ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: الانتخابات التركية غير نزيهة

الصحف الاجنبية: الانتخابات التركية غير نزيهة

واصلت وسائل الإعلام الغربية تركيزها على نتائج الانتخابات التركية، حيث استبعد محللون اي تغييرات في السياسة الخارجية التي يتبعها حزب العدالة و التنمية، فيما انتقد آخرون أساليب التخويف التي اتبعها اردوغان خلال فترة الحملات الانتخابية.

من جهة اخرى كشفت وسائل الاعلام الغربية عن بعض محتويات كتاب السيرة الذاتية الجديد للرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب، حيث يؤكد الاخير ان ديك تشيني كان له دور كبير في الحروب التي شنتها واشنطن خلال فترة رئاسة جورج بوش الابن.

الصحف الاجنبية: الانتخابات التركية غير نزيهة
الصحف الاجنبية: الانتخابات التركية غير نزيهة

الانتخابات التركية

كتبت الباحثة التركية "نوراي اتماكا" مقالة نشرت على موقع "ناشيونال انترست" استبعدت فيها ان يغير حزب العدالة والتنمية في تركيا سياسته الخارجية. وقالت إن نتائج الانتخابات قد عززت مكانة رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو والرئيس رجب طيب اردوغان، مضيفة ان كلا الرجلين ينظر الى الانتخابات على أنها ركيزة اساسية للسياسة الخارجية التركية، ما يعني العمل بمزيد من الجرأة بعد نتائج هذه الانتخابات.
وقالت الكاتبة ان كلا الرجلين يعتبر المشاكل التركية بانها مؤقتة وان انقرة ستصبح بالنهاية زعيمة اقليمية، وتشير في هذا الاطار الى ان قيادة حزب العدالية والتنمية تتحدث عن اتباع مسار انطلقت عليه الامبراطورية السلجوقية عام 1071. ولفتت في هذا الاطار الى اعتبار حزب العدالية والتنمية انه الوريث الطبيعي لهذا الحراك، وان تولي هذه المهمة مسالة أساسية من اجل تحقيق الهدف المعلن المتمثل بإنشاء "نظام عالمي جديد".
وتتحدث الكاتبة عن ثلاث مراحل ضمن هذا المسار: الأولى هى بناء "تركيا الجديدة"، ما سيؤدي إلى بناء منطقة جديدة في محيط تركيا القريب، الذي سيؤدي بدوره الى بناء "عالم جديد". من أجل تحقيق الهدف الاول يعتبر حزب العدالة والتنمية ان عليه بناء ديمقراطية قوية وتقوية اقتصاد البلاد، تقول الكاتبة. وتضيف ان ذلك سيطلق عملية مماثلة في الدول المجاورة لتركيا وفقاً لرؤية قيادة حزب العدالية والتنمية.
وتشير الكاتبة الى مساعي تركيا لتعميق علاقاتها التجارية مع كافة الدول المجاورة وتخفيف القيود على تأشيرات السفر، بغية فرض نظام عالمي جديد، و ان من نتائج ذلك في النهاية "صفر مشاكل مع الدول المجارة".(نظيرية داوود اوغلو)
بحسب الكاتبة يحبذ اوغلو ما يسمى "الدبلوماسية الانسانية"، التي تقوم على تقديم المساعدات الانسانية وتمويل المشاريع الاسلامية والمنظمات غير الحكومية، إضافة إلى تبني خطاب موجه بشكل مباشر الى الشارع العربي، بدل الاعتماد على القيادات الاستبدادية في البلدان.
وأشارت الكاتبة الى أن أوغلو يعتبر ان لدى بلاده القدرة على الاستفادة من علاقاتها الثقافية والتاريخية لمخاطبة الحشود الاسلامية، بينما يقول ان الغرب يعتمد على القادة المستبدين من اجل الحفاظ على نفوذه. وتضيف ان هذا مرتبط بنظرة حزب العدالة والتنمية للديمقراطية ومفهوم "الارادة الوطنية" و باردوغان نفسه الذي لقب "برجل الشعب".
واضافت الكاتبة ان اردوغان لقب كذلك بالمدافع عن الارادة الوطنية، ولذا لا يمكن تفويض حزب آخر للانطلاق على هذا المسار لانها برأي حزب العدالية التنمية، لا تمثل الاحزاب الاخرى الارادة الوطنية ولا يمكن لها ان تتسلم مهمة بناء تركيا الجديدة. وتقول ان ذلك يساعد في تفسير النظرة التركية حيال الربيع العربي ودعم انقرة للاحزاب السياسية المحافظة.
كما تضيف الكاتبة ان هذه المقاربة تفسر سياسة تركيا حيال سوريا وما اسمته "التزامها تجاه الشعب السوري"، علاوة على التزامها الثابت بأن تساهم بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد. وأن هذه السياسة ترتبط بتصور حزب العدالة والتنمية للدبلوماسية الانسانية ومفهوم انتخاب الشعب السوري الرئيس الذي يختاره. وفقاً لهذا الخطاب الذي يعتمده حزب العدالة والتنمية، تقول الكاتبة ان مسالة الاطاحة بالاسد واستبداله "برجل الشعب الحقيقي" يكون رفيقا لحزب اردوغان وفقاً لتعبيرها، هي مسألة وقت فقط.
وتلفت الكاتبة ايضاً الى ان هذه النظرة تجاه النزاع السوري تساعد في تفسير السياسة التركية حيال الاسد وبلاد الشام.
كذلك تشير الى ان الحلفاء غير الرسميين لحزب العدالة والتنمية في المسعى من اجل تحقيق هذه الرؤية هم "لجماعات الاسلامية، التي تضم حركة احرار الشام، التي يعتبرها الغرب فاقدة للمصداقية. كما تلفت الى توجيه "الجبهة الاسلامية" رسالة تهنئة عبر موقع توتير الى حزب العدالة والتنمية بعد فوزه في الانتخابات الاخيرة.
بحسب الكاتبة، إن هذا المفهوم يساعد على فهم تمسك حزب العدالة والتنمية بالسلطة الذي يرتبط بشكل مباشر برؤيتها للسياسة الخارجية ورفضها اي تغيير في هذه السياسة. وتضيف ان لا وجود لمشهد سياسي لا يكون فيه حزب العدالة والتنمية الحزب القيادي، خاصة وان هذا الحزب و"اخوانه" من الاسلام السياسي هم القادرون فقط على توجيه مسار التاريخ بالاتجاه الصحيح بحسب نظرية داود اوغلو واردغان.

كما نشر مركز التقدم الاميركي تقريراً بعنوان "اليمين التركي يصعد مجدداً"، اشار فيه الى استدارة حزب العدالة والتنمية بقوة نحو اليمين القومي في تركيا خلال الفترة التي سبقت الانتخابات الاخيرة، والى تقديم حزب العدالة والتنمية نفسه على انه الحصن الوحيد ضد الفوضى الاقليمية وما قد يترتب على الحكومة الائتلافية. ولفت التقرير الى تصعيد حدة الخطاب من قبل الرئيس اردوغان ضد حزب الشعب الديمقراطي، الذي سعى فيه الى ربط هذا الحزب بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه انقرة "منظمة ارهابية".
وتحدث التقرير عن الحملة العسكرية التركية ضد حزب العمال الكردستاني التي ترافقت مع حملة شنت على الحركة السياسة الكردية عموماً، حيث اشار الى دعوة اردوغان لرفع الحصانة البرلمانية عن نواب حزب الشعب الديمقراطي الذين انتخبوا في حزيران/يونيو الماضي، وإلى قيام مؤيدي حزب العدالة والتنمية بمهاجمة المكاتب التابعة لحزب الشعب الديمقراطي. على ضوء ذلك لفت التقرير الى اعتبار العديد من المراقبين ان الحملة ضد الاكراد كانت تهدف الى تأمين تأييد القوميين الاتراك في الانتخابات ومنع حزب الشعب الديمقراطي من ان يصبح حزبا تقدميا. كما تطرق الى مكاسب سياسية اخرى حققها اردوغان من خلال اعادة اشعال النزاع مع حزب العمال الكردستاني، خاصة وأن الرئيس التركي تمكن من لعب دور القائد العسكري القوي، وانه استقطب الاتراك الذين يخافون الفوضى وعودة العنف.كما لفت التقرير الى ان القتال المتجدد جعل هذه الانتخابات تتركز على قضايا الامن القومي والارهاب، ما سمح لحزب العدالة والتنمية بتجنب مناقشة الوضع الاقتصادي الهش.
يبدو أن نتائج الانتخابات، حسب التقرير، بررت استراتيجية اردوغان القائمة على المواجهة مع الخصوم السياسيين، خاصة الاكراد.
هذا وتحدث التقرير كذلك عن اجراء الانتخابات وسط مناخ من الخوف وسيطرة حزب العدالة والتنمية على وسائل الاعلام، الذي حد بشكل كبير من  وصول المعلومات الى الناخبين. حيث اشار بهذا الاطار الى مهاجمة انصار حزب العدالة والتنمية لمكاتب تابعة لصحيفة حرييت المعروفة.
كما لفت التقرير الى اجواء تشبه اجواء الحرب الاهلية في المناطق الكردية الواقعة جنوب شرق تركيا خلال فترة الحملات الانتخابية، حيث فرض حظر التجوال مرات عدة ووقعت صدامات بين الشرطة وشباب اكراد مرتبطين بحزب العمال الكردستاني. على ضوء كل ذلك اعتبر التقرير ان الاتخابات كانت حرة بنسبة كبيرة، لكنها لم تكن نزيهة على الاطلاق.
التقرير شدد ايضاً على صعوبة قلب مسار حالة الاستقطاب الحادة في البلاد، حيث اشار الى ان حزب العدالة والتنمية سيواجه ضغوطا تنافسية. وفي هذا الاطار تحدث عن وجود دوافع سياسية لمواصلة الحملة ضد المعارضين، وفي الوقت نفسه عن وجود ضرورة اقتصادية لتخفيف التوتر. ويقول التقرير ان الحكومة ستشعر بالضغط من اجل الحفاظ على الكتلة الانتخابية اليمينية من خلال مواصلة القتال ضد حزب العمال الكردستاني ومواصلة الحملة ضد حزب الشعب الديمقراطي. غير انه يحذر من مخاطر هذا المسار الذي قد يغضب جيلا جديدا من الشباب الاكراد ويؤدي الى هجمات انتقامية يشنها حزب العمال الكردستاني في المدن التركية الكبرى.
كما يحذر التقرير من ان القتال في جنوب شرق البلاد قد يضر بالاقتصاد التركي الذي تراجع اساساً خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة، خاصة وان امتداد النزاع مع حزب العمال الكردستاني الى كبرى المدن غرب البلاد مثل اسطنبول سيدمر الاقتصاد التركي، وخاصة قطاع السياحة.
وفي الوقت نفسه استبعد التقرير ان تؤدي نتائج الانتخابات الى تغييرات كبيرة في العلاقات بين واشنطن وانقرة، حيث يقول ان الولايات المتحدة اكتفت بالتعبير عن قلقها فقط حيال قضايا مثل الحملة التي يشنها اردوغان على الاعلام واستراتيجية المواجهة مع الاكراد. ولفت الى ان ذلك يعود الى وجود مسائل اخرى على "الاجندة"، مثل الحاجة الى التعاون التركي في سوريا ومحاربة داعش.
ورجح التقرير ان تستمر هذه المقاربة التي تعتمدها واشنطن، حيث اكد على ان الحكومة الاميركية مضطرة للعمل مع حزب العدالة والتنمية، لكنها غير مضطرة الى تأييد تكتيكات اردوغان السياسية. غير انه اشار في الوقت نفسه الى تعزيز اهمية العلاقات الاميركية التركية في حال واصل حزب العدالة و التنمية حملاته الداخلية ضد الاكراد في  وتحرك كذلك بقوة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.


بوش الاب يكشف عن مدى دور تشيني في قرارات البيت الابيض خلال فترة رئاسة ابنه

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا حول كتاب السيرة الشخصية للرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب، الذي يقول فيه ان "ديك تشيني" قام ببناء "امبراطوريته الخاصة" خلال الفترة التي شغل فيها منصب نائب الرئيس في ادارة ابنه (ادارة جورج بوش الابن). ونقل التقرير عن بوش الاب قوله بان تشيني كان له تأثير كبير في البيت الابيض لجهة الدفع باتجاه استخدام القوة حول العالم. كما يشير الى وصف بوش الاب دونالد رامسفيلد (وزير الحرب الاميركي في ادارة جورج بوش الابن) "بالمتكبر" الذي لا يستطيع رؤية وجهات نظر الآخرين والذي عمل تحت امرة الرئيس بوش الابن "بشكل سيء".
ولفت التقرير الى ان هذه التقييمات جاءت في كتاب السيرة الذاتية الذي سينشر الاسبوع المقبل والذي قام باعداده الكاتب "جون ميشام". وبحسب التقرير فان بوش الاب قد اخبر "ميشام" ان ابنه يتحمل مسؤولية تمكين تشيني ورامسفيلد، كما اعتبر ان الخطاب الذي اعتمده بوش الابن احياناً كان حادًّا اكثر من اللزوم.
وافاد التقرير كذلك ان بوش الاب اشار الى تعبير "محور الشر" الذي استخدمه ابنه في خطاب حالة الاتحاد عام 2002، والذي قصد فيه العراق وايران وكوريا الشمالية، حيث اعتبر بوش الاب ان هذه التعابير ربما "لا تفيد بأي شيء".
كما كشف التقرير ما يرد في الكتاب عن ان تشيني اجرى دراسة حول عدد الاسلحة النووية المطلوبة للقضاء على وحدة الحرس الوطني في العراق، وذلك عندما كان يشغل منصب وزير الحرب في ادارة جورج بوش الاب. وبحسب التقرير اعتبر بوش الاب ان تشيني تأثر كثيراً بزوجته وابنته،حيث ان كلاهما تعد من المحافظين المتشددين. وفي الاطار نفسه تتم الاشارة الى اعتبار الخطأ الاكبر الذي ارتكبه بوش الاب هو السماح لتشيني ببناء وزارة للخارجية تابعة له، وان الرئيس بوش الابن يتحمل مسؤولية ذلك.
كذلك لفت التقرير الى ان اصدار كتاب السيرة الذاتية الذي يحمل عنوان "المصير والقوة: الملحمة الاميركية لجورج هربرت واكر بوش"، يتزامن مع التركيز المتجدد على عائلة بوش حيث يتنافس "جيب بوش" (الابن الثاني لجورج بوش الاب) على ورقة ترشح الحزب الجمهوري.

2015-11-05