ارشيف من :آراء وتحليلات
الصحراء الغربية..تجدد خلافات المغرب مع الجوار
أثارت زيارة الملك المغربي محمد السادس إلى مدينة العيون الواقعة في الجزء الذي تسيطر عليه المغرب من الصحراء الغربية وتعتبره جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) أراض صحراوية محتلة، جدلا واسعا. كما خلق الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي أزمة مع الجزائر التي تحتضن اللاجئين الصحراويين في مخيمات على أراضيها وتعترف بالجمهورية العربية الصحراوية التي هي أيضا عضو في الإتحاد الإفريقي ويرأسها رئيس جبهة البوليساريو نفسه.
فالصحراويون الموالون للبوليساريو وكذلك الجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا يعتبرون العيون مدينة محتلة شأنها شأن السمارة وبوجدور وغيرها من المدن الصحراوية الخاضعة لسلطة المغرب. فيما تعتبرها المغرب أراض مغربية وقام النظام المغربي سنة 1975 ومباشرة بعد انسحاب المحتل الإسباني من الصحراء الغربية بالقيام بما يسمى المسيرة الخضراء للسيطرة على الصحراء الغربية.
خرائط قديمة
ويتمسك المغرب بخرائط قديمة يؤكد من خلالها ان مملكته كانت تمتد إلى حدود نهر السينغال أي أنها تضم الصحراء الغربية وموريتانيا الحالية. بينما يتمسك الصحراويون بضرورة الحفاظ على الحدود الموروثة عن الاستعمار وإلا لجاز مثلا لإيطاليا أن تضم كامل الحوض المتوسطي وبلاد المشرق العربي بعلة أنها أراض خاضعة للإمبراطورية الرومانية، ولفتح الباب لتونس بأن تطالب بإحياء أمجاد قرطاج القديمة وضم السواحل المغاربية ومنطقة خليج غينيا في غرب إفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) وجنوب فرنسا وصقلية الإيطالية وكريت اليونانية.
وتؤكد جبهة البوليساريو على أن المغرب المستقل منذ سنة 1956 لم يطالب إسبانيا التي غادرت الصحراء الغربية سنة 1975 بهذه الأراضي ولم يسع لتحريرها بخلاف جبهة البوليساريو التي قاومت الإستعمار الإسباني ثم موريتانيا باعتبار أن مدريد رغبت في منح الصحراء الغربية مناصفة بين المغرب و موريتانيا عند مغادرتها وإنهائها للاحتلال. كما تؤكد أطراف صحراوية على أن تنازل إسبانيا عن الصحراء الغربية للمغرب كان في إطار صفقة يتنازل المغرب بموجبها عن المطالبة بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من قبل الإسبان.
دعم فرنسي
وتعتبر منظمة الأمم المتحدة الصحراء الغربية مناطق نزاع، ووجب تنظيم استفتاء بشأنها ليقرر الصحراويون مصيرهم لكن إجراء الاستفتاء معطل منذ 1991. ويبدو لدى كثير من المحللين بأن النفوذ المغربي قوي داخل المنتظم الأممي باعتبار الرد الأممي على زيارة الملك المغربي إلى العيون لم يكن قويا برأيهم واكتفى بمجرد طلب توضيحات بحسب ما رشح من أنباء وذلك على الرغم من أن الجانب المغربي لمح إلى عدم ترحيبه بزيارة المبعوث الأممي للصحراء الغربية المرتقبة.
ويجد المغرب دعما في القضية الفرنسية من فرنسا على وجه الخصوص التي تساند احتفاظ الرباط بالصحراء الغربية. فيما دخلت السويد مؤخرا في أزمة مع المغرب بسبب استعدادها للاعتراف بـ" الجمهورية العربية الصحراوية" شأنها شأن بلدان أخرى تنتمي إلى القارة العجوز.