ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: تحول الرؤية الاستراتيجية الاميركية حيال دول الخليج
رأى الصحفي الاميركي المعروف ديفيد اغناتيوس ان ما يحدث في سوريا حالياً يعزز خطر التصعيد مع وجود اجندات تختلف "بشكل جذري"، بينما نشرت وسائل اعلام اميركية تحليلات تحذر من "الامتداد الامبراطوري المفرط" من قبل واشنطن، وما تبعه من تحول في رؤية واشنطن الاستراتيجية حيال دول الخليج.
من جهة اخرى، تواصل الحديث عن نتائج الانتخابات التركية، إذ تم التحذير من الارتدادات السلبية التي قد تترتب على نشوء نظام حكم الرجل الواحد في تركيا.
النزاع في سوريا
كتب الصحفي الاميركي "ديفيد اغناتيوس" مقالة نشرت في صحيفة واشنطن بوست حذر فيها من تصعيد حدة الصراع في سوريا، حيث اعتبر ان النزاع السوري يتحول الى حرب بالوكالة رغم ما يقوله الرئيس اوباما عن عدم رغبته بذلك. و تحدث الكاتب عن انضمام "محاربين لهم اجندات تختلف بشكل جذري" الى المعركة ضد داعش، ما قد يؤدي الى التصادم.
و اشار اغناتيوس الى ان الولايات المتحدة قررت بان شريكها الاقوى ضد داعش هم وحدات حماية الشعب الكردي، لافتاً في الوقت نفسه الى الموقف التركي الذي يعتبر ان لهذه الوحدات روابط مع جماعة ارهابية كردية. ويشير الى انه لم يتبين بعد كيف ستتم تسوية هذه المسألة.
كما تطرق الكاتب الى الحراك الروسي في سوريا، واعتبر ان الطائرات الحربية الروسية تقوم بقصف الجماعات التي تدعمها بشكل سري كل من الولايات المتحدة و تركيا و الاردن، و ان هذه الجماعة تقاوم بشراسة. وزعم ان المعركة تشبه الى حد كبير حرب روسيا في افغانستان.
الكاتب تحدث عن تحالفات متناقضة في الخارطة السورية مع احتشاد عدد كبير من القوات العسكرية في منطقة واحدة، محذراً من مخاطر وقوع الحوادث على ضوء ذلك.
الكاتب شدد على ضرورة ان تعزز الولايات المتحدة مشاوراتها مع تركيا بينما تزيد دعمها للقوات الكردية السورية و حلفائها العرب. ولفت الى قيام الطائرات الحربية الروسية بقصف عناصر من "الجبهة الجنوبية"، وهو تحالف من المعارضة المسلحة متواجد على الحدود مع الاردن تدعمه واشنطن. ووصف هذا العمل بالـ "جنوني" وفق تعبيره، مشدداً على ضرورة ان تعمل موسكو و واشنطن على تخفيف وطأة التصعيد بدلاً من اشعالها.
كما حذر الكاتب من ان الامور تتجه نحو الاسوأ، مستشهداً بهذا الاطار بكلام المتحدث باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس، الذي قال في مقابلة هاتفية (مع الكاتب) ان قواته تتوقع هجوما سورياً جديداً بدعم روسي، من اجل استعادة مناطق تقع جنوب دمشق. و رأى ان السعي الى "الانتصار" لا يؤدي سوى الى مساعدة المتطرفين.
وفي الختام حذر "اغناتيوس" من نشوء دولة كردستان الكبرى تعيد رسم الحدود لدى كل من سوريا و ايران و تركيا و العراق في حال عدم ايجاد هذه البلدان مساراً نحو تخفيف وطأة النزاع، مستشهداً بلقاءات جمعته مع قادة اكراد من ايران و سوريا خلال الاسابيع الاخيرة.
السياسة الاميركية في المنطقة
من ناحية ثانية، نشرت مجلة "Foreign Affairs" مقالة تطرقت فيها الى امتناع ادارة اوباما عن التدخلات الكبيرة في المنطقة (مثل التدخلات التي قامت بها ادارة بوش الابن)، على الرغم من صعود داعش والحملة الجوية الاميركية التي تقول واشنطن انها تستهدف هذا التنظيم.
ورأت المقالة ان عدم استعداد ادارة اوباما ارسال القوات البرية الى العراق او سوريا لا يشكل انسحاباً بقدر ما هو تصحيح ومحاولة لاعادة الاستقرار الذي ساد لمدة عقود.
كما رأت المقالة ان الانسحاب من المنطقة ليس خيارا بقدر ما هو اجراء ضروري، واشارت الى ما يقوله المراقبون عن التكلفة الباهظة للسياسة الاميركية التوسعية في المنطقة. وتحدثت بهذا الاطار عن ان الولايات المتحدة باتت ضحية "التوسع الامبراطوري المفرط"، كما المملكة المتحدة قبلها.
واشارت المقالة الى ان اكثر ما يدفع بالانسحاب الاميركي ليس ما يحدث في واشنطن وانما المنطقة، حيث التطورات السياسية والاقتصادية قللت من فرص التدخل الاميركي الفاعل. على ضوء ذلك، تحدثت عن ضرورة استمرار هذا الانسحاب، اقله في غياب اي تهديد كبير للمصالح الحيوية الاميركية.
ولفتت الى وجود عوامل عدة ادت الى اضعاف اسس التحالفات وعلاقات الشراكة بين واشنطن وبعض دول المنطقة، والتي لا ترتبط باجندة واشنطن السياسية. وتطرقت الى ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة التي "قللت الاعتماد الاميركي المباشر على نفط الخليج وقلصت القيمة الاستراتيجية و اولوية العلاقة الاميركية مع السعودية" ودول خليجية اخرى.
كذلك اعتبرت المقالة ان انتشار ما يسمى بـ "الجهاديين" ادى ايضاً الى اضعاف الروابط الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وشركائها الاقليميين، حيث قالت ان دول الخليج العربية تعتبر قمع الجهاديين مسألة ثانوية مقارنة مع هدف الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
واضافت ان هذه الدول الخليجية تحاول الاطاحة بالاسد من خلال دعم المتطرفين وان واشنطن لا تشعر بانها ملزمة بحماية مصالح هؤلاء الشركاء كما في السابق، حيث هناك اختلاف في المصالح. واشارت الى ان ذلك يتزامن مع تقليص قدرة القوة العسكرية الاميركية على التغيير، لافتة الى "لا مركزية تنظيم القاعدة" وصعود داعش، التي تزيد من التحديات العسكرية.
وخلصت المقالة إلى أن افضل سياسة لدى واشنطن تجاه المنطقة تتمثل بالامتناع عن المشاركة بعمليات عسكرية بالخارج، وتركيز الجهود على ممارسة النفوذ وحماية المصالح الاميركية.
نتائج الانتخابات التركية
بدوره، نشر مجلس تحرير موقع "بلومبورغ" مقالة شدد فيها على ان فوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالانتخابات ليس تفويضاً بـ"حكم الرجل الواحد".
ورأى الموقع الاميركي المعروف ان اردوغان استغل عامل العنف لصالحه. فاشار الى قيام اردوغان باعادة بدء الحرب مع الاكراد و امتداد النزاع السوري الى داخل تركيا، وقالت ان الرئيس التركي وضع الناخبين امام خيار بين الحكومة القوية او الفوضى.
الا ان الموقع حذر من ان يستغل اردوغان هذا الفوز من اجل تعزيز سلطته، حيث قال ان التفويض الذي قدم لحزب العدالة والتنمية هو من اجل الحكومة المستقرة و انهاء الحرب في المناطق الشرقية، وليس من اجل حكم الفرد الواحد. ورأى ان افضل سبيل للقيام بذلك هو اعادة بدء عملية السلام مع الاكراد واعادة الثقة بادراة اقتصاد البلاد، خاصة وان هذه الثقة قد تضررت بسبب تدخلات اردوغان خلال الاعوام الاخيرة، محذراً من ان الوضع سيتدهور من جديد اذا ما اعتبر الرئيس التركي ان فوزه يسمح له بمضايقة المؤسسات التجارية التي يعتبرها خصوم سياسية.
وقالت المقالة ان على اردوغان ان يدرك بان الاستقطاب السياسي لن يسهل عملية الحكم، رغم انه قد يساعد على الفوز بالانتخابات. وشددت في الختام على ان نجاح تركيا وكذلك اردوغان يتوقف على العودة الى الدور القيادي السابق.