ارشيف من :آراء وتحليلات
زيارة البارزاني للسعودية تثير تساؤلات كثيرة في بغداد والسليمانية
قوبلت زيارة رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود البارزاني للمملكة السعودية بردود فعل سلبية في بغداد والسليمانية التي تمثل معقل ابرز خصوم البارزاني، وهم الاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير(كوران)، والجماعة الاسلامية الكردية، في الوقت الذي اثيرت فيه تساؤلات واستفهامات عديدة بخصوص برنامجها وتوقيتها وما تمخضت عنه من معطيات ونتائج.
وفي بغداد، اكدت مصادر مقربة من مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ان البارزاني لم يبحث ويناقش مع الحكومة الاتحادية برنامج جولته الخليجية الاخيرة التي شملت كلًّا من السعودية والامارات، ناهيك عن اخبارها مسبقا بتلك الزيارة، وان العبادي علم بها من وسائل الاعلام!.
وأوضحت المصادر متسائلة، انه اذا كان رئيس اقليم كردستان قد ذهب الى الرياض وابو ظبي لبحث سبل مكافحة الارهاب الداعشي، لاسيما في العراق، فضلا عن الظروف والاوضاع العامة في المنطقة، ألم يكن الاحرى به ان يتصل برئيس الوزراء في بغداد، وشخصيات سياسية اخرى في البلد من اجل بلورة رؤية واضحة تعكس الموقف والتوجه الوطني العراقي، بعيدا عن الاجتهادات الخاصة.
في حين ذهبت اوساط سياسية الى ابعد من ذلك، حينما ادانت بشدة زيارة البارزاني للسعودية ولقاءه ملكها في الوقت الذي مازالت تحيك المؤامرات ضد العراق، وتدعم وتمول الجماعات الارهابية التي تقتل العراقيين الابرياء بالجملة يوميا، وتعمل جاهدة على اسقاط النظام السياسي الديمقراطي في العراق.
واكدت تلك الاوساط، ان البارزاني ذهب الى الرياض لا من اجل مصلحة العراق، ولا من اجل مصلحة اقليم كردستان، وانما لمصالحه الحزبية الخاصة، حيث انه يواجه ضغوطات كبيرة من خصومه، واصبح فاقدا للشرعية، ناهيك عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الاقليم.
وفي كردستان، اعتبرت قوى وشخصيات سياسية كردية ان جولة البارزاني الخليجية لا تحمل صفة رسمية، وانه لا يمثل الاقليم وانما يمثل شخصه، وهو لم يتحاور او يتباحث مسبقا مع اي طرف كردي بخصوص الزيارة.
وشددت هذه القوى والشخصيات، على ان ما يسفر من نتائج عن زيارة البارزاني لكل من الامارات والسعودية غير ملزم للاكراد.
وعلى الصعيد نفسه، نقلت مصادر اعلامية معلومات غير مؤكدة مفادها ، ان ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز اشترط على رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني مساعدته بمبلغ قيمته ثمانية مليارات دولار مقابل مساعدة القوى السنية العربية في البرلمان العراقي على تشريع قانون الحرس الوطني.
فيما اشارت مصادر دبلوماسية الى ان الملك سلمان استمع لشكاوى البارزاني ضد الحكومة الاتحادية وتعهد بتقديم جميع المستلزمات التي يحتاجها لمواجهة الازمة الاقتصادية وازمة رواتب الموظفين في الاقليم".
يذكر ان حكومة الاقليم عجزت منذ ما يقارب العام عن دفع رواتب موظفي الاقليم والمتقاعدين الذين تجاوز عددهم المليون شخص بصورة شهرية منتظمة، حيث انهم حاليا لم يستلموا رواتبهم منذ اربعة اشهر، في الوقت الذي بلغت ديون الاقليم لصالح عدد من الشركات النفطية والمصارف العالمية اكثر من خمسة وعشرين مليار دولار، في ظل ركود اقتصادي غير مسبوق في الاقليم انعكس على مختلف القطاعات الاقتصادية والفئات الاجتماعية.
من جانبها، نفت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية في مجلس النواب العراقي علمها بأية معلومات عما تمخضت عنه جولة بارزاني الخليجية، معلنة في الوقت ذاته عدم تحمل الحكومة الاتحادية تداعيات المساعدات المالية الخليجية لاقليم كردستان.
واشارت عضو اللجنة سميرة الموسوي، الى "ان موقف البارزاني في السعودية ضعيف كونه طلب منها مساعدات مالية. وان الاقليم اذا كان محتاجًا الى مساعدات مالية فعليه وجب عليه ان يقترض بشكل علني من البنك الدولي بدلا مما يفعله حاليا مسعود بارزاني بالخفاء".