ارشيف من :نقاط على الحروف
’كيف ما بدو المستقبل بركب إدن الجرة’
"كيف ما بدو الفاخوري بركب إدن الجرة". مثل شعبي ينطبق على بعض الصحافة التي تخلّت عن أدنى المبادئ المهنية في تغطيتها للأحداث. تدهورت حالة المهنة حتى حلّت "النكايات السياسية" مكان "معايير الصحافة" في تحديد ما ينشر و"يطبل له" وما لا ينشر ويتستر عليه.
انتخابات نقابة المحامين في الشمال نموذجاً - من كثير - عرّى صحيفة "المستقبل". فالاخيرة دأبت لثلاثة أعوام على التهليل بفوز "محاميها الزرق". هذا العام تغيّر "لونها" و"نصّها" بخسارتهم! بقدرة قادر، غاب الخبر عن الصفحة الاولى، فما السبب؟
كي لا نطيل، في شرح نكايات صحيفة "اللامهنية"، نستعرض الآتي.
صحيفة "المستقبل" ليوم 12 تشرين الثاني 2012
الصفحة الاولى من صحيفة "المستقبل" ليوم 12 تشرين الثاني 2012، ذُيّلت بعنوان عريض "فوز ساحق لـ 14 آذار في انتخابات نقابة محامي طرابلس".
في العام 2013 لم يختلف المشهد كثيراً. صندوق على جنب الصفحة الاولى بعنوان "فوز 14 آذار في الانتخابات الفرعية لنقابة المحامين في الشمال" (الصادرة بيوم الاثنين 11 تشرين الثاني 2013).
صحيفة "المستقبل" ليوم 11 تشرين الثاني 2013
صحيفة "المستقبل" ليوم 10 تشرين الثاني 2014
في العام 2014 لم تسع الصحيفة فرحتها. فعنونت "مرشح "المستقبل" و14 آذار نقيباً لمحامي طرابلس"(العدد الصادر يوم الإثنين 10 تشرين الثاني 2014).
العام 2015، كسرت الصحيفة كل ما بنت عليه أسسها في نشر الأخبار السابقة. "لا عاد" يهمها تغطية أخبار النقابة ولا من يتنافس لاعتلاء رئاستها. فالفائز ليس "المستقبل".
صحيفة "المستقبل" ليوم 09 تشرين الثاني 2015
غياب خبر انتخابات نقابة المحامين عن الصفحة الاولى
بحثاً في الصحيفة، يظهر الخبر "مختبئا" في الصفحة الخامسة. مقطع صغير بعنوان مبطن. لا تظهر فيه - كما عودتنا الصحيفة - الجهة الفائزة لهذا العام. حتى صيغة الخبر، عامةً شاملة.
خبر انتخابات نقابة المحامين في الصفحة الخامسة
ذكر أسماء الفائزين دون نسبهم الى مرجعياتهم السياسية، هدفه واضح. تعتيم على الحقيقة، وتسترّ مقصود على السقوط المذل "للمحامين الزرق" الذي يعكس حالة التشرذم داخل "البيت المستقبلي الواحد". فالواضح أن "المستقبل" يعيش أزمة داخلية كبيرة نتيجة لغياب رأس الهرم في غربة مستدامة في الرياض، حيث يفقد "التيار" زمام الأمور في عدد من المناطق، وهو ما تسعى الصحيفة الفاقدة لمعايير الموضوعية الإعلامية لإخفائه.