ارشيف من :آراء وتحليلات
الحوار الأفغاني –الأفغاني على حاله.. والشعب الأفغاني الخاسر الأكبر
مع كل لقاء باكستاني – أمريكي يتجدد السؤال عن المخرج الموعود للأزمة الأفغانية، وحوار الحكومة الأفغانية مع حركة طالبان الارهابية، لما للدولتين من دور وصاية تاريخي على أفغانستان.
حملت زيارة الجنرال راحيل شريف للولايات المتحدة الأمريكية قبل عشرة ايام، المراقبين على التكهن بقرب الانفراج السياسي في افغانستان، من خلال دفع عملية السلام الى الأمام، وكسر الستاتيكو القائم حالياً والعودة إلى طاولة الحوار برعاية باكستانية – أمريكية .
بيد أن الاتهامات التي وجهتها كابول لإسلام آباد على لسان عبدالله عبدالله الرئيس التنفيذي لأفغانستان، جاءت خارج سياق السياسة الإقليمية والدولية، وعلى خلاف مصلحة الشعب الأفغاني نفسه، فاتهام باكستان التي ترعى عملية السلام الأفغانية من خلال دعم الحوار الأفغاني – الأفغاني، وجلب حركة طالبان إلى طاولة الحوار، في الحقيقة هو نسف لكل فرص الحل السياسي في أفغانستان، لأن اسلام آباد محطة لا بد منها لقطار الحل السياسي المتوقف منذ وفاة الملا عمر.
يرى محللون، أن اتهامات الرئيس عبدالله عبد الله، التي استهجنتها اسلام آباد، هي في الواقع صدى صراع المصالح المعقدة في أفغانستان وعموم الإقليم النووي، ومن شأنها عرقلة المساعي الباكستانية والصينية الرامية لحل الأزمة الأفغانية، لأن من مصلحة بعض الدول الإقليمية أن يبقى الوضع في أفغانستان على حاله، فاستقرار أفغانستان يهدد مصالحها في الإقليم ويُعد نجاح سياسي للصين وباكستان، لا ترحب به هذه الدول التي يعيش اقتصادها على دمار اقتصاد الدول المجاورة.
يضيف خبراء بالشأن الأفغاني، أن تصريحات الرئيس عبدالله عبدالله تأتي في سياق تضليل الرأي العام الأفغاني التي تمارسها الحكومة الأفغانية بشكل منظم وممنهج لتخفي إخفاقاتها، لا سيما في بسط الأمن والتوصل لحل سياسي مع حركة طالبان، التي ماتزال المسيطرة على الميدان، خصوصاً في المناطق الشرقية المحاذية لباكستان والتي تبعد عن العاصمة كابول كيلوميترات قليلة.
يشكك خبراء في بصدق نوايا الحكومة الأفغانية، وفي جديتها بالحوار الأفغاني-الأفغاني الذي لا بد منه فيما إذا اراد الأفغان التوصل إلى حل سياسي، فتراشق الاتهامات بين كابول وإسلام آباد ليس في مصلحة الحل السياسي ومستقبل أفغانستان الغارقة في مستنقع أزمات عصا خلاصه الحل السياسي.
في الخلاصة، لا جديد في الحوار الأفغاني – الأفغاني، والحكومة تقامر بمستقبل الشعب من خلال تضيع فرصة الحل السياسي، هذه الفرصة التي قد لا تتجدد مرة أخرى فالتوافق الأمريكي – الباكستاني – الصيني، فرصة لا تتكرر كل يوم على الحكومة الأفغانية فهم ذلك جيداً، فضلاً عن أن جلب حركة طالبان لطاولة الحوار أيضاً فرصة يجب اقتناصها.