ارشيف من :نقاط على الحروف

’الـنكد’ الاعلامي.. يلاحق الشهداء ويبرر للانتحاريين

’الـنكد’ الاعلامي.. يلاحق الشهداء ويبرر للانتحاريين

لا ضجيج يخرق سكون الشهداء.. سوى مذيع هنا ومحرر خبر هناك أبى أن يلتفت الى هول الجريمة وجانبها الانساني.

"مراسل العربية: سماع دوي انفجار في برج البراجنة بضاحية بيروت معقل حزب الله". هكذا وصّفت القناة الانفجار الارهابي الذي استهدف منطقة مدنيَّة تكتظ بالنساء والأطفال والرجال العزّل في شارع تجاري فقير. هي وحدة الحال بين "القناة" و"داعش" الارهابي الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بيان باسمه يتبنّى العملية. وحدة الحال هذه تجلّت وحدة في المصطلحات أيضاً، فجاء عنوان بيان التبني الذي وزّع "مقتل ما يزيد على 40 رافضياً و300 جريح في الضاحية الجنوبية معقل حزب اللات الرافضي". فهل كان محرّر بيان "داعش" وخبر "العربية" واحداً؟

’الـنكد’ الاعلامي.. يلاحق الشهداء ويبرر للانتحاريين

قناة "العربية"

قناة "الجزيرة" بدورها حاولت البحث بين أشلاء الشهداء المدنيين عن إنجاز. فكان لا بد أن تخترع خبراً على شاكلة "مقتل حسين ياغي مسؤول أمن حزب الله في برج البراجنة في تفجيري بيروت". ولتكتمل فصول المسرحية ويتحول الضحيّة الى قاتل، كان لا بد من استضافة لقمان سليم للتصويب على المقاومة وبيئتها المستهدفة. ودون التطرق لما دار من "هرطقة" على الهواء، يكفي التذكير بما أشارت اليه برقيات السفارة الأميركية في لبنان (من خلال برقيات ويكيلكس) من أنه تبرع بالتواصل مع الإسرائيليين لأنه على ثقة "بأن هناك أموراً مشتركة كثيرة يمكن البناء عليها للمستقبل". يقول الأميركيون في برقياتهم "أدهشنا سليم برغبته في التواصل مع الإسرائيليين"، تقول البرقية (08BEIRUT750) وينقلون عنه قوله "هناك الكثير من الأمور التي سأختلف عليها مع الإسرائيليين، لكني واثق من أن هناك أرضيات مشتركة كثيرة يمكن البناء عليها".

’الـنكد’ الاعلامي.. يلاحق الشهداء ويبرر للانتحاريين

"الجزيرة" تبرر للارهاب

وبعد، تُكمل "الجزيرة" تبريرها للجريمة. فتبث في شريطها العاجل بالأحمر أسفل الشاشة المزاعم التالية "الضاحية الجنوبية لبيروت شهدت عدة تفجيرات منذ تدخل حزب الله بالقتال في سوريا"، و"التفجيران يعدان الأكثر دموية في الضاحية منذ تدخل حزب الله في سوريا عام 2013". هكذا تحاول "القناة" تبرير الارهاب المُرتكب على أيدي القتلة الذين تنعتهم بـ"الثوار".

’الـنكد’ الاعلامي.. يلاحق الشهداء ويبرر للانتحاريين

"الجزيرة" تبرر للارهاب

محلياً، تاهت الـ"أم تي في" في بداية الجريمة النكراء. لم يطاوعها "النكد" السياسي أن تعطي الشهداء حقهم فسمّتهم بـ"القتلى". الى أن عادت بعد قرابة النصف ساعة من التفجير لتذكر أن من سقطوا في التفجير الارهابي هم "شهداء".

على الـ"نيو تي في" بدت المراسلة مصرّة على الاستحصال على أسماء الشهداء مباشرة على الهواء، فتلح على الجرحى والشهود العيان بالسؤال التالي "عندك أسماء الشهداء؟". فيما تحاول المذيعة في الاستديو تصويب الموضوع مع كل حالة تشتت يخرج فيها المراسل عن سياق الحدث الأليم.

أما على الـ"أل بي سي" فظهر الخبر العاجل في أسفل الشاشة على الشكل التالي "معلومات عن انفجارين في برج البراجنة". لتقطع بعد دقائق البث العادي وتنتقل الى البث المباشر للانفجار، كما فعلت كل من قنوات "المنار"، "أو تي في"، "أن بي أن"، "الميادين".

2015-11-13