصول على غالبية الاصوات المطلوبة لتشكيل حكومة بشكل منفرد لاول مرة منذ ثلاثة عشر عاماً.

الكاتب لفت ايضاً الى تدهور العلاقات بين الحكومة التركية و الاكراد وسط توجيه اردوغان و حزب العدالة و التنمية الاتهامات لحزب الشعب الديمقراطي بأنه أداة في يد حزب العمال الكردستاني. وخلص الكاتب الى ان الانتخابات المقررة يوم الاحد المقبل اشعلت وعززت الانقسامات، و ان اردوغان قد لا يتمكن من السيطرة على الوضع بعد اجراء الانتخابات، حتى وان اراد ذلك.


حالة التوتر بين اميركا والصين

وفي الشأن الصيني الاميركي، كتب الصحفي "جوش روغين" مقالة نشرت على موقع "بلومبرغ" تحت عنوان: "المعركة على جزر الصين الاصطناعية قد بدأت للتو"، والتي كشف فيها ان ارسال البيت الابيض سفنية بحرية الى بحر الصين الجنوبي قرب حاجز مرجاني تقول الصين انه تابع لها، انما جاء عقب اشهر من النقاشات الداخلية. و اشار الى ان رد فعل الصين يدل على ان بيكن لا تنوي التراجع، وأن ادارة اوباما تدرس الآن الخطوة المقبلة.

وتطرق الكاتب الى تصريحات وزير الحرب الاميركي "آشتون كارتر" عن توجه بارجة "Lassen" المدمرة للصواريخ الى بحر الصين الجنوبي على بعد 12 ميلاً فقط عن حاجز مرجاني قامت الحكومة الصينية فيما بعد بتحويله الى جزيرة اصطناعية تابعة لها، وفقاً لما زعم الكاتب. وتحدث كذلك عن كلام "كارتر" خلال جلسة استجواب امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ  لجهة تأكيد "حق الولايات المتحدة" التنقل في هذه المنطقة، وكذلك لجهة دعمه لتكرار مثل هكذا خطوة.

الكاتب لفت الى تأكيد "كارتر" العلني على حق واشنطن بالتنقل البحري في هذه المنطقة خلال خطاب القاه في شهر ايار/ مايو الماضي خلال مؤتمر في سينغافورة، كما لفت الى تاكيد قائد القيادة الاميركية في المحيط الهادىء الاميرال "هاري هاريس" على هذا الحق. الا انه اشار في الوقت عينه نقلاً عن مسؤولين اميركيين، الى مساع داخل الادارة الاميركية بتأجيل هذه الرحلة البحرية، خوفاً من ان تؤدي الى استفزاز بيكن و الحاق الضرر بمجالات  تعاون اخرى.

وكشف الكاتب ان قرار البيت الابيض باتخاذ هذه الخطوة جاء بعد سلسلة من الاجتماعات لمجلس الامن القومي الاميركي، حيث ساد الخلاف حول التوقيت. و قال الكاتب ان المسؤولين في البيت الابيض ارادوا الانتظار الى ما بعد القمة التي جمعت الرئيس الاميركي باراك اوباما و نظيره الصيني  شي جين بينج، و التي قال خلالها الاخير ان بلاده لا تعتزم اضفاء الصفة العسكرية للجزر الاصطناعية. كما كشف الكاتب نقلاً عن مسؤولين اميركيين ان وزير الخارجية جون كيري طالب بتاجيل العملية الى ما بعد مؤتمر باريس حول التغير المناخي في شهر كانون الاول/ ديسمبر القادم.

هذا و تحدث الكاتب ايضاً عن رد الفعل السريع من قبل الصين، التي وصفت الخطوة الاميركية "بالاستفزاز المتعمد" و استعدت السفير الاميركي لدى الصين ماكس بوكوس من اجل الاحتجاج. و اشار ايضاً الى تصريحات المتحدث باسم الخارجية الصينية بان بيكن قد تعزز قدراتها، والى ما قالته وزارة الدفاع الصينية التي اعتبرت ان ارسال المدمرة الاميركية هو "اجراء قسري يرمي الى عسكرة منطقة بحر الصين الجنوبي".

واستشهد الكاتب بمسؤولين اميركيين قال انهم اخبروه بان رد الفعل الصيني كان متوقعاً وبان ادارة اوباما تعطي الاشارات العلنية منذ اشهر بان هذه الخطوة ستنفذ. الا انه اضاف إلى التوقعات بان تؤدي هذه الخطوة الى ردع التوسع الصيني في بحر الصين الجنوبي، و ان هناك نقاشا جديدا في واشنطن حول الخطوة المقبلة.

و نقل الكاتب عن مسؤولين ايضاً، بان "كارتر" (وزير الحرب الاميركي) قد طلب إلى قيادة المحيط الهادىء خطة مفصلة من اجل القيام بعمليات "حرية الملاحة" في بحر الصين الجنوبي قد تتضمن ارسال المزيد من القوات البحرية الى غرب المحيط الهادىء من اجل اجراء المناورات بشكل روتيني في قاعدة كلارك الجوية في الفليبين.

وافاد الكاتب استناداً الى ما قالته المصادر ان هذه الاستراتيجية تحظى بدعم كارتر و كبار الضباط الاميركيين، الا ان قائد العمليات البحرية الجديد الاميرال جون ريتشاردسون يحبذ التخفيف من حدة المواجهة وتعزيز الانخراط مع قيادة القوات البحرية الصينية. وأشار الى ان قيادة المحيط الهادىء ستسلم طرحها وان مناقشة الموضوع قد يستغرق اشهر قبل ان يتخذ الرئيس اوباما قرارا حول الخطوة المقبلة.

كما لفت الكاتب الى ان المسؤولين الاميركيين والخبراء يرون ايضاً ان عسكرة الصين للجزر الاصطناعية في بحر الصين الجنوبي هي مشكلة ستتطلب استراتيجية قوية خلال المستقبل المنظور. الا انه اكد على عدم وجود اجماع في واشنطن في هذا المجال، حيث قال ان لدى الولايات المتحدة ادوات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية من اجل التصدي للاستراتيجية الصينية، لكنه شدد على ان السؤال الاساس هو ما اذا كانت الولايات المتحدة ستستفيد من هذه الادوات بشكل فعال قبل ان تصبح السيطرة الصينية على بحر الصين الجنوبي امرا واقعا.

2015-10-28