ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: شكوك وتساؤلات كبيرة حول التحالف السعودي الجديد
سلط باحثون وصحفيون غربيون الضوء على الثغرات الموجودة بالتحالف العسكري الجديد الذي اعلنت عن تشكيله السعودية، واعتبروا أن الخطوة السعودية هذه تأتي رداً على الانتقادات الغربية الموجهة الى الرياض ومحاولة لمحمد بن سلمان تحسين صورة بلاده بعد هزيمتها في العدوان على اليمن.
الدبلوماسي البريطاني السابق "Oliver Miles" كتب مقالة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية اشار فيها الى غياب دول مثل ايران والعراق و افغانستان والجزائر وسلطنة عمان واريتريا عن التحالف الجديد الذي اعلنه ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ولفت الكاتب الى تغريدات المدون السعودي "مجتهد" الذي اعتبر ان التحالف الجديد ما هو الا تفاهم كلامي لا يضيف شيئا على التنسيق الاستخبارتي والسياسي الذي تقوده اميركا، كما أنها ليست سوى محاولة من بن سلمان لتغيير وجهة نظر الغرب بأن ولي العهد محمد بن نايف ليس هو الاساس في المعركة ضد الارهاب.
وأكد الكاتب ان كلام مجتهد في محله، مرجحاً ان يكون هذا الاعلان السعودي مجرد ورقة، ورأى ان اخطر ما في الخطوة هذه ليس فقط غياب ايران وانما العراق، مؤكداً ان سبب ذلك يعود الى ان العراق يحوي غالبية شيعية. وبناء على ذلك قال انه في حال تحول التحالف الجديد الى قوة حقيقية، فان ذلك سيدفع بايران الى تشكيل تحالف شيعي منافس. وبالتالي حذر من العواقب الكارثية لذلك، على غرار ما يحصل في اليمن.
بدوره، الصحفي البريطاني المعروف"Robert Fisk" كتب مقالة نشرت في صحيفة الاندبندنت سلط فيها الضوء على غياب اندونيسيا عن التحالف الجديد الذي اعلنه محمد بن سلمان، على اعتبار انها اكبر دولة اسلامية في العالم. ورأى الكاتب ان غياب اندونيسيا امر غريب نظراً الى ان الاخيرة دخلت في حرب مع القاعدة منذ تفجيرات بالي عام 2002 التي ادت الى مقتل ما يزيد عن مئتي شخص، اغلبهم من السياح الاجانب.
كما لفت الكاتب الى ان اغلب اعضاء هذا التحالف يواجهون مشاكل مالية واقتصادية ضخمة، وعليه شدد على ان الارقام الحقيقية خلف هذه القوة العسكرية لا تمكن بعدد الدول التي تنوي المشاركة وانما المبالغ المالية التي تنوي السعودية دفعها للدول المشاركة مقابل مساعدتها العسكرية. وقال: هناك اسئلة واضحة مطروحة عن الارهاب الذي يريد ان يقضي عليه بن سلمان، متسائلا اذا كان المراد القضاء على الارهاب الداعشي فيجب السؤال عن الاساس الايديولوجي لهذا الارهاب وهو الفكر الوهابي "الذي يحكم الدولة السعودية".
كما تساءل عما اذا كان المراد التصدي لارهاب النصرة التي تتبنتها قطر، والتي هي بدروها جزء من هذا التحالف "الغريب"، وتساءل ايضاً عن طبيعة العلاقة التي يتصورها السعوديون مع الايرانيين الذين يقاتلون في كل من العراق وسوريا ضد ذات الارهاب الداعشي الذي يصفه بن سلمان بجزء من المرض، وانتقد غياب ايران والعراق عن التحالف. وعليه تساءل الكاتب "لماذا هذه قوة سنية بالغالب بدلاً من ان تكون مجرد ائتلاف اسلامي"؟
من جهتها، صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية نشرت تقريراً قالت فيه ان بريطانيا تستعد لدعم "جيش بري" جديد مكون من دول التحالف الذي اعلنت السعودية عن تشكيله، الذي قد يباشر بمحاربة داعش في غضون اسابيع في سوريا. وعليه اشار التقرير الى ان بريطانيا تواجه سيناريو الانجرار اكثر عمقاً الى الحرب في سوريا.
وتحدث التقرير عما أسماه "تصميم السعوديين وحلفائهم من "السنة" منع النظام السوري او "حلفاء ايران من الشيعة" من ان يملأوا اي فراغ"، وحذر من ان ذلك يعزز احتمالات انجرار الغرب الى المعركة بين "الطائفتين المتنافستين"، على حد وصفه.
أما الباحث الاميركي المعروف في مجال التنظيمات الارهابية "بروس ريدل" فكتب مقالة نشرت على موقع معهد بروكنغز، قال فيها ان اعلان السعودية انشاء تحالف عسكري اسلامي لمحاربة الارهاب ينسجم ومساعي المملكة القديمة بحشد الدول الاسلامية لمعالجة القضايا الدولية الحرجة، واعتبر ان الاعلان هذا يعبر عن اولويات ومخاوف الرياض نفسها.
ولفت الكاتب إلى ان السعوديين يأملون جراء هذا الاعلان بوقف الانتقادات التي تتهم السعوديين وحلفاءهم بالتقصير ضد داعش بسبب التزاماتها باليمن، مشيراً الى توجيه الرئيس اوباما ضمنياً لهذه الانتقادات خلال خطابه الاخير بالبنتاغون.
كما تطرق الكاتب الى غياب ايران والعراق عن التحالف، معتبراً ان الرياض ترى المعركة ضد ايران بانها توازي اهمية المعركة ضد القاعدة، وربما تكون اكثر اهمية، وانتقد غياب دولا عدة عن التحالف لا سيما سلطنة عمان والجزائر التي تمتلك أكبر جيش في افريقيا، ورأى أن غياب الجزائر يضعف نفوذ التحالف. كذلك تطرق الكاتب الى غياب افغانستان ودول آسيا الوسطى، وذلك على الرغم من ان افغانستان تقف بالخطوط الامامية بالحرب ضد المتطرفين.
كما رجح الكاتب ان يكون محمد بن سلمان يريد تعزيز مؤهلاته العسكرية جراء هذا التحالف الجديد، حيث قال ان مثل هكذا حدث عسكري قد يزيل الشكوك، اقله للوقت الراهن، حول الحرب على اليمن التي لم تؤد الى الانتصار العسكري الحاسم الذي تم التعهد به في بداية الحرب.
الكاتب شدد على ان المسألة الاساس هي انشاء تحالف فاعل، لافتا إلى ان العالم العربي يتكلم عن التحالفات العسكرية منذ الاربعينيات دون التوصل الى اتفاق حقيقي، ليخلص الى ان الاعلان الاخير قد تكون خطوة بهذا الاتجاه.