ارشيف من :آراء وتحليلات

هل تمهد السيطرة على ريف اللاذقية في استعادة كامل الشمال السوري؟

هل تمهد السيطرة على ريف اللاذقية في استعادة كامل الشمال السوري؟

يخوض الجيش العربي السوري وحلفاؤه معارك حيوية ومهمة على طريق استكمال السيطرة على كامل الجغرافيا المشرذمة وانهاء الاقتتال تأسيسا لعودة الأمن بعد اقفال الحدود وبسط سلطة الشرعية السورية وفتح قنوات المفاوضات والحوارات التي أصبحت حاجة ماسة ومطلبا ضروريا لاغلب مكونات المجتمع السوري باستثناء بعض المتورطين الخائنين الارهابيين.  

تبدو اليوم السيطرة على كامل هذه الجغرافيا اقرب الى التحقق لاسباب عديدة نذكر منها الصمود الاسطوري لهذا الجيش العنيد في كافة المعارك التي خاضها والتي تخطت الالاف لغاية اليوم، بالاضافة الى الدعم الكامل من الحلفاء الصادقين الذين قدموا دماءً غالية ومقدسة وقدرات وخبرات عالية والتزامات صادقة وثابتة، ونذكر ايضا الدعم الروسي الفعال ديبلوماسيا في المحافل الدولية وعسكريا في كافة اشكال المساندة والمساعدة من تغطية جوية واسعة وفعالة ودعم بالسلاح المتطور وبالعتاد المناسب.

هل تمهد السيطرة على ريف اللاذقية في استعادة كامل الشمال السوري؟

تكتسب هذه المعارك باغلبها اهمية حيوية لدرجة تتقارب جميعها من ناحية الضرورة والحاجة ولكن نستطيع القول ان مناورة المعركة التي ينفذها هذا الجيش مع الحلفاء قد بدأت تفرض نفسها على الارض عبر توزيعه العمليات الهجومية على نقاط ومواقع محددة والعمليات الدفاعية على نقاط ومواقع أخرى بشكل بدأت تتوضح معالم هذه العمليات حيث يعطي الافضلية لمعركة استعادة تحرير الشمال السوري بداية من خلال عمليتين هجوميتين اساسيتين تجريان بشكل متزامن تقريبا على الشكل التالي:

- المعركة الاولى ومحورها ريف حلب الجنوبي، حيث نجح في استعادة السيطرة على بقعة واسعة من كامل هذا الريف تقريبا بعد ربطها بمناطق حيوية في ريف حلب الشرقي تحضن مطار كويرس ومحيطه الذي فك الحصار عنه منذ فترة ليست ببعيدة من خلال عملية خرق نوعية ناجحة ولافتة في طريقة تنفيذها، وهو الآن بصدد استكمال السيطرة على آخر اكبر معقلين للمسلحين في الريف الجنوبي المذكور وهي مدينتي خان طومان والزربة، إذ يؤسس بذلك بعد انهاء هذه السيطرة الى خلق قاعدة تجمّع عسكرية ميدانية واسعة تفصل حلب المدينة واريافها الغربي والشرقي والجنوبي عن محافظتي ادلب وحماه اريافا ومدنا بالكامل، وتشكل بقعة التجمع هذه قاعدة قوية للانطلاق في اي اتجاه تفرضه معطيات المعركة او اهداف مناورته الكبرى لاحقاً.

- المعركة الثانية تجري حاليا في ريف اللاذقية الشمالي، حيث يبدو انها بدأت تأخذ طابع الحسم الكامل بعد ان سيطر الجيش السوري وحلفاؤه مؤخراً على سلسلة جبال النوبة في وسط هذا الريف لناحية الشمال والذي يفصل آخر موقعين للمسلحين في سلمى وربيعة، وهو الان يعمل على تثبيت وحداته في هذه السلسلة الجبلية الاستراتيجية التي يجب الاستماتة من الان وصاعدا للاحتفاظ بها نظرا لاهميتها الكبيرة في مسك طريق اللاذقية جسر الشغور حلب مع معابر المسلحين على الحدود مع تركيا، وايضا لاهميتها من ناحية كونها تشكل نقطة ارتكاز اساسية بالنسبة لموقعي سلمى وربيعة دفاعا او هجوما، كما وتشكل هذه السلسلة رابطا حيوياً بين اغلب مواقع المسلحين في هذا الريف مع باقي مجموعات المسلحين في ارياف ادلب او حماه عبر طريق وسط جبال اللاذقية جسر الشغور ادلب او عبر طريق الوسط الاخير مع السرمانية فسهل الغاب .

في دراسة عسكرية للمعركتين المذكورتين في ريفي حلب الجنوبي واللاذقية الشمالي يمكن استنتاج المعطيات الميدانية التالية :

- تشكل السيطرة على ريف حلب الجنوبي قاعدة انطلاق واسعة تؤمن للجيش السوري اولا امكانية التقدم غربا عبر سراقب واستكمال السيطرة على ريف حماه الشمالي الشرقي بعد فصله عن ريف ادلب الجنوبي، كما تعطي الجيش المذكور امكانية التقدم شمال غرب ومحاصرة مدينة ادلب من الشرق ومن الجنوب الشرقي بعد تحرير بلدات المحافظة وفك الحصار عن الفوعة وكفريا .

- تشكل السيطرة على ريف اللاذقية الشمالي قاعدة انطلاق واسعة ستؤمن للجيش السوري ضبط الحدود مع تركيا وعزل المسلحين عن حاضنتهم الام هناك مع امكانية للتقدم شمال شرق واستعادة السيطرة على مدينة ومعبر جسر الشغور عبر السرمانية والتقدم شرقا ومحاصرة مدينة ادلب من الغرب ، كما وتؤمن للجيش استعادة السيطرة على بلدات وسهل الغاب بعد استكمال مسك كامل سلسلة جبال جب الاحمر الحاكمة والمشرفة على السهل المذكور .

وهكذا نستطيع القول ان الصورة الميدانية لمعارك الشمال السوري قد ظهرت خطوطها العريضة تقريبا، والتي تكتمل لناحية الاقتراب النهائي من تحقيق اهدافها الاساسية في استعادة السيطرة على الحدود مع تركيا وضبطها بالكامل وعزل المسلحين الارهابيين عن القاعدة الاساس الداعمة لهم بالعتاد وبالسلاح وبالعناصر، وهي تكتمل ايضا لناحية استعادة السيطرة شيئا فشيئا على ارياف ومدن المحافظات الشمالية بالكامل وذلك تحضيرا لاعادة السيطرة على كامل التراب السوري واعادة لملمة الجراح وفتح باب الحوار والتسويات بعد دفن المشروع الاقليمي والدولي الخبيث الهادف الى شرذمة وتفتيت وتقسيم سوريا.

2015-12-18