ارشيف من :ترجمات ودراسات
هآرتس: لماذا يصرّح نتنياهو الآن عن مهاجمة قوافل لحزب الله في سوريا
كتب المعلق العسكري في صحيفة هآرتس الاسرائيلية، عاموس هرئيل، أن الظروف الجوهرية على الساحة اللبنانية لم تتغير خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فحزب الله يواصل ارسال المقاتلين والأسلحة الى سوريا، وفي هذه المرحلة يصعب رؤية سبب يجعله يبحث عن المواجهة العسكرية مع اسرائيل الآن.
ولم يلاحظ هرئيل مؤخرا وجود مصلحة في الصدام العسكري مع حزب الله، وعلى الرغم من ذلك يجري صراع قوىً هش ومعقد جدا، مضيفًا أنه خلال العامين الاخيرين، يحاول حزب الله الحفاظ على ميزان ردع امام إسرائيل في ضوء ما يعتبره محاولات للتدخل الاسرائيلي في ساحته الخلفية في لبنان.
المعلق العسكري في صحيفة هآرتس الاسرائيلية عاموس هرئيل
وتابع هرئيل أن حزب الله يتهم إسرائيل بثلاث عمليات على الأقل على الأراضي اللبنانية، وعميلة اخرى ملموسة في الأراضي السورية ضده، لقد حرص حزب الله فيها بالرد المدروس في الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف المعلق الاسرائيلي أن الخطر السائد الآن هو ان يختار حزب الله الرد، على الرغم من الظروف الاقليمية وعدم تطرق إسرائيل الى الحادث في مرجعيون أمس الثلاثاء، علما ان وسائل اعلامه سارعت الى اتهام إسرائيل بالانفجار.
وفي سياق متصل وبدون علاقة بالحادث الأخير، كتب عاموس هرئيل، تم يوم امس، الادلاء بتصريح استثنائي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي تطرق بشكل واضح نسبيا، الى حقيقة قيام إسرائيل بمهاجمة قوافل الاسلحة المخصصة لحزب الله في سوريا، واعترف انها تعمل ايضا بشكل هجومي ضد محاولات حزب الله وايران تنفيذ عمليات في أراضيها عبر الحدود في الجولان.
رئيس الورزاء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو
وأسهب هرئيل بالقول "لقد لجأت إسرائيل حتى اليوم الى سياسة التعتيم بشكل عام. حتى اذا ألمحت الى قيامها بالعمل او تحديد خطوط حمراء في سوريا، الا انها حاولت عدم تحمل المسؤولية العلنية عن العمليات، كي لا تخرج عن السياسة الحالية التي اثبتت نفسها حتى الآن، بشكل عام، ومنعت تدهور الأمور الى حد التصعيد الزائد".
ولفت إلى أن نتنياهو خرج عن هذه السياسة هذه المرة ايضا، بشكل لا يميز سلوكه المسؤول والحذر بشكل عام، على الحلبة الشمالية، طوال سنوات الأزمة الأخيرة، ربما يكون ذلك مسألة عادية، فقد تم اتهام نتنياهو بكشف اسرار عسكرية، بشكل غير مراقب، منذ كان رئيسا للمعارضة.
ورأى هرئيل أنه ربما هناك أسباب أخرى، فنتنياهو يواجه منذ عدة أشهر موجة عمليات قاتلة على الحلبة الفلسطينية، والتي تواجه إسرائيل صعوبة في العثور على رد فاعل لها، وختم بالقول "ربما يكون تصريحه الزائد في الموضوع السوري، قد نبع عن الرغبة برفع مستوى مشاعر الأمن لدى المواطنين".