ارشيف من :أخبار عالمية

جرائم الحرب في اليمن... وتخشع الأصوات أمام أمراء النفط!

جرائم الحرب في اليمن... وتخشع الأصوات أمام أمراء النفط!

لأكثر من أربعة أعوام متتالية من الحرب السورية، ملأ تيار "المستقبل" برموزه ونوابه ومسؤوليه، شاشات التلفزة والاذاعات وصفحات الجرائد والمدونات الالكترونية. نعي ولطم واسغلال درامي مقصود لكل فصول المأساة السورية. لم يفوّت "الكتاب" الزرق أي صورة أكانت حقيقية أم مفبركة تحكي قصّة مجزرة هنا أو هناك في البلاد التي غزاها الارهابيون من كل بقاع الأرض. حتى وصلت الحال بأحد نواب  "التيار" أن استوطن تركيا البلد الجار للأزمة، ناذراً حياته ومستقبله لخدمة الأزمة السورية وتأمين "الحليب والبطانيات"، لنازحيها.

لكن قصة "الاحساس المستقبليّ المرهف" لم تكتمل. ما تدمع له العين في سوريا، يُدار له الظهر في اليمن. القضية إذاً ليست تعاطفاً مع ضحايا الحرب، أو اشمئزازاً من مشاهد المجازر والدمار في سوريا. فمنذ انطلاقة العدوان السعودي على اليمن بكل ما تضمّنه من همجية في قتل المدنيين والتعرّض للآمنين، لم نسمع، نقرأ، أو نشاهد أي تقرير أو تصريح من جوقة "المستقبل" المتباكية على دماء السوريين.

وحتى لا نكون من مطلقي الاتهامات جزافاً، توقّف موقع "العهد" الاخباري عند آراء نواب حزب "المستقبل" فيما خص الغارة السعودية الأخيرة (من بين غارات كثيرة تقصّدت استهداف المدنيين) على احدى المستشفيات التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" في صعدة باليمن، والذي وصفها مدير المنظمة في اليمن حسن بوسنين بـ"جريمة الحرب". وأدانها الأمين العام للأمم المتحدة داعياً الى فتح تحقيق بحيثيات وقوعها.

جرائم الحرب في اليمن... وتخشع الأصوات أمام أمراء النفط!

أطفال من ضحايا العدوان السعودي على اليمن

بداية مع النائب عاطف مجدلاني. يرحّب الرجل بنا، قبل ان نطرح عليه سؤالنا. لا داعي للتعويل كثيراً على الاجابة، فالرجل "ما معو خبر" أساساً، ولم يسمع به.. "صح النوم سعادة النائب"

ننتقل الى النائب باسم الشاب. "الشاب" المليء بالحيوية والنشاط يصاب فجأة بحالة من الصمت المدوي. دقيقة من التفكير ثم يجيب بارتباك "آآآه". فصمتٌ لدقيقة أخرى، ويقول "هلّأ في غارات كتير عم تصير، نحنا ضد هيدي الغارة بس إنو. هل يا ترى هني قصدوا المستشفى؟". يضيف وقد بدأت ذاكرته تساعده "كمان أميركا قصفت مستشفى بقندوز وأوباما اعتذر". نقول "لكن السعودية لم تعتذر". يجيب "كل دولة إلا حق تاخد الموقف اللي بدا اياه، بس هيدا مش لا زم يصير".

بعد مواقف الشاب المرتبكة نحاول الاتصال "بكوكبة" من "المستقبليين"، لنلاحظ حالة من الرّهاب الأزرق من موقع "العهد". ففور سماع عدد من النواب اسم الجهة المتّصلة، يحاول التنصل من الحديث.

النائب التالي كان الطبيب الجراح مصطفى علّوش. افترضنا أن للرجل موقفاً صارماً من التعرض لمستشفى طبي تحميه الأمم المتحدة، نظراً لارتباط الجريمة ارتباطاً مباشراً مع مهنته "الانسانية". يقول علّوش "على الجهات المتحاربة تحييد المدنيين". نذكّره بأن الجهة المعتدية واضحة وهي السعودية". فيطلب تحقيق الأمم المتحدة بالقضية، وعند تبياننا له أن الأمم المتحدة أدانت الجريمة النكراء لـ"المملكة"... "يدخل علوش في دوامة التأتأة ذاتها" ثم!..
طبعاً، لن يجازف الرجل بمستقبله السياسي ويدين المملكة. المراوغة سيّدة الموقف. يجيب "الحروب بصير فيها كتير. خلينا نشوف بشار الأسد شو عم يعمل بسوريا".

"اعذريني ما بدي احكي بالموضوع". موقف آخر عبّر عنه النائب محمد قباني في محاولته الفرار من الإدلاء بأي تصريح قد يضطر فيه لإدانة "أولياء النعمة" من آل سعود.

يرفض نواب "المستقبل" تدوين أي ادانة للسعودية في سجلّهم، حتى ولو كانت ناتجة عن ارتكاب جرم باقرار من الأمم المتحدة. القضية اذن لدى "المستقبل" المتباكي على دماء السوريين ليست "انسانية". ذلك أن دماء آلاف الأبرياء من أبناء اليمن لم تحرّك ألسنتهم أو أقلامهم طيلة أشهر من العدوان. مختصر الرواية أن القوم عازمون على المضي قدماً في أي حرب سعودية - أميركية لأي أهداف كانت، وعاجزون عن رفع رؤوسهم أمام أسيادهم من أمراء النفط، وهم في الوقت عينه مع استغلال أي مشهد من مشاهد الحرب القاتمة في سوريا، للتصويب على مشروعها المقاوم.

 

2015-11-02