ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: دعوات للتعاون مع الاسد وبوتين في محاربة ’داعش’
تواصل الصحف الأجنبية تركيزها على ضرورة توحيد الجهود لمحاربة "داعش"، وقد دعا عمدة مدينة لندن بوريس جونسون إلى التعاون مع القيادتين السورية والروسية لتدمير هذا التنظيم، في وقت كشف تقرير استخبارتي اميركي جديد فشل سياسة باراك أوباما في احتواء "داعش" متوقعا تمدد انتشار ارهابه في حال حافظ على المناطق المسيطر عليها في العراق و سوريا.
مطالبات بالتنسيق مع سوريا وروسيا في محاربة الارهاب
كتب عمدة مدينة لندن "بوريس جونسون" مقالة نشرتها صحيفة "دايلي تلغراف" شدد فيها على ضرورة تركيز الجهود على الاهداف المعلنة لجهة اضعاف وتدمير داعش كقوة على الاراض في سوريا و العراق. وقال جونسون ان المهمة تتمحور حول حرمان داعش من الاراضي التي تسيطر عليها في الرقة و تدمر و غيرها.
غير انه اكد في الوقت نفسه على انه لا يمكن انجاز هذه المهمة دون قوات برية، مضيفاً انه و نظراً الى ان بريطانيا و اميركا و فرنسا لن ترسل القوات البرية، فلا يمكن للغرب ان يكون صعب الارضاء بشأن الحلفاء في الحرب على داعش.
وبينما اشار جونسون الى التقديرات التي تفيذ بان عديد الجيش السوري الحر وغيره من الجماعات يبلغ 70,000 عنصر، شكك بمصداقية هذه الاعداد، وأكد أن هناك اطرافا اخرى متواجدة على الارض هي قوات الجيش السوري الذي يحرز تقدما ولا سيما إستعادة مناطق شاسعة من مدينة حمص. ولفت الى ان نظام الاسد بدعم روسي أصبح على بضعة اميال فقط عن مدينة تدمر، وأكد دعمه لمسعى الحكومة السورية والروس في استعادة المدينة.
جونسون حذر مما اسماه لعبة شطرنج ثلاثية معقدة،حيث يحاول الغرب تحييد الاسلاميين (المتطرفين) ومنع بوتين من تعزيز دوره، معتبراً ان ذلك قد يؤدي الى عدم تحقيق اي شيء.
بناء على كل ذلك دعا الكاتب الى التخلي عن عقلية الحرب الباردة، مشدداً على عدم صحة النظرية التي تقول ان كل ما هو جيد لبوتين هو اوتوماتيكياً سيء للغرب. وقال ان هناك هدفا مشتركا واضحا يتمثل بازالة تهديد داعش، وان كل الامور المتبقية تبقى ثانوية.
كما شدد على عدم جدوى السيناريو القائم على اهداف متناقضة في سوريا، مؤكداً على ان الامل الافضل للتخلص من داعش يتمثل باتفاق بين جميع القوى – اميركا و روسيا و فرنسا و بريطانيا و تركيا و السعودية و غيرها، اضافة الى جدول زمني لتنحي الاسد عن السلطة و اعداد خطة لحكومة سورية جديدة.
حادثة كاليفورنيا
من جهتها، صحيفة نيويورك تايمز نشرت تقريراً اشار الى ان الرئيس الاميركي وصف حادثة اطلاق النار في ولاية كاليفورنيا التي اودت بحياة اربعة عشر شخصاُ "بالعمل الارهابي الهادف الى قتل الابرياء" ،متوعدا بتكثيف الضربات الجوية ضد داعش، وقال ان "تحالفا متنام من الدول لمحاربة التنظيم ستأتي بنتائج كبيرة.
الا ان التقرير لفت كذلك الى ان كلمة اوباما لم تكن تهدف الى اعلان تحول دراماتيكي في الاستراتيجية او سياسات جديدة لمحاربة التهديد الارهابي بالداخل او الخارج. و انما اعتبر التقرير ان الكلمة جاءت لاطلاع الاميركيين على جهود البيت الابيض في محاربة داعش وحث الناس على عدم الاستسلام للخوف، ورأى التقرير أن الخطاب يضع شبهة على جميع المسلمين ومن غير المقبول بأن نسمح بان تكون هذه الحرب بين اميركا والاسلام.
كما تناول التقرير ما طرحه اوباما من تعزيز اجراءات تفتيش المسافرين القادمين الى الولايات المتحدة دون تأشيرات دخول، ودعوته الكونغرس الى منع بيع الاسلحة الى الاشخاص الموضوعين على لائحة منع السفر وكذلك الى وضع قيود على بيع الاسلحة الهجومية. وفي هذا السياق لفت التقرير الى كلام اوباما (خلال الخطاب) لجهة وجود معارضين في الداخل لاي اجراءات وقائية فيما يخص حمل السلاح، حيث اشار الى حديثه بان "اجهزة الاستخبارات و انفاذ القانون – مهما كانت فعالة – لا يمكن ان تتعرف على كل معتد، سواء كان مدفوعاً من قبل داعش او ايديولوجية كراهية خرى". كما اضاف اوباما: "ما يمكننا القيام به – و ما يجب ان نقوم به – هو ان نصعّب عليهم القتل". التقرير لفت ايضاً الى كلام اوباما عن ان "التهديد الارهابي حقيقي، لكننا سنتغلب عليه".
وبينما اشار التقرير الى ان قادة ومرشحين الحزب الجمهوري انتقدوا بشدة الخطاب، قال في الوقت ان كلام اوباما تضمن توبيخاً للعديد من الجمهوريين، خاصة مرشحي الرئاسة الذين طالبوا بوضع قيود على المسلمين في الولايات المتحدة والسماح فقط بدخول المسيحيين كلاجئين الى الاراضي الاميركية. وهنا تطرق التقرير الى ما قاله اوباما عن ضرورة رفض هذه الطروحات، حيث اشار الى قوله بانه "من مسؤوليتنا رفض الاقتراحات بان يتم التعاطي مع المسلمين الاميركيين بشكل مختلف". و اعتبر اوباما ان مثل هذه الاقتراحات تصب لمصلحة جماعات مثل داعش.
كذلك شدد التقرير على اصرار اوباما خلال كلمته على عدم ارسال اعداد كبيرة من القوات البرية الى الشرق الاوسط ،حيث قال "اننا لن ننجر مجدداً الى حرب برية طويلة و مكلفة في العراق او سوريا.هذا ما تريده الجماعات مثل داعش". كما اضاف "انهم (الجماعات الارهابية) يعرفون ايضاً انه و في حال احتلينا اراض اجنبية، يمكنهم الحفاظ على التمرد لسنين، حيث يقومون بقتل آلاف جنودنا و يستنزفون مواردنا و يستغلون تواجدنا من اجل استقطاب مجندين جدد".
الخلفية السعودية لدى احد منفذي هجمات كاليفورنيا
كما نشرت صحيفة نيوروك تايمز ايضاً تقريراً اشارت فيه الى ان السيدة "تفشين مالك" (التي نفذت و زوجها "سيد رضوان فاروق" اعتداءات كاليفورنيا) كانت قد امضت معظم حياتها في السعودية، لافتا إلى أن ظروف تحولها نحو العمل المسلح تبقى غامضة لدى المحققين، الا ان موجة العائلات الباكستانية التي تهاجر الى السعودية و تعود وهي تمارس اسلام اكثر محافظة (اقرب الى الاسلام الوهابي) تعطي بعض الدلائل على هذا التحول.
ولفت التقرير الى ان مسقط رأس عائلة مالك هي في احدى مناطق ولاية اقليم بنجاب الباكستانية وان العائلة انتقلت الى مدينة جدة في السعودية عام 1989، و ذلك استناداً الى مقابلات اجريت مع بعض الاقارب لها في المنطقة. و قال التقرير ان جذور التربية السعودية كانت متعمقة جداً بالسيدة مالك، مضيفاً ان الاخيرة هي نتاج كلاسيكي لتأثير السعودية على دول مثل باكستان.
الصحيفة نقلت عن اقارب و جيران السيدة مالك بان والد الاخيرة، و بعد ان امضى اعوام في السعودية، قد تحول الى مذهب "الديوباندي" السني المتشدد.
فشل السياسة الاميركية القائمة على احتواء داعش
في السياق نفسه، نشر موقع "دايلي بيست" تقريراً نقل فيه عن مسؤولين اميركيين ان تقرير استخبارتي اميركي جديد اعد حول داعش بتكليف من البيت الابيض، يتوقع ان تنتشر داعش عالمياً و تزداد عديداً الا في حال تلقت خسائر تؤدي الى فقدانها مناطق شاسعة تسيطر عليها في العراق و سوريا.
الموقع لفت الى ان التقرير هذا يتناقض بشكل كبير وضمانات البيت الابيض السابقة بانه تم احتواء داعش في العراق و سوريا، و بدأ منذ الآن يحث على التغييرات في المقاربة الاميركية المعتمدة مع داعش،بحسب المسؤولين انفسهم. كما اعتبر الموقع ان التقرير الاستخبارتي هو اعتراف ضمني بان جهود التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن قد فاقتها قدرة داعش على التوسع و استقطاب المزيد من الانصار.
كذلك كشف الموقع نقلاً عن ثلاثة مسؤولين اميركيين كبار بان البيت الابيض اصدر تكليفاً باعداد التقرير قبل وقوع هجمات باريس الشهر الفائت، اي قبل فترة طويلة من وقوع هجمات كاليفورنيا. وأضاف ان التكليف جاء قبل اعلان اوباما انه تم احتواء داعش في سوريا و العراق، وذلك قبل يوم واحد من هجمات باريس، لكنه ارسل الى البيت الابيض في الاسابيع التي تلت الهجمات.
واضاف الموقع انه و بعد مراجعة استنتاجات التقرير، طلب الرئيس اوباما من وزير الحرب آشتون كارتر و رئيس هيئة الاركان المشتركة جوزيف دانفورد تقديم خيارات جديدة في محاربة داعش وهو ما تم فعلا قبل ايام. الموقع كشف ان التقرير الاستخبارتي يتألف من حوالي ثمان صفحات وقام باعداده فريق من المحللين في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) و وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) و وكالة الامن القومي (NSA).
الموقع اضاف ان المسؤولين الاميركيين يجرون المحادثات مع الحلفاء المقربين مثل بريطانيا و فرنسا و غيرها من اجل حثهم على تصعيد عمليات محاربة الارهاب في اماكن مثل ليبيا، حيث تنمو داعش بينما يبقى البيت الابيض غير مستعد لارسال القوات بعد الهجمات الى ادت الى مقتل السفير الاميركي لدى ليبيا في مدينة بنغازي.
وبهذا الاطار نقل عن مسؤول غربي اشترط عدم كشف اسمه "انه من الواضح ضرورة تكثيف المساعي الدولية. طالما يسيطرون (الارهابيون) على الاراضي يستطيعون الترويج لخطابهم" بشأن وجود دولة خلافة تابعة لهم.