ارشيف من :ترجمات ودراسات
من المذنب؟ حول التفجيرات التي ضربت باريس
الكاتب Jacques-François BONALDI
عن موقع Arrêt Sur Info
16 تشرين 2 / نوفمبر 2015
الخوف والرعب والهمجية... ازدهرت هذه الأوصاف في وسائل الإعلام الفرنسية (والأجنبية) بعد العمليات الإرهابية الست التي ارتكبت في باريس خلال ليل الجمعة الواقع في 13 تشرين الثاني / نوفمبر (هل اختاروا عن قصد وتصميم هذا اليوم [الذي يعتبرونه مشؤوماً في الغرب؟]). الأوصاف المذكورة مطابقة للواقع بما لا يقبل الجدل، ولا مجال للصمت على المأساة التي يعيشها الضحايا أو لعدم التألم لألمهم ولألم الأسر التي فجعت مباشرة بالمأساة. وبعد ذلك، يجب القول أيضاً بأنه من السهل جداً أن نقف عند حدود ما اعتبره تحليلاً تبسيطياً وغير صحيح.
من في فرنسا وفي الطبقة السياسية، أي فيما نطلق عليه الآن اسما بلا معنى هو "المجتمع المدني"، أو داخل الحركات المنظمة (نقابات، أحزاب، وما إلى ذلك) ... من تألم منذ خمس سنوات، خمس سنوات مرعبة، لألم سوريين كثيرين يعيشون بشكل يومي في ظل الخوف والرعب والهمجية؟ رئيسهم الذي تنهال عليه إدانات المسؤولين الفرنسيين، نطق مؤخراً أمام برلمانيين فرنسيين، بعبارة لا يمكن لأحد لا يضع أمام عينيه حاجزاً يمنعه من الرؤية، إلا أن يوافق عليها بوصفها حقيقة صحيحة حتى الوجع. تلك العبارة هي: "باريس عاشت ما نعيشه، نحن السوريون، منذ خمسة أعوام".
ذلكم أن نقطة الانطلاق في الموضوع هي في هذه المسألة. فداعش قد "أزهرت" فوق مزبلة تمت إقامتها في سوريا من قبل حلف الناتو، وبالدرجة الأولى من قبل فرنسا ورئيسها فرنسوا هولاند الذي تقول المزاعم بأنه "هادئ"، بينما هو في الحقيقة المحرض الغربي الرئيسي، والداعية الأكثر تعصباً للحرب، والذي جعل (وما وال يجعل) من إسقاط بشار الأسد مسألة تكاد تكون شخصية بالكامل، تماماً بشكل مشابه لما كان عليه حال سلفه ساركوزي مع القذافي في ليبيا. لكن، كانت بحوزة هذا الأخير على الأقل معاذير وإن لم يصرح بها مطلقاً، بينما لا نعرف شيئاً عن الدوافع التي تحرك هولاند والتي يمكنه التصريح بها؟ هل تكلم ولو مرة عن هذه الدوافع؟ ما الأسباب التي دفعته ودفعت الناتو إلى القيام، من الخارج، بإشعال ما باتت الصحافة المتعقلة تطلق عليه اليوم اسم "الحرب الأهلية" أو، ببساطة "الأزمة"، أو بما يسمح القليل من الحس السليم بتسميته "الحرب المستوردة"؟
ها أنا ذا أطلع، في صحيفة "لوموند" على التفسيرات السوسيولوجية الكبرى للأسباب التي جعلت من فرنسا البلد الذي "يحب الجهاديون أن يكرهوه". المقالة معقولة من الناحية الفكرية، ولكنها تترك جوهر المسألة غارقاً في العمى: لماذا وكيف كان بإمكان منظمة (يجب بالطبع أن نعثر على تسمية أخرى) إرهابية أن تولد وخصوصاً أن تنمو بكل هذه السرعة، وخصوصاً أيضاً أن تمتلك خلال فترة قصيرة وسائل مالية ولوجستية وعسكرية لا مثيل لها وقادرة على إثارة الغيرة عند كل منظمة أخرى؟ وعندما تتمكن "حركة" إرهابية من الاستيلاء على أراض بمساحة الأراضي التي استولت عليها داعش (نحن هنا بعيدون جداً عما كان يسمى بـ "البؤرة" -foco – عند رجال العصابات في أميركا اللاتينية خلال فترة الستينات والسبعينات). وعندما تتمكن مثل هذه الحركة من فرض قانونها المرعب على مناطق بأكملها، أو من وضع يدها على آبار للنفط ومن استغلالها وبيع النفط في ما نعرف ولا نعرف من أسواق، فإن ذلك يعني (بلا اي شك) أنها - من جهة - تستفيد من دعم تقدمه جهات قوية جداً و -من جهة أخرى - أنها تستجيب لتوقعات دول حقيقية، تحتاج إليها من أجل تحقيق أغراضها الخاصة.
لا أحد يجهل الأهداف التي حددتها الولايات المتحدة لنفسها في الشرق الأوسط خلال فترة بوش الأب وبوش الابن. وهي أهداف لم يحدث أن سعى الحكام الديموقراطيون كلينتون وأوباما مطلقاً إلى تغييرها: فهي تظهر بوضوح في استراتيجياتهم الهادفة، بوجه عام، إلى نشر الفوضى والخراب في هذه المنطقة، وإلى بلقنتها عبر تجزئتها إلى كيانات غير قابلة للحياة ومن غير الممكن العيش فيها.
ولم ذلك؟ من جهة، للاستمرار في إحكام السيطرة بسهولة على منطقة غنية بالنفط، ومن جهة أخرى، للتمكن من تأمين "حماية" أفضل للحليف الأكبر: إسرائيل. ولا بد من الاعتراف بأن هذا الهدف قد تحقق في هذا المجال على مستوى الاستراتيجية. مع أن غباء هذه الاستراتيجية هو، على المدى الطويل، ظاهر تماماً للعيان. خصوصاً وأن استراتيجية أخرى لا تقل غباء قد أضيفت إلى هذه الاستراتيجية الغبية [نشر الخراب والفوضى]. هذه الاستراتيجية الأخرى مستمدة من 11 أيلول / سبتمبر 2001 (أي من ذلك الحدث المعادل في "غموضه" لاغتيال الرئيس كندي في تشرين الثاني / نوفمبر 1963، وهو غموض سيظل قائماً لفترة طويلة جداً). هذه الاستراتيجية الجديدة هي عبارة عن "شن الحرب" على الإرهاب عبر التهديد بقصف حوالي ستين من "الحفر الضائعة" في العالم! كما ولو أن من الممكن القضاء على الإرهاب عن طريق القصف، أو عن طريق اغتيال قادته المعروفين أكثر من غيرهم الواحد بعد الآخر !!!
وقد رأينا نتائج استراتيجية الكاو بوي هذه في العراق الذي شكل الأرضية التي بدأت فيها بالتبرعم والنمو بثبات وقوة كل من تنظيم القاعدة في البداية، وبعده تنظيم داعش. إن العراق والاستراتيجية السياسية والعسكرية الخاطئة المعتمدة من قبل البيت الأبيض والبنتاغون هما المجال الحيوي للإرهاب "الجهادي" بشكله الذي نعرفه اليوم بنتائجه المرعبة. والمرعبة لأن أية حركة إرهابية لم يسبق لها أن امتلكت كل ما تمتلكه داعش من وسائل فعل الشر.
ولكن، إذا كان بإمكاننا أن نفهم كيف أن كلاً من البيت الأبيض -بتقاليده التي لم تكن في العمق غير التبختر وتسوية المشكلات بفوهات المسدسات، كما ولو أن عالمنا منذ 200 عام مجرد مقهى في غرب رعاة البقر، وهذا ما يشهد عليه سكان أميركا اللاتينية-ودبلوماسية الولايات المتحدة كانتا وما زالتا تتميزان ببدائيتهما، فإننا لا نفهم إلا بمنتهى الصعوبة كيف أن فرنسا (أقصد حكومتها) بدبلوماسيتها المعروفة منذ قرون بأنها رمز للطف وللقدرة على التحليل والتحديد الدقيق للمشكلات... كيف أنها تقوم بالسير بكل همة ونشاط خلف سياسات أسياد العالم (الذين يفقدون سيادتهم بالتدريج، مع كونهم سيظلون محتفظين بها لفترة طويلة بعد، طالما أن أوروبا تظل بعيدة عن اعتماد سياسة دولية مستقلة). فـ "التبعية" هي القاعدة من هذه الناحية، سواء كان الانتماء إلى اليمين الساركوزي المتخلص من عقده، أو إلى اليسار "الاسمي": لكل منهما حربه الصغيرة بالوكالة. ليبيا لساركوزي، وللأسف سوريا لهولاند. شيراك وحده حافظ على الشرف الرفيع بعدم مرافقته لبوش في مغامرته العراقية... كانت تلك لحظة استقلال مجيدة في السياسة الخارجية الفرنسية. وكان على خلفائه أن يتمتعوا بما يكفي من الذوق لتقليده فيها لأنها كانت لحظة سرعان ما خبا لهيبها.
وكل ذلك كما لو أن العراق لم يكن كافياً...! وكما ولو أن نتائج هذه الغلطة المرعبة (لبقية العالم، لا للولايات المتحدة بالطبع، لأن قرار الحرب كان جزءًا من استراتيجيتها) لم تفقأ بما يكفي عيون جميع حكومات العالم بحيث أصبح من الضروري أن تضاف إليها أغلاط أخرى...! وكما ولو أن القرار الأكثر ذكاء عندما نريد إطفاء النار هو في أن نصب عليها المزيد من الزيت أو أن نلقي فوقها المزيد من الحطب...! وكما ولو أن السياسة الأكثر لطفاً هي لا شيء غير الصعود فوق دبابة أميركية برفقة جميع أفراد جوقة البيت الأبيض والبنتاغون (اللذين ينظران إلى الحرب على أنها صفقة مربحة جداً)!
فليخبرني أحدكم عما كان يمكن لفرنسا (أي لحكومتها وبعد ذلك لشعبها الذي يتوجب عليه أن يدفع الثمن) أن تربحه من قيامها بضرب ليبيا، وبتدمير دولة كانت قوية حتى لحظة تدميرها، وبتحويلها إلى ما تحولت إليه الآن، أي إلى فسيفساء من القبائل والإتنيات؟ وليخبرني أحدكم عما كان يمكن لفرنسا أن تربحه من خلال فرضها الحرب من الخارج على واحدة من الدول العلمانية النادرة والقوية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي؟
يا للأمر المثير للشفقة! كل هذا من أجل إسقاط رئيس سوري لا يعجب واشنطن لكونه حليفاً لإيران التي يحقد عليها البيت الأبيض منذ العام 1979؟ أيكون على فرنسا، لهذا السبب، ولكي تكون ذات سياسة جيدة، أن تعتمد دون تلكؤ سياسة الكاو بوي الأميركي التي تقضي بتسوية المشكلات عن طريق القنابل وبالقوة العسكرية؟
والآن، وبعدما اضطرت الولايات المتحدة إلى التخفيف من غلوائها والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إيران لا لسبب إلا لأنها عجزت عن إسقاط الحكم فيها، ما الذي سيكون عليه موقف صاحبنا هولاند وحكومته وحزبه "الاشتراكي"، طالما أن أحد أهم أسباب الحرب على سوريا هو إضعاف إيران وحرمانها من أحد أهم وأقوى حلفائها؟
وهنا، لا بد لنا من أن نقول ونكرر: داعش نمت بكل سرعتها بما تغذت على تلك الحرب على طريقة الفطر بعد هطول المطر. لأن هذا النوع من الجيوش (مانويل فالس لم يتردد في وصفها بأنها جيش) لا يترعرع إلَّا في ظل الخراب والفوضى. والخراب والفوضى هما ما قام الناتو وأعضاؤه الذين، على شاكلة ساركوزي وهولاند يتوقون إلى شن الحروب، بنثر بذورهما بكل ما في سواعدهم من قوة في العراق وليبيا وسوريا أي، وهذا ليس من قبيل الصدفة، في أقوى الدول العلمانية في الشرق الأوسط، لأن مشيخات الحكم الإلهي المغرقة، كالسعودية، في رجعيتها، ليس عليها أن تخشى بأساً من الناتو بسبب ولائها الكامل له.
لا أحد يجهل أن الحكومات الغربية هي الآباء المفترضون والفعليون لداعش. فهذه الحكومات لم تكتف بعدم محاربة داعش عندما كان هنالك متسع في الوقت لفعل ذلك، بل إنها ولدتها ثم دعمتها ومولتها وسلمتها أسلحة لا تمتلكها حتى حكومات الكثير من الدول. وكل ذلك لأن داعش تناسبهم تماماً في سعيهم لإسقاط بشار الأسد، ولكن أيضاً لإسقاط جماعات إرهابية أخرى تقدم عادة على أنها من المعارضة المعتدلة. وشأن جميع تنويعات فرنك شتاين في التاريخ، فإن الوحش الذي ركبوه بقطع من هنا وهناك، لم يلبث أن حطم قيوده وخرج من المختبر. ولكي ينتقم (لا نعرف ممن يريد أن ينتقم)، أعلن الحرب على الجميع، وأخذ يقتل يميناً ويساراً ويهاجم "الكفار"، أي كل من هم غيره. بينما مصنعوه الذين تجاوزته الأحداث حيارى لا يعرفون ما يفعلونه لكي يعيدوا وحشهم إلى جادة الصواب.
من جهته، سيقوم فرنسوا هولاند بإعلان "حرب حتى الموت". وأجرؤ على القول بأن هذه الحرب هي الحل الوحيد الذي وجده المعتوه جورج بوش للثأر من 11 أيلول / سبتمبر... وقد رأينا النتيجة. لنأمل على الأقل أن تكون حرب هولاند على الإرهاب أكثر جدية ولو بقدر يسير من حرب "التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة منذ أكثر من سنة والذي لم يكن ذا فائدة تذكر (بالمناسبة لا بد من التذكير أن ما فعلته روسيا، خلال شهر واحد، عبر دعمها للحكم الشرعي في سوريا وللجيش السوري من أجل وقف تقدم داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وكسر الحصار الذي تفرضه على مناطق في سوريا، وكذلك من أجل تدمير بناها التحتية وخطوط إمدادها، يفوق بما لا يقاس كل ما فعله "التحالف" الدولي الذي يعرف العالم كله أن ما يفعله ليس أكثر من ذر للرماد في العيون. ليس من الممكن لفريق ما أن يكون في الوقت نفسه حليف الإرهابيين وعدوهم، أو أن يختار بين إرهابيين أخياراً هم من أقف في صفهم، وإرهابيين أشراراً هم الذين يقفون في الصف المقابل.
نعم فرنسوا هولاند مذنب لأنه أسهم أكثر من أي شخص آخر في تمكين داعش، هذا الخليط من "المجانين" المتعطشين للدم والذين لا يعيشون بغير المذابح، من أن تصل إلى ما وصلت إليه. أي إلى أن تصبح هذا الفرانك شتاين الهائج المتفلت.
ومذنبون أيضاً هم الفرنسيون لأنهم سمحوا للطبقة السياسية الفرنسية أن تشن هذه الحرب القذرة على سوريا. لأن اي شخص، أو أي حزب، أو أية حركة نقابية، أو أي تجمع مفكرين، أو أي كيان من كيانات "المجتمع المدني" المزعوم لم يحتج على هذه الحرب التي شنها هولاند وحكومته منذ خمس سنوات، كما ولو أنه قد حظي من أجل ذلك بتأييد الأمة كلها بكل أطيافها ومكوناتها.
كم من القتلى الفرنسيين، وخصوصاً كم من عشرات ألوف القتلى السوريين يجب أن يسقط لكي يقوم الشعب الفرنسي بإجبار حكومته على وقف الدعم الذي تقدمه للإرهابيين الخيرين، وعلى التراجع عن فكرته المكلفة والمهووسة بخصوص إسقاط بشار الأسد؟
هم مذنبون إذ يبدو أن الـ 200 ألف ضحية سقطت خلال 5 سنوات من حرب الناتو وفرنسا على سوريا لا تكفي لكي يعي الشعب الفرنسي أن حكومته قد سلكت الطريق الخطأ. ولا يكفي معها هذا الطوفان البشري الذي يكتسح شواطئ أوروبا والمكون ممن نجوا من الرعب والخوف والهمجية التي لاحقتهم في بلدهم. هؤلاء الضحايا هم "مشبوهون"، على ما كان يمكن أن يقوله [الشاعر والمغني] براسينز، أو "غرباء" لا وزن لهم، شبيهاً بوزن الضحايا الباريسيين، في ميزان الحياة.
وكما هي العادة، لا بد للضحايا من أن يكونوا حكراً إما على الأوروبيين، أو على من يعيشون في العالم الأول. عندها فقط، تجحظ عيون الجميع من شدة الاستياء والغضب. منذ أيام قليلة، سقط عشرات الضحايا في لبنان في هجوم إرهابي، ولكنهم لم يحظوا بأكثر من اهتمام جانبي لا يكاد يذكر. دون الحديث عن سائر الهجمات الإرهابية التي أصبحت خبزاً يومياً في الشرق الأوسط.
العالم يتملكه الأسى إزاء الهجمات المدانة على باريس. جميع الكبار في العالم، بدءا من المسؤولين قبل غيرهم عن وجود داعش، وعن تصنيع فرانك شتاين، والمسؤولين وحدهم بسياساتهم الخاطئة عن الخراب الذي يعم الشرق الأوسط... ، يرددون بخصوص ذلك عباراتهم المعروفة. لن أتكلم هنا عن القصف الذي تتعرض له اليمن من قبل السعودية، حليفة الغرب التي تضطلع بفتح العديد من الحروب هنا وهناك تحت عين الناتو المتواطئة والمشجعة. لكن أحداً لا يعبر هنا عن أسفه ولا يعلن ندمه.
من يحزن ويتملكه الأسى في فرنسا منذ خمس سنوات وقبل ذلك أيضاً إزاء الأطفال السوريين الذين تقتلهم قنابل الغرب وأسلحته؟ إزاء المدنيين الأبرياء من النساء والمسنين ممن لا ذنب لهم غير أنهم يعيشون في ظل حكم لا يعجب هولاند وسيده الكبير في البيت الأبيض ?
أجل. أتساءل عما يدفع هولاند إلى التدخل في المعمعة السورية، وعما يحمل الفرنسيين على ألا ينبسوا بكلمة ؟
أجل علينا أن نحزن إزاء الضحايا الباريسيين. ولكن، عليكم أيها الفرنسيون أن تعملوا من أجل إجبار حكومتكم على التوقف عن ارتكاب ما ترتكبه اليوم من جرائم في سوريا، بتدخلها المباشر أو بتغاضيها عما يحدث.