ارشيف من :آراء وتحليلات
اهمية مورك في مناورة استعادة المثلث الاستراتيجي بين حلب وحماه وإدلب
عندما فاجأ الجيش السوري وحلفاؤه خليط الإرهابيين في الشمال السوري وخاصة في ريف حماه الشمالي الشرقي بالعملية الهجومية التي نفذها بدءًا من بلدة "مورك" في الريف المذكور وفي اكثر من اتجاه، ظن المسلحون أن المحور الرئيس للهجوم البري الذي يمكِّنهم من استعادة السيطرة على الشمال السوري سيكون اعتبارا من هذه البلدة التي تشكل آخر نقطة في الوسط الغربي للشمال السوري الذي تتمركز فيها وحدات الجيش السوري، ليكتشف هؤلاء الارهابيون لاحقاً ان هذا الهجوم البري انطلق من الريف الجنوبي الغربي لمدينة حلب حيث تدور الآن مواجهات عنيفة تسفر عن تقدم يومي للجيش السوري وحلفائه يستعيد من خلالها السيطرة على بلدات ومواقع عدة وبشكل يومي .
بالاضافة لاهمية مورك الاستراتيجية والجغرافية كونها في نقطة وسيطة متقدمة في مثلث سيطرة الارهابيين بين ارياف إدلب وحماه وحلب ، فان اهميتها العسكرية والميدانية تكمن في كونها رأس جسر بَرّي وقاعدة انطلاق للجيش السوري في العمليات الهجومية التالية :
- مهاجمة رئيسية على محور الطريق الدولي حماه – حلب مرورا بخان شيخون – معرة النعمان – سراقب – مدينة حلب .
- مهاجمة رئيسية على المحور الشمالي الشرقي: مورك – ابو الضهور لاستعادة السيطرة على المطار الحيوي المذكور .
- مهاجمة رئيسية على المحور الشمالي الغربي لاستعادة السيطرة على كامل بلدات سهل الغاب مرحلة اولى وامتدادا باتجاه جسر الشغور مرحلة ثانية .
- مهاجمة رئيسية على المحور الشمالي لاستعادة السيطرة على مدينة أريحا ومحيطها مرحلة اولى وامتداداً للسيطرة على مدينة إدلب مرحلة ثانية .
هذا من ناحية الاهمية العسكرية لمورك في العمليات الهجومية البرية شمالا، ام اهميتها العسكرية من الناحية الدفاعية فهي تشكل قاعدة متقدمة للمدافعة ضد عمليات المسلحين الهجومية التالية:
- الوصول الى مدينة حماه عبر محور سهل الغاب – مورك – حماه .
- الوصول الى مدينة حماه عبر مهاجمة واسعة من ريفي إدلب الجنوبي اعتبارا من معرة النعمان وخان شيخون والتمانعة .
- وصل وربط اماكن سيطرة وانتشار المسلحين بين بلدات التمانعة وخان شيخون شرقاً وبين بلدات اللطامنة وكفرزيتا وكفرنبودة غرباً.
- تأمين نقطة مدافعة متماسكة لمنع تنفيذ الالتفاف من الناحية الجنوبية ومهاجمة وحدات الجيش السوري في ريف اللاذقية الجنوبي الشرقي وخاصة في القاعدة الحيوية لهذا الجيش في جورين .
من ناحية اخرى تتمثل الاهمية الحيوية لمورك في مناورة استعادة السيطرة على الشمال السوري انها، وبكونها قاعدة انطلاق لاكثر من عملية مهاجمة رئيسية حسب ما ذُكر اعلاه ، فهي بذلك تشكل نقطة إشغال واستقطاب دائم للمسلحين حيث يعمدون الى حجز جهد كبير من العديد والعتاد والاسلحة لتأمين جهوزية دائمة لمواجهة العمليات الهجومية المحتملة والمرتقبة اعتبارا من مورك، وهنا تكمن النقطة الحيوية الاساسية في اهمية البلدة الاستراتيجية .
وعليه، فان هذه الاهمية الحيوية لمورك في هذه المناورة من الناحية الهجومية او من الناحية الدفاعية او من ناحية إشغال وإلهاء المسلحين، تفرض التمسك بالسيطرة عليها وبالمحافظة المطلقة على انتشار الوحدات فيها وبجهوزية مرتفعة، وذلك في مواجهة هجمات هؤلاء المسلحين الذين سوف يحاولون السيطرة عليها بالتأكيد، وهذا يتطلب بالاضافة الى تجهيزها ودعمها بالعديد والعتاد والاسلحة المناسبة مع إعطاء افضلية متقدمة لها في التغطية الجوية الفورية ، توسيع حزام الامان والانتشار في محيطها ليمتد الى نقاط معينة عبر تثبيت خط انتشار الجيش شرقاً في ام حارتين وعطشان وسكيك ليمتد الى التمانعة الحيوية، ويحتاج ايضاً الى توسيع هذا الحزام ليمتد الى السيطرة على اللطامنة وكفرزيتا وكفرنبودة غرباً.
من هنا يبقى التحكم بالميدان والسيطرة عليه من خلال مناورات مدروسة ومنسّقة هو نقطة الفصل في هذه الحرب ، ويبقى ايضا هذا الميدان هو الذي يفرض نقاط القوة في اية مفاوضات مهما كانت طبيعتها او موضوعها، والتاريخ العسكري يثبت ان هناك دائماً نقاطا في الميدان تعتبر مفاتيح اساسية على طريق الانتصار في المعركة يجب التركيز عليها وإعطاؤها الجدية المطلقة في التحضير مهما بدت صغيرة.