ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: بريطانيا أمام تهديد ارهابي غير مسبوق
تحدثت صحف اميركية معروفة عن المباحثات التي ستجرى في فيينا حول الازمة السورية، حيث اكدت ان الجانبين الاميركي والروسي اتفقا على عدم طرح مسألة مصير الرئيس السوري بشار الاسد في الوقت الحالي، في وقت حذر مسؤول استخباراتي بريطاني رفيع من تهديد غير مسبوق بات يشكله الارهابيون التكفيريون للداخل البريطاني.
محادثات فيينا حول سوريا
صحيفة "واشنطن بوست" نشرت تقريراً سلطت فيه الضوء على ان قضية مستقبل الرئيس السوري ستوضع جانباً في الوقت الحالي بينما تبدأ المحادثات الدولية حول سوريا. واشار التقرير الى ان هذه المحادثات تأتي عقب اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا على عدم طرح موضوع مستقبل الاسد في الوقت الراهن، ولفت الى تأكيد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال محادثاتهما الهاتفية ان الخلاف المستمر حول مصير عملية الانتقال السياسي في سوريا – (تصر واشنطن على رحيل الاسد بينما تتخذ موسكو موقفاً معاكساً)– يجب ان لا يمنع بدء العملية.
وتطرق التقرير الى خطاب القاه كيري يوم امس الاربعاء حيث قال ان "هذه الفرصة الاكثر وعداً التي رأيناها منذ سنين من اجل الانفتاح السياسي". كما قال كيري ان هناك توافقا بين واشنطن وموسكو على وجوب منع انتصار داعش او اي جماعة ارهابية اخرى، وكذلك على ضرورة انقاذ مؤسسات الدولة و"الحفاظ على سوريا موحدة علمانية".
وتناول التقرير ايضاً حديث كيري عن توافق مع موسكو حول ضرورة ايجاد الظروف التي تسمح بعودة المشردين واللاجئين، وعلى حق الشعب السوري باختيار قيادته عبر "انتخابات شفافة وحرة ونزيهة"، مع "دستور جديد وحماية جميع الاقليات".
الا ان التقرير اشار الى وجود تشاؤم فيما يخص امكانية تحقيق النجاح في هذه المحادثات، حيث نقل عن مسؤول رفيع في احدى الدول الحليفة لاميركا في الشرق الاوسط تشكيكه بأن تؤدي (هذه العملية) الى اي شيء. وذكر التقرير أن من الاهداف الاولية الاساسية ايجاد حقائق جديدة على الارض، بما في ذلك اتفاقيات على وقف اطلاق النار في بعض المناطق تغير من مسار المعركة الحالي.
وأفاد التقرير، نقلًا عن مصادر مسؤولة، انه يجب ادخال الحكومة السورية وكذلك اطراف المعارضة بالمحادثات "في مرحلة ما". كما نقل عن مسؤولين اميركيين تفاؤلهم بأن الاسد وخصومه لن يجدوا اي بديل عن الانضمام الى المحادثات في حال تم التوصل الى اتفاق بين الاطراف التي تدعم الرئيس الاسد من جهة، وتلك التي تدعم خصومه من جهة اخرى. غير انه لفت في الوقت ذاته الى ان مسؤولين في الادارة الاميركية يقرون بأن ذلك بعيد المنال.
بريطانيا مهددة
من جهة ثانية، نشرت صحيفة "دايلي تلغراف البريطانية" تقريراً تحدثت فيه عن تحذيرات اطلقها رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطانية “MI5”، من ان ارهابيي داعش يخططون لشن هجمات كبيرة في بريطانيا. وقال مدير عام جهاز “MI5” "اندرو باركر" انه لا توجد اي مؤشرات تفيد بأن التهديد الذي يشكله الارهابيون في الداخل اخذ يتقلص.
ولفت التقرير الى اعتراف "باركر" علناً لاول مرة بأن جهاز “MI5” اضطر الى القيام بعمليات قرصنة الكترونية ضد الشبكات الارهابية وتعطيل اتصالاتها، كما تناول التقرير ما قاله "باركر" خلال محاضرة له في لندن، بأن مستوى التهديد الحالي هو الاعلى الذي شهده خلال حياته المهنية التي بدأت قبل اثنين وثلاثين عاماً، مذكّرا بما كشفه لجهة تعطيل ستة مخططات ارهابية داخل المملكة المتحدة خلال الاشهر 12 الماضية، اضافة الى تعطيل سبعة مخططات في الخارج.
وحسب التقرير كشف باركر ان نسبة كبيرة من الموارد المخصصة للجهاز الذي يرأسه تستخدم من اجل منع وقوع الهجمات الارهابية، وان نسبة متزايدة من هذه المخططات مرتبطة بسورية وداعش، واستشهد التقرير بكلام رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطانية عن توجه ما يزيد عن 750 من بريطانيا الى سوريا للقتال مع المسلحين.
وقال باركر "نرى مخططات ضد المملكة المتحدة موجهة من قبل ارهابيي سوريا، وهذا العام يشهد تعزيزا لهذه المساعي والقيام بهجمات ارهابية كبرى، ونبّه إلى خطر تنظيم
القاعدة الذي لا يقل خطورة عن داعش، وكشف ان جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية اضطر الى تحديث اساليبه في الحرب ضد الارهابيين بسبب مستوى التهديد الموجود.
دعوة التكفيريين الى التصعيد ضد روسيا
في المقابل، كتب الباحث الاميركي "كلينت واتس" مقالة نشرت على موقع معهد ابحاث السياسية الخارجية ادعى فيها ان "العدو البعيد" الحقيقي لـ"الجهاديين" في سوريا يتمثل بايران وروسيا. واشار الكاتب الى الدور الذي لعبه الحرس الثوري الايراني ضد متمردي النصرة وداعش فضلا عن التدخل العسكري الروسي في سوريا. وقال الكاتب "بينما يتحدث الروس عن استهداف الارهابيين، الا ان غالبية ضرباتهم الجوية تستهدف الجماعات المتمردة، بما فيها جبهة النصرة".(تلميح من الكاتب الى أن جبهة النصرة ليست ارهابية)
ودعا الكاتب الى اتباع استراتيجية تستند الى تغيير خطاب "الجهاديين" بدلاً من التصدي له، معتبراً انه اذا كان الهدف حماية الاميركيين من هؤلاء، فعلى الارجح سيكون من الاسهل تحويل العنف "الجهادي" الى هدف آخر مثل روسيا، بدلاً من اقناع "الجهاديين" بالتخلي عن ايديولوجيتهم وعنفهم بالكامل.
وخلص إلى ان "البروباغندا الجهادية" تبتعد عن الولايات المتحدة باتجاه روسيا، مشيراً الى ما قاله زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني قبل اشهر لجهة تلقيه تعليمات من ايمن الظواهري بتجنب استهداف الولايات المتحدة. وتحدث كذلك عن الشريط الصوتي المسجل للجولاني عقب بدء الضربات الجوية الروسية، الذي وصف فيه روسيا "بالصليبيين الشرقيين" والذي دعا فيه الى شن هجمات في الداخل الروسي واستهداف القرى الشيعية.
عملية قتل بن لادن
على صعيد آخر، صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت عن قيام اربعة محامين يعملون للادارة الاميركية بايجاد مبررات من اجل تخطي اي عقبات قانونية في عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن، ما جعل قتل بن لادن، بدلاً من اعتقاله، امراً حتمياً.
وفق الصحيفة، فان البيت الابيض منع المحامين الاربعة من استشارة المساعدين و حتى وزير العدل،الذي يعد كبير محامي الادارة الاميركية، و ذلك خوفاً من حصول تسريبات، لافتة إلى أن التحليل القانوني الذي قدمه المحامون الاربعة اعطى الادارة الاميركية مرونة واسعة من اجل ارسال القوات البرية الى الاراضي الباكستانية دون موافقة باكستان، وكذلك لتقديم تفويض بعملية قتل، اضافة الى اعطاء مرونة تسمح بتأجيل اطلاع الكونغرس على العملية الا بعد اتمامها.
كما اشارت الى ان هذا التحليل القانوني قدم تبريراً بدفن "العدو" في البحر. ونقلت عن احد المسؤولين قوله ان المحامين الاربعة خلصوا بالنهاية الى ان هناك "سلطة واضحة وواسعة تسمح باستخدام القوة المميتة استناداً الى القانون الاميركي و الدولي".
الصحيفة كشفت أن هذه المعلومات نقلت عن عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين في الادارة الاميركية كانوا على اضطلاع مباشر بالتخطيط للعملية، وأوضحت أن ما نشر سيدون في كتاب يتناول سياسة الامن القومي التي اتبعها اوباما من الناحية القانونية.