ارشيف من :آراء وتحليلات

انتخاب إياز صادق مجددا رئيسًا للبرلمان الباكستاني

انتخاب إياز صادق مجددا رئيسًا للبرلمان الباكستاني

في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ باكستان السياسي، تم انتخاب إياز صادق مجددا رئيسًا لمجلس النواب، ليصبح اول رئيس برلمان ينتخب مرتين في الحكومة ذاتها ، علماً ان صادق أُقيل من منصبه وأُلغيت عضويته في مجلس النواب، بعد ثبوت التلاعب في نتائج الانتخابات العامة سنة 2013 ، والتي رشح عنها فوز حزب الرابطة إسلامية بقيادة نواز شريف بأكثرية ساحقة.

يرى محللون أن إعادة انتخاب إياز صادق صفعة قوية للمعارضة السياسية في باكستان ، لاسيما وأن قائد المعارضة السياسية عمران خان، كان قد تحدى الحكومة الباكستانية أن تعيد الانتخابات التي كان قد وصفها بالمزورة. هذا ويسجل لحزب الرابطة الإسلامية برئاسة نواز شريف هذا الإنجاز الذي يرى فيه البعض مؤشرا لعودة نواز شريف إلى ميدان السياسة الباكستانية بقوة، لاسيما وأن نتيجة عملية الإقتراع جاءت لمصلحة اياز صادق بفارق كبير بلغ مئتين وسبعة وثلاثين صوتاً عن اقرب منافسيه شفقت محمود مرشح حزب العدالة المعارض الذي طالب بإعادة الانتخابات العامة.

انتخاب إياز صادق مجددا رئيسًا للبرلمان الباكستاني

تجدر الإشارة إلى أن نتيجة الانتخابات هذه لم تكن مفاجئة، حيث أن مصلحة معظم الأحزاب السياسية والنواب المستقلين تكمن مع حزب الرابطة الإسلامية الذي يترأس الحكومة الباكستانية، وبما أن اياز صادق مرشح الحزب الحاكم فمن الطبيعي جداً أن يفوز مجدداً ويتم إعادة انتخابه، تماماً كما حصل في انتخابات غلغت - بلتستان عندما صوّت الناخبون لحزب نواز شريف لأن مصالح الإقليم مع الحزب الحاكم في اسلام آباد .

ويعتبر محللون أن عودة صادق مرة أخرى للبرلمان الباكستاني، هو في الحقيقة رسالة شديدة اللهجة من نواز شريف لمعارضيه في البلاد من جهة ، ومن جهة أخرى يبرز قوة الحزب الحاكم في باكستان، أضف إلى ذلك أنه مؤشر واضح على أن نواز شريف سيستمر في الحكم حتى نهاية ولايته مهما حاولت المعارضة إزاحته.

أما كل تلك الشائعات التي تبثها المعارضة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حول نية العسكر الإنقلاب على حكومة نواز شريف فليس إلا حربا نفسية من الصعب أن تأتي أكلها مع نواز شريف المخضرم سياسياً والذي خبر لعبة العسكر والأحزاب جيداً .

غير أن ما يخشاه البعض ومنهم شهباز شريف شقيق رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف هو أن يعيد إنتخاب صادق احياء المعارضة الباكستانية مجدداً ، وأن تلجأ مرة أخرى  للتصعيد في الشارع ، وهو ما لا ينسجم مع حساسية المرحلة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اسلام آباد.

 لكن ما يراهن عليه نواز شريف هو توافقه مع القيادة العسكرية في البلاد على حفظ الحد الأدنى من التوازن والاستقرار في الداخل من جهة، وحاجة العسكر لقدر من الاستقرار السياسي للتفرغ لمحاربة الإرهاب على الحدود مع أفغانستان .

على ذلك ، فإن نواز شريف مرتاح لجهة عدم قيام العسكر في الوقت الراهن على اية خطوة ضده ، كما حصل سنة 1999 ، ما يعني أن لديه ضمانات من نوع ما تجعله مطمئن ومرتاح البال من اي حراك سياسي قد تقوم به المعارضة .

2015-11-12