ارشيف من :آراء وتحليلات
’طالبان - باكستان’: ابو بكر البغدادي ليس ’خليفة ’!!
لم يكن غريباً للمتخصصين بشؤون الحركات الأصولية المتطرفة، لاسيما تلك الناشطة في أفغانستان وباكستان، ما احتواه البيان الصادر عن حركة طالبان باكستان، التي أكدت فيه الحركة على عدم اعترافها بخلافة "أبو بكر البغدادي" زعيم ما يُسمى "بالدولة الإسلامية في الشام والعراق"، والذي جاء مماثلاً لموقف حركة طالبان أفغانستان التي رفضت بدورها قبول خلافة البغدادي، الذي كان قد أطلقها على نفسه من غير الأخذ برأي ما يسمى بـ "المنظمات الجهادية"، كما يقول ايمن الظواهري في الرسالة التي أرسلها الى المُلا منصور زعيم حركة طالبان افغانستان عند مبايعة الأول للأخير.
إضافة إلى ذلك، يرى خبراء أن قيادة الحركة التي تهدف للإطاحة بالحكومة وإقامة دولة تحكمها الشريعة الإسلامية بحسب ما تدعي، تخشى من تمدد داعش وتوسعها تعتبرها حركة طالبان حكراً عليها، لاسيما وأنها تشكك بنوايا ابو بكر البغدادي زعيم ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية"، وقد كان هذا واضحاً في نص البيان الذي اصدرته الحركة يوم السبت الماضي، التي اعتبرت فيه أن : "البغدادي ليس خليفة لأن اختياراته وقراراته لا تتوافق مع القواعد الإسلامية ..".
إلى جانب ذلك، يعتقد مراقبون أن مواقف حركتي "طالبان -أفغانستان" و"طالبان- باكستان" يأتي على خلفية تخوف الحركتين وجماعات إرهابية متطرفة اخرى من توسع نفوذ داعش في افغانستان وباكستان ، وهذا ما يتناغم مع تحذيرات وزارة الحرب الأمريكية من تعاظم خطر داعش في أفغانستان التي اعتبرت أن فرع التنظيم في أفغانستان تحت مسمى “ولاية خراسان” أصبح اكثر نشاطاً من خلال محاولاته الهادفة إلى تعزيز وجوده في أفغانستان والسعي إلى منافسة حركة طالبان، التي تخوض معركة حامية الوطيس مع الحكومة الافغانية لتحقيق مكاسب ميدانية تحسن من موقع الحركة التفاوضي على طاولة الحوار التي ترعاها دول إقليمية على رأسهم الصين و باكستان .
بيد أن دخول داعش الساحة وتمددها يزيد المشهد الأفغاني تعقيداً، ويطرح العديد من الأسئلة حول كيفية دخول داعش الساحة، ومن سمح لها بذلك وخدمة لاي اجندة تم السماح لداعش بدخول الساحة الأفغانية والتمدد فيها، وعلى حساب من ولمصلحة من؟ اسئلة تفرض نفسها كأسئلة بديهية، لاسيما وأن الساحة الأفغانية ساحة تتحكم فيها قوى إقليمية معروفة لها أجندتها المرتبطة بصراع مصالح أكبر من أفغانستان والشعب الأفغاني وحركة طالبان وداعش نفسها أيضاً.
في الخلاصة، رحبت حركة طالبان بخلافة ابو بكر البغدادي أو لم ترحب، الا اننا لا يمكن التمييز بينها على الأخرى . كما يعتقد خبراء أن صراع طالبان وداعش من ورائه صراع أجهزة أكبر من طالبان ومن داعش أيضاً، فهما ليستا إلا ورقتين قذرتين في لعبة مصالح على حساب الشعوب.