ارشيف من :ترجمات ودراسات
نتنياهو لأوباما: أي اتفاق حول سوريا يجب أن يأخذ مصالح ’إسرائيل’ بالاعتبار
بعد ثلاثة عشر شهراً على لقائهما الأخير، وبعد أربعة أشهر من قطيعة لم يتخلّلها محادثة عبر الهاتف، التقى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما أمس في البيت الابيض.
الجلسة التي استمرت ساعتين ونصف، قال نتنياهو في أعقابها- وفق ما نقلت وسائل إعلام العدو- انه نقل الى اوباما "توقعات" "اسرائيل" بأن أي اتفاق دولي حول سوريا سيتعين عليه أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح "اسرائيل"".
وكرّر نتنياهو عدة مرات أن لقاءه بأوباما كان أفضل لقاء بينهما حتى الان، وأشار بلهجة تصالحية واضحة وزعها على الصحفيين، انه حتى في المسائل الخلافية جرى الحديث حول كيفية العمل المشترك بين الجانبين.
ولفت رئيس وزراء العدو الى "أن أوباما ووزير الخارجية الأميركية جون كيري، أطلعاه خلال الاجتماع حول حل سياسي محتمل في سوريا، الا ان نتنياهو أبلغهما ان لديه شكوكا حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي في سوريا، وإعادة توحيد البلاد تحت أي نوع من النظام"، وأضاف نتنياهو "أنه شدد أمام المسؤولين الاميركيين على الخطوط الحمراء تجاه الساحة السورية: "اسرائيل" لن تقبل بهجمات ضدها تنطلق من الاراضي السورية، او فتح جبهة ايرانية ضدها من الجولان، وكذلك فان اسرائيل ستعترض نقل الاسلحة من سوريا الى لبنان" حسب تعبيره.
بنيامين نتنياهو
وأضاف نتنياهو "اننا لا يمكن أن نقبل اتفاقا حول سوريا ونسمح لإيران ووكلائها شن هجمات على "إسرائيل""، وقال "نحن لن نقبل ذلك. إذا كان هناك حديث عن اتفاق في سوريا، فإنه يجب أن يشمل وقف استخدام الأراضي السورية ... لتنفيذ هجمات مباشرة أو غير مباشرة على "إسرائيل"".
جزء كبير من لقاء نتنياهو - أوباما خصص للمساعدات المقترح تقديمها لـ"اسرائيل" كتعويض عن الاتفاق النووي الايراني بما يشمل حجم ومقدار المساعدة العسكرية الاميركية للسنوات العشر بين 2017-2027، اذ تطلب "اسرائيل" من الاميركيين خمسين مليار دولار، مقسمة على عشر سنوات.
وقال نتنياهو "اننا لا نركز على المبالغ، ولكن قدمت احتياجاتنا، والرئيس اوباما يقبل تحليلنا بشأن التهديدات الإقليمية والتغيرات التكنولوجية. كان هناك الكثير من التغييرات منذ المذكرة الأخيرة للمساعدات الاميركية في العام 2007. وقد برزت صواريخ وأسلحة دقيقة في المنطقة، الامر الذي اوجد تحديات جديدة لإسرائيل"" وفق تعبيره.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن "الاتفاق حول المساعدات الاميركية لاسرائيل، قد يستغرق من أسابيع الى عدة اشهر للتوصل الى تفاهم كامل حول هذه المسألة"، وقال نتنياهو "انا اقدر ان لدى اوباما رغبة في انهاء هذه المسألة خلال فترة ولايته".
وأشارت الصحيفة الى ان الجانبين ناقشا الازمة مع الفلسطينيين وتصاعد العمليات في القدس والضفة الغربية، وقال نتنياهو لأوباما "انه ما يزال ملتزماً برؤية دولتين لشعبين، لكنه يريد من الفلسطينيين اتخاذ خطوات من شأنها الحد من التوتر والتصعيد الامني"، وأضاف "أريد أن أوضح أننا لم نتخل عن الامل من أجل "السلام"، وأنا لست ملتزما بحل الدولتين، لكن مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتعترف باسرائيل كدولة يهودية" حسب قوله.
بدورها، قال صحيفة "معاريف" ان" اوباما ونتنياهو حققا ما أراداه من اللقاء بينهما"، واضافت " اللقاء في البيت الابيض لن يُذكر بسبب النتائج العملية التي تمخض عنها والتي كانت متوقعة في معظمها، إنما بسبب سيل التقارير والتعليقات والتقديرات والتكهنات التي سبقت وصول نتنياهو الى واشنطن والتي نُشرت في وسائل الاعلام الأميركية و"الإسرائيلية". محافل سياسية رفيعة المستوى في واشنطن وفي المقر الرئيس للأمم المتحدة في نيويورك لا تتذكر اهتماما جارفا وانشغالا استحواذيا بهذا القدر من جانب وسائل الاعلام بزيارة سياسية "لزعيم دولة" الى البيت الابيض، كالذي حصل قبيل زيارة نتنياهو.
الأخبار الجيدة هي تلك المتعلقة بالمساعدة العسكرية وتحسين القدرات العسكرية لإسرائيل وزيادة المعونة المالية في إطار ما يُعرف بـ" رزمة التعويض" في أعقاب الاتفاق النووي مع ايران، حيث خرج نتنياهو من البيت الابيض حاملاً بيده أكثر من نصف ما أراد. محافل في واشنطن قالت ان نتنياهو لم ينل كل شيء لكنه حصل على الكثير.
واضافت الصحيفة انه بالنسبة الى اوباما، "اللقاء مع نتنياهو كان مرغوباً لأنه مثّل فرصة له، وربما الاخيرة حتى نهاية ولايته، لإثبات حرصه الصادق على أمن "اسرائيل" ومتانة التزامه بالحفاظ على تفوقها العسكري. ومن المهم طبعاً لأوباما إظهار النية الحسنة والسخاء للاستجابة لاحتياجات "اسرائيل" العسكرية والأمنية في عام الانتخابات الأميركية وفي الوقت الذي يبلغ فيه السباق أوجه الى البيت الابيض".