ارشيف من :نقاط على الحروف

تطابق مذهل بين خطاب جعجع ونتنياهو ازاء الاتفاق النووي الايراني

تطابق مذهل بين خطاب جعجع ونتنياهو ازاء الاتفاق النووي الايراني

كان لافتا جدا مدى التطابق بين قراءة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية  سمير جعجع للاتفاق النووي مع ايران، وبين قراءة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو.
 ينبغي القول أن حزب القوات اللبنانية ورئيسها أصابا في اختيار القضية التي كانت محور المؤتمر الذي تم عقده في المقر العام لحزب القوات، تحت عنوان "التداعيات الاستراتيجية للاتفاق النووي الايراني". فالاتفاق النووي يشكل أحد أهم المنعطفات في تاريخ المنطقة، التي سيكون لها تداعيات استراتيجية وتاريخية.

من أوائل ما يلفت النظر لدى قراءة كلمة جعجع، التي القاها في المؤتمر، إنها من المرات النادرة التي يقر بها بأن التطورات الاقليمية تتجه في غير الاتجاه الذي تطمح إليه قوى 14 اذار. وفي ضوء ذلك، لم يعد الحراك الاقليمي الذي تشهده المنطقة العربية، بعد كلمة جعجع، امتدادا لثورة الارز، ومن ايحاءاتها!!.

قد يكون مفهوماً أن يعتبر نتنياهو الاتفاق النووي، خطيئة تاريخية. لأن ايران رفضت تقديم تنازلات تتصل بموقفها من الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ولجهة دعمها لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين. أما أن يعتبره جعجع كذلك فأمر يستوجب التساؤل عما اذا كان التطابق في الموقف يعود للأسباب نفسها، أم يمكن أن نزيد عليها عناوين أخرى.
 يرفض جعجع مقولة اوباما بأن المجتمع الدولي كان أمام خيارين إما الحرب أو الاتفاق. يمكن القول أن رئيس القوات اللبنانية اكتشف خياراً جديداً وصودف أن هذا الاكتشاف كان مطابقا للخيار الذي اقترحه نتنياهو ايضا. وتمثل هذا الطرح بفرض المزيد من العقوبات وفرض حصار كامل على ايران. لكن ما تجاهله جعجع وغيره، هو أن ايران بلغت درجة محرجة من التطور النووي بحيث لم يعد بالإمكان انتظار نتائج خيارات جديدة تحتاج الى سنوات كي تثمر.

 

تطابق مذهل بين خطاب جعجع ونتنياهو ازاء الاتفاق النووي الايراني

تطابق مذهل بين جعجع ونتنياهو !


وحسب الرئيس الاميركي، فإن نظام العقوبات كان سينهار لأن جزءا من الدول الكبرى المشاركة في العقوبات تتضرر هي ايضا، وبما أن ايران ابدت استعدادا لتقديم ضمانات حول سلمية مشروعها النووي لم يعد بوسع الولايات المتحدة التسويق لعقوبات اضافية تحظى باجماع دولي كما حصل في مراحل سابقة. اضف الى أن ايران لم تكن لتقف مكتوفة الايدي وهي ترى كيف أن العالم يضطهد شعبها ويوصلها الى حافة الانكسار – المفترض – في قضية ظالمة.. ولا أحد يدري ما الخطوات المضادة التي كانت ستقدم عليها لكسر هذا الحصار.. الامر الذي سيحشر الدول الكبرى بين الاتفاق والمواجهة..

أما عن اقرار جعجع بأن الايرانيين أظهروا بأنهم يعملون بذكاء وترو، فهو من الفضل الذي شهد به قادة اسرائيل إما بشكل مباشر أو بشكل ضمني.
وفيما يتعلق بمقولة جعجع حول فشل فرضية أن يعقلن الاتفاق ايران في المنطقة فهنا ايضا تطابق مع ما أدلى به نتنياهو وبالنص . مع ذلك، تجدر الاشارة الى أن العقلنة التي يشار اليها مقصود منها تقديم ايران تنازلات عن ثوابتها ومبادئها. وهما، جعجع ونتنياهو، أقرا بشكل صريح بأن الجمهورية الاسلامية رفضت بشكل مطلق تقديم مثل هذه التنازلات تحت شعار "العقلانية".
وينبغي التأكيد على أن ما دفع الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة للتكيف مع حقيقة تحول ايران الى دولة نووية، ليست الرهان على "عقلنتها"  وانما الى صمود الشعب الايراني وحكمة قيادته وحزمها وانتصار محور المقاومة في المنطقة.

نعم يمكن القول أنه بعدما حسمت هذه الدول خيارها، نحو اتفاق شامل مع ايران، كان من الطبيعي أن تحاول الاستفادة في هذا المجال بهذا الاتجاه أو ذاك.
اما بخصوص المفاعيل السلبية لهذا الاتفاق على منطقة الشرق الاوسط، فمن الطبيعي ان تصدر عن كل من يقف في موقع معاد لمحور المقاومة . .
أما عن تأكيد جعجع لعدم وجود ملاحق سرية مكتوبة، فهو إقرار من أحد رموز قوى 14 اذار، بأن ايران لم تتنازل لا سرا ولا علنا، ولم تعقد اتفاقات سرية تتصل بمبادئها وثوابتها وحلفائها. وفي كل الاحوال، لم يترك الامام الخامنئي المجال للتأويل عندما حسم وبحزم مسألة الصراع المفتوح مع الاستكبار الاميركي. وان الاتفاق محصور فقط بالقضية النووية.

 

2015-11-04