ارشيف من :آراء وتحليلات

حراك تونسي مدني للدفع لحل القضية الصحراوية

حراك تونسي مدني للدفع لحل القضية الصحراوية

تم الإعلان في تونس عن تأسيس لجنة لمساندة "الشعب الصحراوي" تضم حقوقيين وإعلاميين ونشطاء في المجتمع المدني. وبحسب الأهداف المعلنة لهذه اللجنة فإن الغاية الأساسية من تشكيلها هي العمل على حل قضية الصحراء الغربية التي تمثل العائق أمام قيام اتحاد المغرب العربي الذي يمثل الخيار الاستراتيجي للشعوب المغاربية ومطلبا من مطالب الحركة الوطنية المغاربية التي قاومت الاستعمار والتواجد الأجنبي في المنطقة.

حراك تونسي مدني للدفع لحل القضية الصحراوية

وقد أدى عدد من هؤلاء النشطاء زيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف الجزائرية كما زاروا المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية وعاينوا عن كثب ما أسموه "حجم معاناة اللاجئين الصحراويين". واعتبر هؤلاء النشطاء أن معاناة اللاجئين الصحراويين قد طالت في الزمن إذ تعود إلى سنة 1975 تاريخ انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية ودخول جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) في حرب ضروس مع كل من المغرب وموريتانيا.

هجوم إعلامي

وتشن بعض وسائل الإعلام المغربية هجوما كاسحا على هؤلاء النشطاء التونسيين وتعتبرهم عملاء للاستخبارات الجزائرية وهي تهمة جاهزة في العادة لكل من يتجرأ على الحديث حول هذا الملف. ويربط البعض بين تكوين هذه اللجنة التونسية، التي فاجأت الرأي العام في تونس وفي كامل المنطقة المغاربية، وبين دعوة المغرب لعدد من الإعلاميين التونسيين لزيارة المناطق الخاضعة لسيطرة المغرب من الصحراء الغربية.

وفي حديث لموقع "العهد الإخباري" اعتبر الحقوقي محمد درغام أحد مؤسسي هذه اللجنة أن الهدف من إنشائها هو المساهمة في تجاوز الخلافات بين بلدان المغرب العربي. كما اعتبر أن الصحراويين عرب مسلمون مغاربيون وليسوا صهاينة حتى نحتج على كل من يزورهم ويقدم لهم يد العون، هم جزء من أمتنا أهملناه طيلة عقود وقد حان الوقت للاطلاع عن كثب عن أوضاعهم والمساهمة معهم ومع أشقائنا المغاربية أيضا في حل قضيتهم.

تهم سخيفة

وعن اتهام بعض المواقع ووسائل الإعلام في المغرب لأعضاء لجنته بالعمالة للاستخبارات الجزائرية رد درغام بأن الأمر يتعلق بتهم سخيفة لا تستحق حتى مجرد الرد وأنه كان من الأجدى على من يروجها أن يزور مخيمات تندوف ويطلع على حجم معاناة أشقائه. ويضيف الناشط الحقوقي التونسي "لقد دمرت الأمطار الأخيرة التي عرفتها تندوف، وتسببت في سيول جارفة، منازل الطين التي سكنها لاجئو تندوف من الصحراويين وبات لدينا إخوة بالآلاف يقطنون في العراء ويعانون من قلة المواد التموينية ولم يتحرك العالم العربي لمد يد العون لهم بسبب التعتيم الإعلامي المفروض على قضيتهم، في حين هب إليهم نشطاء غربيون وساهموا في الرفع من معاناتهم.

وكان من الأجدى أيضا، وفق الحقوقي التونسي أن نبحث عما يدفع الإندماج المغاربي من خلال حل هذه القضية، ومن خلال الكف عن استهداف تونس أمنيا وتحويل وجهة مستثمريها الأجانب وزوارها من السائحين وزبائنها في مادة الفوسفات عنها بطرق دنيئة من قبل البعض استغلالا لوضعها الإستثنائي. وختم بالقول "لن يحصل اندماج مغاربي ولن تتطور بلدان المغرب العربي ما لم تحل هذه القضية التي نخشى أن تتدخل فيها أطراف مشبوهة، ربما صهيونية، مع هذا الغياب التام لبلدان عالمينا العربي والإسلامي".

يشار إلى أن جبهة البوليساريو تطالب بحق الصحراويين في تقرير المصير وأن وقفا لإطلاق النار قد حصل بين الجبهة والجانب المغربي لفسح المجال لإجراء استفتاء تقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة لكن هذا الاستفتاء لم يحصل منذ بداية تسعينيات القرن الماضي وبقي الطرفان في حالة من اللاحرب واللاسلم.

2015-11-06