ارشيف من :نقاط على الحروف
عن المقاوم العنيد..
لقد ظنوا انهم قتلوه ولكنهم خسئوا. كيف يستطيعون ان يقتلوا روحا مُقاوِمة؟ كيف بامكانهم ان يطفئوا شعلة يشع نورها اكثر حين تصاب بصواريخ طائرات الغدر والحقد والجبن والدناءة ؟؟
أيعقل ان يغتالوه بعد ان اعتقلوه لحوالي الثلاثين عاما في سجون الظلمة والظلم ؟ ألهذه الدرجة خافوا منه ومن قوته ومن صدقه ومن ايمانه بالمقاومة ليقتلوه ؟؟
هو رجل وهم كيان، هو انسان وهم غاصبون على هيئة شعب وحكومة ومؤسسات، هو مقاتل يحمل رشاشا ليس اكثر، وهم جيش لديه اكثر ترسانات الاسلحة تطورا وفتكا ورعبا، فلماذا اذن قتلوه؟ ولماذا خاطروا بأنهم قد ينجرون الى حرب واسعة كونهم يعلمون موقعه ورمزيته ؟؟؟
لم يكترثوا لما قد يحدث من تداعيات من جراء اغتياله. لقد استغلوا الفرصة بمجرد ان سنحت لهم. فكيف يضيعونها وهم انتظروها طويلا، خططوا لها كثيرا، وجنّدوا الكثير من العملاء الصغار لكي يفوزوا بها، فبدت كانها معركة مصيرية بالنسبة لهم وانقضّوا على هدفهم كمن فاز بمعركة العمر والتاريخ.
بعد ان رأوا وميض عينيه في احتفال عودته مع رفاقه الاسرى المحررين احسّوا كمن صفعهم على وجههم. وبعد ان شاهدوا ابتسامته ودموعه عندما عانق سيد المقاومة عناق النصر والوفاء والوعد الصادق ندموا على فعلتهم باطلاق سراحه، لانهم لم يكونوا يعلمون ان اسيرا اعتقل لمدة تناهز عمرا باكمله سيخرج حاملا عنفوان وكرامة الابطال وعزة وصدق وقوة المقاومة، ومنذ ذلك الوقت بدأوا يخططون لاغتياله، وقرروا حينها التخلص منه مهما كلفهم الامر ومهما حصل من تداعيات لن يتراجعوا .
لقد اصابوا في نظرتهم وفي خوفهم وفي خشيتهم حين اكتشفوا انه تلك المدرسة في المقاومة التي تنمو وتتمدد، وانه ذلك السيل الهادر من الكرامة ومن العنفوان الذي يجرف في طريقه كل صغار الخنوع والاستسلام فيرميها ويخلق بدلا عنها رجالا مقاومين يتخطون المذاهب والثقافات، يتجاوزون الانعزال والارتهان، ينطلقون في فضاء المقاومة الواسع ينشدون النصر والشهادة.
ولكنهم فشلوا ... نعم فشلوا وخسروا ولم تأت حساباتهم كما خططوا، فبذور العنفوان والكرامة والمقاومة التي زرعها سمير القنطار بين لبنان وفلسطين وسوريا دخلت في عمق تراب ارض المواجهة ضد العدو الغادر الضعيف الذي ارتعد من طيفه وابتسامته وصوته، وهي تنمو وتكبر وسوف تنتج الكثير الكثير من امثال عميد الاسرى المحررين شهيد المقاومة الذي سيبقى حتما مدرسة وعنوانا وتاريخا مشرفا في التضحية وفي الصدق وفي الكرامة .