ارشيف من :ترجمات ودراسات

كيف يتغذى الإرهاب على المال السعودي والخليجي؟

كيف يتغذى الإرهاب على المال السعودي والخليجي؟

الكاتب : Daniel Lazare
عن موقع  Mondialisation.ca
30 تشرين الثاني  / نوفمبر 2015

في وقت يتواصل فيه ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا بفعل العمليات الإرهابية التي شهدتها باريس، عمد الرئيس هولاند إلى إدانة ما أسماه بـ "العمل الحربي" الذي نفذه داعش. لكن دانيال لازار يشرح لنا أن الواقع المخفي من الظاهرة هو التالي: أصدقاء فرنسا الأثرياء في الخليج الفارسي هم شركاء في هذا العمل الإرهابي الفظيع.


وغداة العمليات الإرهابية التي ضربت باريس، ليست المسألة في معرفة أي تنظيم إرهابي هو المسؤول عن تنفيذ هذه العمليات، ولكنها في المقام الأول في معرفة المسؤول عن قيام "داعش" وتنظيم القاعدة. والجواب الذي يفرض نفسه بشكل متزايد الوضوح خلال السنوات الأخيرة هو أن القادة الغربيين الذين استخدموا أجزاء متزايدة الاتساع من العالم الإسلامي كحقل لألعابهم الحربية، يذرفون الآن دموع التماسيح على النتائج التي أفضت إليها أعمالهم.  


لقد بدأت هذه الظاهرة خلال الثمانينات في أفغانستان حيث قامت وكالة الاستخبارات الأميركية والأسرة الملكية السعودية باختراع "الجهادية" في محاولة لفرض حرب على السوفيات تكون مشابهة للحرب الفييتنامية ولكن في خلفية حديقتهم الداخلية. وهذا ما جرى أيضاً في العراق حيث قامت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا باجتياحه في العام 2003، وبإطلاق العنان فيه لحرب أهلية ضارية بين الشيعة والسنة.   


وهذا ما يجري اليوم في اليمن، حيث تقوم كل من الولايات المتحدة وفرنسا بمد يد المساعدة إلى السعودية في حرب جوية واسعة النطاق ضد الحوثيين. وهو ما يجري أيضاً في سوريا التي باتت مسرحاً للعبة الحربية الأكثر تدميراً حيث تقوم السعودية وبلدان خليجية أخرى بتقديم السلاح والمال لتنظيم القاعدة ولما يعرف باسم داعش، ولتنظيمات مشابهة، وكل ذلك بعلم تام من قبل الولايات المتحدة.
في كانون الأول / ديسمبر 2009، أكدت هيلاري كلينتون، في توجيه ديبلوماسي سري، أن المانحين السعوديين يشكلون، على المستوى العالمي، أهم مصادر تمويل الجماعات الإرهابية. وفي تشرين الأول / أكتوبر 2014، أكد جو بايدن في كلمة ألقاها أمام طلاب مدرسو كيندي في هارفارد أن "السعوديين ودولة الإمارات مصممون على إسقاط الأسد وخصوصاً على الانخراط، بالوكالة، في حرب بين الشيعة والسنة، وأنهم دفعوا مئات الملايين من الدولارات وقدموا عشرات الآلاف من أطنان الأسلحة الحربية لكل من يريد محاربة الأسد. أما الجهات التي حصلت على هذه الهبات فهي تنظيما النصرة والقاعدة".

كيف يتغذى الإرهاب على المال السعودي والخليجي؟


وفي إحدى افتتاحياتها، اشتكت النيويورك تايمز الشهر الماضي من أن السعوديين والقطريين والكويتيين مستمرون في تقديم الأموال ليس فقط إلى تنظيم القاعدة بل أيضاً إلى داعش.      


وعلى الرغم من تقديم الكثير من الوعود بوقف تمويل هذه الجماعات، فإن مضخات الأموال ظلت مفتوحة بشكل كبير. ولم تكتف الولايات المتحدة بتأييد هذه الممارسات، بل ساهمت فيها بشكل مباشر. ففي حزيران / يونيو 2012، كتبت صحيفة التايمز أن الاستخبارات المركزية الأميركية تعمل مع الإخوان المسلمين من أجل تمرير أسلحة يقدمها الأتراك والسعوديون والقطريون إلى المتمردين على حكم الرئيس الأسد.   


وبعد شهرين على ذلك، أكدت "وكالة استخبارات الدفاع" أن تنظيم القاعدة والسلفيين والإخوان المسلمين يسيطرون على حركة التمرد في سوريا وأن هدفهم هو إقامة "إمارة سلفية في المنطقة الشرقية من سوريا"، أي في المكان الذي تقوم فيه الخلافة حالياً، وذلك "تحديداً ما تريده القوى التي تدعم المعارضة"، أي ما يريده الغرب وبلدان الخليج وتركيا بهدف "عزل النظام السوري".


ومؤخراً، لم تبد إدارة أوباما أي اعتراض عندما قام السعوديون بتسليم جبهة النصرة، وهي رسمياً الفرع السوري لتنظيم القاعدة، بتسليمها صواريخ متقدمة من نوع "تاو" لمساعدتها في الهجوم الذي تقوم به في محافظة إدلب في الشمال السوري. كما أنها لم تظهر أي احتجاج عندما طالب السعوديون بإلحاح بفسح المجال أمامهم لرفع مستوى الدعم الذي يقدمونه لهذه الجماعات كرد على التدخل الروسي وما يشكله من دعم للنظام السوري.


وقبل أسبوعين، أكد بن هوبارد في مجلة التايمز أن قوات العمليات الخاصة الأميركية التي دخلت شمال سوريا قد تلقت أوامر بالعمل مع متمردين عرب. سبق لهم أن تعاونوا مع جبهة النصرة. ويمكن لهم بالتأكيد -وهذا ما لا يذكره هوبارد- أن يفعلوا ذلك مجدداً بعد مغادرة القوات الأميركية.

هل تحدثتم عن تعاون ؟


على الرغم من العداء الدائم الذي يناصبونه لتنظيم القاعدة، فإن الأميركيين وحلفاءهم الخليجيين يعملون يداً بيد مع هذا التنظيم عندما يكون الهدف هو تحقيق بعض الغايات. ومع هذا، فإن القياديين، من واشنطن إلى الرياض، يبدون أسفهم اليوم لأن هذه الجماعات تعض اليد التي تقوم بتغذيتها *.   


نحن إزاء سيناريو تكرر أكثر من اللزوم خلال السنوات الأخيرة. فـ "الإرهاب" هو مصطلح عديم المعنى إلى حد بعيد ويلقى ظلال التعتيم على الأحداث أكثر مما يضيؤها. فأحداث 11 أيلول / سبتمبر أدت إلى " حرب عالمية على الإرهاب"، وفي الوقت نفسه إلى عملية تغطية مذهلة على المسؤولين الفعليين عن وجود هذه الظاهرة.  
لقد وضع غطاء من الفولاذ على الدور الذي لعبه السعوديون في أفغانستان التي ولدت فيها شبكة بن لادن. أما إدارة بوش فقد قامت سراً بتهريب 140 سعودياً، بينهم حوالي 20 من أفراد أسرة بن لادن، إلى خارج الولايات المتحدة، بعد أن حققت معهم الشرطة الفيدرالية بطريقة أكثر من سطحية.


عندما قام الأمير السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي كان عليه أن ينتظر لمدة ثلاث سنوات قبل أن يجلس رسمياً فوق عرش المملكة، عندما قام بزيارة بوش في مزرعته بتكساس في نيسان / أبريل 2002، لم يكد هذا الأخير يأتي على ذكر مركز التجارة العالمي، كما قطع الكلام على صحافي كان يصر على الكلام عن هذا الموضوع.  
لكن عبد الله تكلم عن الموضوع بقوله :"نعم، أنا ولي العهد أدين بشدة أولئك الأفراد الذين قتلوا مواطنين أميركيين. نحن نعمل على الدوام مع الرئيس وحكومته من أجل تبادل المعلومات، ومن أجل تجفيف منابع التمويل...هذه الحكومة تجهد نفسها فعلاً وهذا أمر أقدره أيما تقدير".
هنالك بالطبع شيء من الكذب. إذ قبل شهر واحد على هذه الزيارة، كان روبرت كالستروم، النائب السابق لمدير الشرطة الفيدرالية، قد اشتكى لأن السعوديين لا يظهرون ميلا كبيراً إلى التحقيق. فهم "لا يشيعون الانطباع بأنهم يفعلون كبير شيء. وبصراحة، لا جديد مطلقاً في ذلك".
وفي نيسان / أبريل 2003، توقف فيليب زيليكوف، وهو من المحافظين الجدد ومكلف بإدارة لجنة التحقيق في هجمات 11 أيلول / سبتمبر، توقف عن التعاون مع المحققة دانا ليزمان عندما أصرت هذه الأخيرة على التحقيق في علاقة السعودية في موضوع الهجمات (2).       
أما الحلقة الأكثر إثارة للدهشة في قضية طمس قسم من التحقيق فهي ما جرى لفصل من 28 صفحة في أحد تقارير الكونغرس حول مسألة التواطؤ السعودي في الموضوع. فهذا التقرير تعرض بمجمله للكثير من التحوير في حين تم بالكامل شطب الفصل المذكور آنفاً. وقد حدث ذلك رغم كون أوباما قد وعد، بعد وقت قليل من مباشرة نشاطه الرئاسي، كريستن بريتوايزر، وهي إحدى أرامل 11 أيلول / سبتمبر، بأنه سيحرص على نشر هذا الفصل. لكن شيئاً من ذلك لم يحصل.


وبدلاً من الكشف عن المسؤولين عن الهجمات، فضلت واشنطن إبقاء الأميركيين في حالة جهل لما حدث. وبدلاً من الكشف عن المجرمين، فضلت إدارة بوش، بدعم من الديمقراطيين ومن الإعلام، توجيه اللوم إلى اشخاص كريهين من عالم آخر يحيط بهم الإبهام والغموض. وقد حدث مثل ذلك تماماً في كانون الثاني / يناير الماضي مع مجزرة شارلي إيبدو. إذ تردد إلى حد كبير ذكر الشعار "أنا شارلي" وخرجت مظاهرات كبرى شارك فيها نتنياهو وساركوزي والسفير السعودي، ولكن أحداً لم ينبس ببنت شفة حول التقارير التي كانت تتكدس بخصوص الإسهام المالي السعودي. فالواقع أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي قام بتدريب شريف غواشي وقام بتدبير الهجوم على شارلي إيبدو إنما يتحرك بتمويل سعودي.


كما أن المصير نفسه قد أحاق بالتقارير التي تشير إلى أن الرياض تتعاون مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في حربه ضد الحوثيين في اليمن، حيث تقوم الطائرات السعودية بنشر الموت والدمار في جميع أنحاء اليمن.
لقد سيطر تنظيم القاعدة على مدينة المكلا في المنطقة الشرقية من اليمن، وهي مركز نفطي ومرفأ بحري ويبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة. كما استولت على بعض أجزاء عدن. وبالتوازي مع ذلك، جمع التنظيم لنفسه عشرات الدبابات من طراز ت ـ 52 والعربات المدرعة والصواريخ المضادة للطائرات وأسلحة أخرى.


من دق ناقوس الخطر ؟


مثل هذا الوضع ينبغي له أن يقلق واشنطن، لكن أحداً لم يفعل غير هز كتفيه على سبيل اللامبالاة. هذا، وتواصل إدارة أوباما تشجيع السعودية على الاستمرار في حربها على أفقر بلدان الشرق الأوسط، وتقدم لها دعماً تقنياً ومساعدة بحرية في حين تحصل السعودية على دعم من فرنسا التي تطمح إلى احتلال موقع الولايات المتحدة في دورها كأول مصدر للأسلحة إلى المملكة.
إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يدعم السعودية التي تقدم الدعم بدورها للقوى التي ساندت مرتكبي مجزرة شارلي إيبدو. كما يساعدها مع أنها تسمح للأموال بالتدفق على تنظيم داعش الذي حدده هولاند بوصفه مسؤولاً عما تم ارتكابه مؤخراً من فظاعات .  
لكن هولاند يفضل الإعراب عن ندمه مع إطلاق مناشدات يطلب فيها "الرحمة والتضامن" بدلاً من البدء بمراجعة علاقاته مع أولئك الذين يقفون وراء مثل هذه الهجمات.


ما يجري في عمق المشكلة هو أزمة على صلة بالنفط والمال وبإمبراطورية أميركية تقف مشلولة أمام الكارثة التي خلقتها في الشرق الأوسط. كان الأمر شبيهاً بلعبة أطفال عندما أطلق أوباما دعونه الشهيرة من أجل تغيير النظام في دمشق : "لمصلحة الشعب السوري، آن الأوان لكي يستقيل الأسد".


تصاعدت حركة التمرد وبات النظام معلقاً بخيط رفيع، وساد الاعتقاد بأن المسألة أصبحت مسألة وقت لكي يلقى الأسد مصيراً مشابهاً لمصير القذافي. "لقد جئنا ونظرنا وكان ميتاً". هكذا هتفت هيلاري كلينتون محتفلة بانتصارها بعد عدة أشهر من مقتل القذافي. أجل ساد الاعتقاد بأن وقتاً طويلاً لن يمضي قبل أن يموت الأسد تحت ضربات جمهور هائج.  
لكن، تبين أن الأسد أكثر قدرة على المقاومة مما كان متوقعاً. خصوصاً لأنه كان يعتمد على حزب يتمتع بدعم شعبي هام. وبقدر ما كان الأسد قادراً على الاستمرار في الحكم، كانت الولايات المتحدة تجد نفسها متورطة في حرب ترتدي طابعاً طائفياً متزايداً ينشط فيها متطرفون من السنة الذين يحصلون على التمويل من بلدان الخليج.
وهكذا وجد أوباما نفسه في مأزق بين الأسد من جهة، وداعش والقاعدة من جهة أخرى، فأخذ يتردد ويتثاقل رافضاً الانخراط بشكل كامل في الصراع إلى جانب المتمردين، وغير قادر على إرضاء أصدقائه المقربين الذين يمولون الجماعات التي تنظر إليها الولايات المتحدة على أنها صنائع الشيطان.   


وبدلاً من أن تؤدي هذه السياسة غير المقبولة من هؤلاء وأولئك إلى اجتثاث داعش، فإنها قادت إلى تسميم الأجواء. فقد اصبحت داعش أكثر ثراءً وتقدمت عناصرها في عربات تويوتا فارهة وامتلكت وسائل تقنية غير مسبوقة بالنسبة لتنظيم من هذا النوع. وقبل أسبوعين، تمكنت بلا شك من إسقاط طائرة مدنية روسية في سيناء. ويوم الخميس الماضي، أرسلت اثنين من الانتحاريين القتلة إلى واحدة من ضواحي بيروت الشيعية حيث نفذا عملية قتل فيها  43 شخصاً إضافة إلى أكثر من 200 جريح.   
وفي الوقت الحالي، وبحسب ما تقوله السلطات الفرنسية، قامت داعش بإرسال فريق يضم ما لا يقل عن ثمانية مقاتلين أطلقوا النار في عدة أمكنة في باريس. وقد وردت أخبار تقول بأن أحد هؤلاء قد هتف قائلاً أثناء عملية مسرح الباتاكلان : "ها أنتم تدفعون الآن ثمن ما تفعلونه في سوريا"، في إشارة واضحة إلى أعمال القصف الغربي لمواقع داعش في سوريا.
هذا العمل الإرهابي الفظيع هو من صنع واشنطن والرياض والإليزيه.  

صعود اليمين المتطرف


ما العمل ؟ هذه الأحداث هي نعمة تسقط على مارين لوبين. فهي ستستخدمها دون أدنى شك لتسعير الخوف من الأجانب، هذا الخوف الذي يقوم بدور آلة ضخمة تجلب الأصوات للجبهة الوطنية. هذه الأحداث هي نعمة للعديد من السياسيين في أوروبا الشرقية بدأً بالهنغاري فيكتور أوربان وانتهاء برئيس الوزراء السلوفاكي روبيرت فيكو. فهؤلاء يستفيدون من شعور العداء المتصاعد للمهاجرين.
 القوميون المتعصبون في بولونيا يفركون أيديهم ابتهاجاً، حيث أدان الرئيس آندريي دودا نظام الكوتا الذي أقره الاتحاد الأوروبي، وحيث تظاهر 25 ألفاً من اليمينيين المتطرفين في فارصوفيا وهم يهتفون "بولونيا للبولونيين".
منذ أسابيع ومواقع الإنترنت والصحف اليمينية تحذر من أن داعش تستخدم موجة اللاجئين لإدخال مقاتلين إلى أوروبا، وهي تستطيع الآن أن تتحدث عن مجزرة الباتاكلان لتقول بأن اليمينيين على حق.
إنها حجة من الأرجح أن الناس العاديين سيجدونها معقولة تماماً، ولهذا السبب هنالك ضرورة كبرى للتشديد على دور الحكومات الغربية في صنع الحل. فبعد أن قام القادة الغربيون بنشر الدمار في البلدان الإسلامية لا ينبغي لهم أن يتفاجأوا لرؤية العنف وهو يستشري في بلدانهم.    


من الممكن أن ينظر الناخبون إلى إغلاق الحدود على طريقة دونالد ترومب أو نيجيل فاراج بوصفه إجراءً منطقياً. لكن أعداد اللاجئين سيتصاعد بقدر ما تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى "تغيير الأنظمة" وإرعاب الناس في الشرق الأوسط. وبإمكان البلدان الأوروبية أن تضع ما تشاء من الحواجز على حدودها، ولكن أعداداً متزايدة من اللاجئين ستعرف كيف تتخطى تلك الحواجز.
وينطبق الأمر نفسه على ظاهرة العنف. ومن غير المهم أن تكون هنالك جهود يبذلها الغرب من أجل حماية نفسه من الفوضى التي صنعها بنفسه لأنه سيكتشف أن من المستحيل له أن يحافظ على سلامه الخاص. فالسعودية ضاعفت لعدة مرات مشترياتها من الأسلحة خلال السنوات الأخيرة وفي مجلس التعاون الخليجي، بدوله الست، موازنة عسكرية هي الثالثة في العالم من حيث الحجم.    
إنها أخبار رائعة بالنسبة لصناعات السلاح، دون أن ننسى السياسيين المستعدين لفعل كل شيء من أجل أعطاء دفعة صغيرة للناتج الداخلي الخام في بلدانهم. ولكن هذه الأخبار ليست مفرحة بالنسبة للناس العاديين في اليمن وسوريا ولبنان، ولكن أيضاً في باريس حيث يعاني الناس من الأثر الارتجاعي لكل هذا التسلح ولكل هذا العنف.


وبقدر ما يستمر التحالف الغربي وشركاؤه الخليجيون في نشر الفوضى في الشرق الأوسط، بقدر ما سيعزز اليمين المتطرف من مواقعه وبقدر ما سيرتفع منسوب العداء للأجانب إن في أوروبا أو في الولايات المتحدة.

 (1) انظر : cf Rachel Ehrenfeld « Their Oil is Thicker Than Our Blood » dans Saudi Arabia and the Global Islamic Terrorist Network : America and the West’s Fatal Embrace (New York: Palgrave Macmillan,2011), p. 127
(2)  انظر : Philip Shenon, The Commission : The Uncensored History of the 9/11 Investigation (New York: Twelve, 2008), pp 110-13
* ليس صحيحاً أن الأميركيين والسعوديين، ويلحق بهم الأتراك وغيرهم من الجهات الداعمة لداعش مثلاً، قد ندموا على تقديم الدعم لهذا التنظيم الإرهابي تحديداً. فهم يواصلون تطبيق سياستهم الملتبسة تجاه هذا التنظيم  ويدعمونه بشتى الوسائل ويعترضون على الضربات التي يوجهها الروس إليه و، خصوصاً، إلى التنظيمات الأخرى التي تضعها واشنطن على قائمة ما يسمى بـ "المعارضة المعتدلة". المترجم.

 

 

2015-12-17