ارشيف من :نقاط على الحروف
الـ’مر تي في’ والشهيد مهدي ياغي: كذبة ’3 بواحد’
في بلاد تتوه فيها وسائل الاعلام بين مصطلح "الشهيد" و"القتيل"، و"الانتحاري" و"منفّذ العملية"، قد يحصل أن يُستشهد الرجل مرّتين! كيف؟
على شاشة الـ"أم تي في" التي "حيّرها" تفجيرا برج البراجنة الارهابيان فسمّت شهداء الحي الفقير في أولى لحظات الفاجعة بـ"القتلى" قبل أن تستدرك سقطتها، ظهر الشهيد مهدي ياغي مرّة جديدة، على أنّه شهيد التفجير.
الـ"الأم تي في" تكذب
الشهيد ياغي الشهير بوصيته التي دخلت القلوب، والذي استشهد في سوريا قبل أكثر من عامين، استعادت قناة الـ"المر تي في" صورته، لكن هذه المرّة مع شيء من الكذب المركّب. في تقرير عن أسماء شهداء تفجيري برج البراجنة الارهابيين، في محاولة ظهرت كأنها سعي لكسب تعاطف - فقدته نتيجة أدائها - مع البيئة المستهدفة. الا أن المفاجأة أن القناة كررت أخطاء سابقة تضرب ما تبقى من أمل بمصداقية ما ولو مؤقتة في مواقف استثنائية كهذه. سقطة الـ"أم تي في" مركبة بكذبات ثلاث. الأولى، ذكرت القناة اسم "حسين ياغي" زاعمة أنّه من بين شهداء التفجير، وهو أمر مغاير للحقيقة. الثانية، هي تركيب صورة الشهيد مهدي ياغي، على صورة "الشهيد المُبتدع" من قبل القناة. الثالثة وهي الكذبة الأكبر، الادعاء بأن هذا الاسم يعود الى مسؤول "الأمن" في حزب الله.
يُشكر كُل تعاطف يُبدى من قبل وسائل الاعلام مع حجم المصاب، لكن كل تعاطف لا يترافق مع مسؤولية في التعاطي الاعلامي يتحوّل الى مُصاب بحد ذاته. فزعم استشهاد مسؤول في حزب الله في منطقة تعج بالمدنيين من شأنه أن يعطي انجازاً مجانياً للارهابيين، فضلاً عن الايحاء بأن المنطقة المستهدفة كانت تضم أهدافاً عسكرية، وهو الأمر المنافي للحقيقة.