ارشيف من :ترجمات ودراسات

لقاء أوباما-نتنياهو بين الاعتبارات الاستراتيجية والحسابات الشخصية

لقاء أوباما-نتنياهو بين الاعتبارات الاستراتيجية والحسابات الشخصية

يفترض أن يفتح لقاء أوباما نتنياهو اليوم، صفحةً جديدة، وتصالحا في العلاقات بين الزعيمين، من ناحية العلاقات القومية الأميركية والحسابات المتعلقة بالفائدة السياسية، حسب ما اعتبرت صحيفة "إسرائيل هيوم" في افتتاحيتها اليوم.

يأتي هذا، "بعد فترة سيئة متواصلة تميزت بالعداء، لا سيما الجدال الحاد في الاشهر الاخيرة بين واشنطن والقدس"، تقول الصحيفة.

وزعمت أن "إسرائيل هي المعقل الديمقراطي الوحيد والمستقر في ساحة مملوءة بالعنف والراديكالية والإسلامية، ما يدفع البيت الأبيض إلى تعزيز مكانتها الاستراتيجية والامنية"، لا سيما أن روسيا الطموحة، تابعت "إسرائيل هيوم"، "زادت تدخلها العسكري في الساحة السورية".

وأوضحت أن تحسين حجم المساعدة العسكرية لـ"إسرائيل" على المدى القريب والبعيد، وأيضا طبيعة التعاون المستقبلي من الناحية التكنولوجية والاستخبارية، سيتلاءم مع روحية "نظرية نيكسون" التي تبناها جميع التابعين لأوباما بـ"حميمية".

ولفتت الصحيفة إلى أن "هذه النظرية التي تبلورت على خلفية الأزمة الفيتنامية، يفترض أن تساعد الولايات المتحدة على مواجهة الأزمات الاقليمية الخطيرة، ليس من خلال التدخل العسكري المباشر، وإنما من خلال منح المظلة والمساعدة للحلفاء والشركاء، وأمام انهيار الدول، الأمر الذي سيتسبب باندلاع العنف الخارج عن السيطرة، لكن من الطبيعي أن أوباما سيستغل القمة اليوم مع نتنياهو، ليعلن أنه سينفذ تعهداته أمام الكونغرس، وبذلك يخفف من نتائج اتفاق فيينا المدمرة من خلال المساعدة المالية والاقتصادية، وفي الوقت نقسه، إرسال رسالة رادعة لطهران"، حسب تعبير "إسرائيل هيوم".

لقاء أوباما-نتنياهو بين الاعتبارات الاستراتيجية والحسابات الشخصية
لقاء أوباما-نتنياهو بين الاعتبارات الاستراتيجية والحسابات الشخصية

ووفقا للصحيفة، فإن "المنطق السياسي من المفروض أن يدفع الرئيس الى تحسين الاجواء والعلاقة مع اسرائيل. فالإبقاء على إرثه وإنجازاته المتواضعة على الساحة الداخلية، مشروط بانتصار المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون في انتخابات تشرين الثاني 2016. وذلك يشعل النار من جديد ويعمق الازمة مع اسرائيل، الأمر الذي سيبعد اليهود عن الديمقراطيين ويمنعهم من التصويت لمن ستواصل طريق اوباما".

"لكن هذه الاعتبارات الاستراتيجية والسياسية ليست الوحيدة التي تؤثر في سلوك المتواجدين في المكتب البيضاوي"، تابعت الصحيفة، فـ"الذي يحاول الرئيس إظهاره من البراغماتية والجوهرية، يختبىء وراءه عنقود كامل من المشاعر والمواقف التي تطل برأسها بين الفينة والاخرى إلى الواجهة".

وتكهنت الصحيفة في النهاية بعدم تغلب الرئيس بعد على عدائه لرئيس الحكومة، ولا سيما على خلفية انتقاد نتنياهو المتواصل لسياسة أوباما في الموضوع الإيراني. لذلك يبدي الرئيس مرة تلو الاخرى الغضب وخيبة الأمل نحو "اسرائيل"، الامر الذي وجد تعبيره مؤخرا في محاولة ايجاد توازن بين مسؤولية السلطة الفلسطينية ومسؤولية كيان العدو، حول موجة الطعن، والاشارة الى أن الولايات المتحدة ستجد صعوبة في المستقبل في إعطاء المظلة لـ"إسرائيل" في مواجهة مبادرات فلسطينية واوروبية. وختمت "لم يبقَ أمامنا سوى الانتظار ورؤية أي جانب من شخصية الرئيس الـ44 سيكون الأكثر بروزا في قمة واشنطن هذا المساء".

2015-11-09